وين رايح يمه .
كل شيء احس به اليوم … أشعر انني قد ابداء امسيتنا لهذا اليوم ببيت ابوذية ، اكتبه ليصبح خالداً على اوراقي .
سأرد على جدتي …
– اريد اخرج من هنا … هسه اجي .
أرحل بعدها دون ان اتألم لتركها تكمل سهرتها مع والدي و اذهب امام باب بيتنا لأتحقق من الشارع و المارة من هناك .
نظرت في الشارع … اذ بي اجد عجوز تناهز السبعين من عمرها و ربما اكثر تمر عليّ دون ان تلتفت اليّ . كانت تحمل اكياساً على رأسها و اخرى تجر بها على كتفها.
– لما هي بهذه الحالة المأساوية ؟
– و من المسؤل عن فجيعتها بهذا الشكل ؟
– و كيف وصلت لهذه الحالة ؟
– اذاً الى اين المصير يا ترى ؟
اسئلة كانت تلف و تدور حول رأسي بعدما رأيتها . فما اوجع هذه الصدفة التي تعودت ان أراها كل ظهيرة .
يستيقظ الخجل في داخلي … في هذا اليوم بالذات .
فأحاول ان اقاومه و لكن هل استطيع ان اقوام خجلي في هذا المساء ؟
اغلق باب بيتنا … احاول ان ارى شيئاً آخر . اذ بي ارى نفسي مرة ثانية اخرج ورائها الى الشارع لأستكشف اين تذهب … فأمشي ورائها بهدوء حتى لا تنتبه اليّ و تذهب محاولتي مع الريح .
و بعد مرور بضع دقائق اراها تذهب الى مزبلة في آخر الشارع لتجمع النفايات و بقايا الخبز و ترجع كما جائت .
اي زلة تاريخ هذه جرتها الى هذه المأساة ؟
و بعدما اكتشفت كل هذه الاسرار تركتها مع فجيعتها و رجعت مع خيبتي الى بيتنا .
و عندما كنت راجعاً في طريقي الى البيت واجهت نفس المشهد . عجوز اخرى في هذه الحالة تجر الاكياس على ظهرها .
فقلت لنفسي … ايعقل ان تكون هذه حالة كل العجائز هنا ؟
فخفت على نفسي ان اصبح عجوز و يصبح مصيري كهذه العجائز .
أقف … لأسند ظهري على جذع نخلة في شارعنا و أهرب مع خيالي بهذا المساء .
و عندما سرحت … جائت فراشة صفراء ، ربما حمراء … لا اعرف و انني لم انتبه الى لونها . جلست على يدي دون اعتذار و كأنها تطلب مني أن ارسمها على عجل كما جائت و رحلت .
المصدر مدونة الحنين
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.