( لقاء مع الفنان الاهوازی الکبیر عبدالامير دريس )
الاهواز – جریدة الحدیث
تاریخ النشر : ۲۵/۰۵/۱۳۸۵
لا يخفي علي أحد بأن الموسيقي احدي المقومات المهمة لجميع الشعوب في العالم و تجد لدي كل الشعوب و الامم ، الموسيقي الخاصة بهم حيث تنفرد بأدواتها و ألحانها و طريقة العزف علي آلاتها ألتي تشكل بطاقة هوية ذلك القوم و سجلهم ، فعلي سبيل المثال للهنود الحمر الحان و أغاني لا تجدها الا عندهم و للزنوج رقصات و نغمات خاصة بهم و كذلك في الصين و الهند و غيرهم من الشعوب الأخري .
إن الموسيقي روح الشعوب و منطلق أحاسيسها و انبعاث افكارها فأذا أردت التعرف علي طبيعة قوم و سلوكهم أو النشاط و الحيوية في مجتمعهم أذن انظر الي موسيقاهم و الحانهم و مكانة فنانيهم .
إن الشعوب كثيراً ما يعبرون عن مشاعرهم و بنات أفكارهم و و ما يخلج في داخلهم بلسان الموسقي الذي لا يحتاج الي الترجمة و نحن الشعب العربي الاهوازي كشعب له مقوماته الاصيلة كان و لابد أن يكون لنا الاهتمام الخاص بهذا الامر حيث تري تراثنا ملئ بالالحان الشعبية و الاغاني التراثية و ظهر العديد من الفنانين المبدعين الذين نذروا انفسهم و حياتهم لتطوير الفن و الغناء خدمة للتراث و الثقافة العربية العريقة للشعب العربي الاهوازي و من هولاء النجوم الساطعة في سماء التراث ، الفنان الكبير عبدالامير دريس أحد رواد الفن و الغناء العربي الاهوازي الذي له دور كبير في الساحة الفنية و يمتلك صوتاً شجياً و متميزاً في الاداء عبر احاسيسه الغنائية الجميلة التي من خلالها استطاع الدخول في قلوب المستمعين و اثر فيها .
التقينا مع الفنان عبدالامير دريس و اجرينا معه هذه المقابلة ولا يفوتني أن أشكر الاخوة الفنان عباس اسحاگي و السيد ابراهيم الموسوي علي الجهد الذي بذلاه لاجراء هذه المقابلة :
· نرحب بكم استاذنا الكريم و نشكركم علي اتاحتكم الفرصة لنا لاجراء هذه المقابلة ، سئوالنا الاول – كما تعود الصحفيون – هل لكم أن تشرحو لنا سيرتكم الذاتية و بداياتكم الفنية ؟
ـ : ايضاً بدوري أرحب بكم و اشكركم و أهدي سلامي و تحياتي للقارئ العزيز ، انا عبدالامير دريس من مواليد عام 1325 في مدينة عبادان ، ترعرعت في قرية الميدان شارع صياحي و في الثامنة عشرة من عمري دخلت عالم الفن و الغناء و كنت آنذاك أعمل في احدي شركات معشور و قمنا بتأسيس فرقة فنية في منطقة المحطة 7 بمشاركة كل من عازف الكاسورة نجم ابو عبدا… و عازف السنتور كريم نشوة و الفنان حسين ابو علي الذي كان يغني المقام و كنت انا اغني الابوذية و الاغاني الريفية و هكذا دخلت عالم الفن .
· في بداياتك الفنية هل تأثرت باساتيذ الفن و الغناء الشعبي الأهوازي و منهم مشجعوك في مسيرتك الفنية ؟
ـ : كنت معجباً جداً آنذاك بصوت الفنان سيد جواد حيث كنت اقلده و اغني اغانيه في السفر والحضر و حين التجوال و النوم و هكذا تكونت الخبرة لدي من خلال هذه الممارسة الجاده خاصة تلك الاطوار الحزينة و المؤثرة في النفوس التي طورتها شخصياً وقدمت بها الكثير من الأغاني و الألحان و ألتي باتت من أشهر الألحان الأهوازية و في هذه المسيرة تلقيت الدعم و التشجيع من أكثر اصدقائي خاصةكوكبة من الفنانين الكبار كالمرحوم احمد كنعاني و المرحوم خضير ابوعنب الذي قدمت معهم العديد من الاغاني و الاعمال الفنية و كانت لدية علاقة حميمة مع الفنان المرحوم حمدي صالح ثم بعدها شققت طريقي و قمت بتأسيس الفرقة خاصتي التي قدمت بها الكثير من الاغاني للمستمعين و هواة الفن و الموسيقي العربية الأهوازية
· ما هي أشهر الأعمال التي قدمتها خلال مسرتك الفنية ؟
ـ : قدمت عشرات الأغاني بل اكثر و منها « العيـــد نور عل حبايب » ، « بشربتكم رويتو الناس » ، « مدري اعتب علي دهري لو اعتب علي دنياي » ، «كارون گلي بالخبر » ، « حبيب امك متقبل من امر بيك » ، « ظنيت لو طگني البرد بچفوفك اتغطيني » ، « عذبني الصبر و الظيم عذبني » ، « مربينا مربينا » ، « اشلون انساك يمدلل و أعوفك » ، « تايب و الخلگ تشهد علية » « لاوين هجرك لا وين » ، « من جمالچ من دلالچ » و غيرها من أعمال أخري
· ماهي المقامات و الألحان ألتي قمت بأداءها و هل هناك مقامات و الحان خاصة بالشعب العربي الأهوازي ؟
ـ : استعملت العديد من الألحان و الأطوار في أعمالي كالعياشي ، الصبا ( الحزين ) ، المدمي ، الحليوي ، الزوبع ، الغافلي ، الحياوي و خاصة طور الأبوذية الذي أديته علي طريقتي الخاصة و نستطيع أن نسميه طوراً خاصاً اهوازياً و ايضاً العلوانية التي أشتهرت كونها طور أهوازي بحت و لدي سيد جواد الحانه الخاصة به الذي كان يغني بها و يمتع الجمهور
·ماهي الآلات الموسيقية التي كنتم تستخدمونها ؟
ـ : كنا نستخدم الكمان ، العود ، الأيقاع ، الأيقاع السريع ( الكاسورة ) ، الناي و السنتور ، و السنتور آلة فارسية ادخلها الفنان ابراهيم السلمان الي الموسيقي العربية و هو كان يعزف علي الكمان و الناي ايضاً و من المبدعين في عزف آلة السنتور بعد الفنان ابراهيم ، الفنان عباس هندي و الفنان محمد سعيد .
و كان الفنان المرحوم عبدالله خضير من أشهر بل الوحيد البارع في العزف علي آلة الكمان و الذي عزف لاكثر الفنانين آنذاك و هو مبدع جداً في العزف علي الكمان .
·من هم الشعراء الذين تعاملت معهم و هل لديك أغاني من كلماتك ؟
ـ : في البداية كنت أغني لعدة شعراء و منهم عبدالحسين المجدماوي ، مرد بن عبدالحسين المجدماوي ، حسن الطعمة الطرفي ، سيد علوان الخميسي ، ملا عمران العبادي ، ملا فاضل السكراني ، ملا ابراهيم الديراوي و العديد من الشعراء الشعبيين الاهوازيين و لكن بعدها كنت اغني من كلماتي و منها علي سبيل المثال « منك بدت مو مني » ، « شيريد الدهر مني » ، « انا اترجاك بس اتمر علية » ، « المن اشتكي بلواي » و غيرها من الأغاني .
· نعلم أن الأذاعة كانت تيث من أغانيك هل تحدثنا عن ذلك ؟
ـ : دخلت اذاعة عبادان آنذاك بمساعدة اصدقائي سيد سالمي و درويش دريس پور و قدمت العديد من الاغاني و الاناشيد مثل : الابوذيات المختلفة ، العيد نور عل حبايب ، خالي النا اطلابة وياك ، ريض يل حادي ، حبيبي وين هل غبية الطويلة و طور الحياوي الخاص بالابوذية .
·من هم الفنانين الذين تأثروا بطريقتك أو قلدوا اطوارك ؟
ـ : الفنانون رحمان الجابري و علي مقدم و يابر عبادي و احمد خنافرة قلدوا طريقتي و الفنان عباس سحاگي في بداية مشواره غني بعض الاغاني بطوري .
·إستاذنا الكريم ، ما رأيك في الفن الاهوازي و الفنانين الشباب ؟
ـ : الفن الاهوازي و لله الحمد له مكانته و تقدمه و عندنا شباب مبدعين و لهم انجازات عديدة و فيهم الخير و البركة لإحياء تراثنا الشعبي و هولاء الشباب الذين دخلوا ساحة الفن رغم المشاكل و المصاعب هم جيدون بالتأكيد و لكن طلبي منهم أن يهتموا اكثر فاكثر للفن الاصيل كالابوذية و الحياوي و غيرها من الالحان اصيلة و أريد منهم أن يبتعدوا عن كل الاشياء التي لا تليق بالثقافة و الادب الاهوازي و ايضاً اطلب منهم أن يتعلموا العزف علي العود و الكمان و الآلات التقليدية لكي لا ينسوا هذا التراث العريق و الفن الاصيل الاهوازي و أن يحافظوا عليه بكل قوة و يتسلحوا بالوعي و العلم ليطوروا انفسهم و يحلوا محلي و و محل غيري من الجيل القديم لأننا قدمنا ما بوسعنا لخدمة الفن الاصيل .
· مارأيك في جريدة الحديث ؟
ـ : جريد جيدة تعكس آلامنا و آمالنا و تخدم المجتمع العربي الاهوازي و نشكركم علي الجهود الذي تبذلونها للرقي و تطوير المجتمع
· استاذنا الغالي نشكرك علي هذا الوقت الذي خصصته لنا رغم كثرة المشاكل و ضيق الوقت
ـ : انا ايضاً اشكركم و اشكر كل القراء المحترمون لجريدة الحديث .
المقابلة منقولة من مدونة بروال الاهواز
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.