قصیدة الملامهدی الشویکی فی رثاء الشیخ خزعل بن الشیخ عبدالرسول المقدم-مدونة نبراس الدورق

قصيدةٌ نَظَمَها الاديب الفاضل المرحوم ملا مهدي-المتوفی بتاريخ17ذي القعدة عام1386هجري

قمري الموافق 8/12/1345هجري شمسي والمصَادِف 27فبرايرشباط عام 1966م- نجل

المرحوم ملاعبدعلي الشويکي في رثاء المرحوم الشيخ خزعل المُـقَدَّم المتوفی بتاريخ 1342هجري شمسي الموافق 1963-1964م ،في بَحر الطويل:فَعُولُنْ- مَفاعِيْلُنْ- فَعُولُنْ- مَفاعِلُنْ.

1- الا أَنَّ خَطبَ الدَّهرِ يُدهِي و يُذهلُ         ولکنَّ خَطبَ  الَموتِ أَدهي و أَعضَلُ

2- ولا سِيَّما أَنْ ماتَ شَخـصٌ  مُعَظَّمُ         زَعيمٌ عَلَيـهِ  في  الخُطـوب المُعَـــوَّلُ

3- أَلَم  تَـرَ هذا  الشَّعب أَصبحَ  مُدنَفًا         غَــدَاةَ  قَضَی  مِنـهُ الـزَّعيـمُ  المُبَجَّـلُ

4- وَ رَاحَت رِجَالُ الحَيِّ تَنعَی زَعيمَها        تُنادي بِصَــوتٍ مُـؤلِـمٍ  ماتَ خَـزعَـلُ

5- فَرَاعـَت  قُلـوبَ النَّاسِ صَرخَةُ نَعيِهِ       فَجَائَت لَـهُ أَهــــلُ الـــوِدَادِ  تُهــــَروِلُ

6- وَ قَـدحَمَلوا الأَعلامَ سُودًا وَ تَحتَها           طَـــوَائِفُ مِـن  عُظمِ المُصِيبَةِ  تَزجِلُ

7- وَسارَت  وَرَاءَ النَّعشِ تَمشي کَتَائِبٌ        لَهـا ضَجَّـةٌ مِنهَا القــُلـوبُ  تُــــوَجَّـــلُ

8- فَمستَرجِعٌ  مِمَّا عَـرَی  وَ مُحَـوْلِقٌ           وَ مُکَبّـــــرٌ مِمَّــا دَهَـــــی  و َمُهَـــلِّـلُ

9- لقَد شَيَّعُوا للقَبرِ طَـودًا مِنَ الحِجَی           فَـــــوَا أَسَفَـاه اليَــومَ  في القَبـرِ يُجعَلُ

10- أَتَـدري بَنُـو شَيبــَان أَنَّ  زَعيمَها              إِلـی جَنَّـة  المَـأوَی بِلا شَكَّ  يُنقَـلُ

11- وَزَالَ لَها رُکنٌ مِنَ الـعزِّ لم يَزَل             قَـوِيمـاً  مَـدَی  الأَيـَّامِ لــم  يَتَحَلحَلُ

12- لِتَبکي لَهُ أَشياخُ  کَعب بـن عامِرٍ            فَقَـــد رَاحَ  مِنها اليَـومَ قَـــرمٌ مُبَجَّلُ

13- وَغَــابَ لَهَا بَــــدرٌ نــــوَدُّ  بَقَائَـهُ             وَ لَم تَـدرِ أَنَّ البَـدرَ في  اللَّحدِ يافِلُ

14- و َدَکت لَها الأَقدارُ طَـودًا مُعَظَّمًا              مَنِيعُ الـذُّرَي مِـن قَبلُ لَـم  يتَزَلـزَلُ

15- فَلا عَجَبٌ لو يُصبِحُ الشَّعبُ بَاکِياً           وَأَســـوَاقُـهُ حُــــزناً عَلَيـهِ  تُعطَّــــلُ

16- فَقد کان مِثلَ الغَِيثِ جُودًا وَ نائِلاً          فَمَـالـي أَرَاهُ اليـومَ  في اللفظِ يبخَلُ

17- وَقَـدکانَ مِثلَ اللَّيثِ عَزمًا وَهِمَّةً             فَأَضحَت لَـهُ کــفُّ  المَنونِ  تُجِـدِّلُ

18- وَکانَ سَديد الرَأي إِن جَلَّ حادِثٌ            و َإِن جَاءَ خَصمٌ فَهوَبا لحکمِ يعـدِلُ

19- أَلا حَيِّ هَذا  اليَوم أَشيـاخَ ناصِرٍ           و َمَـن جَــاءَ مِنهُم  للعـزَاءِ يُسَجِّـــلُ

20- فَهذا حَليفُ  المَـجدِ شَيـخُ  بَهادِرٍ           وَأَکـرَمُ قَـــومٍ قَــــد أَرَاهُــم و َأفضَلُ

21- وَ هذا أَبو الهَادِي الَّذي شَاعَ صِيتُهُ          يجُـودُ علی العَافِيـن و العَامُ  مُمحِلُ

22- وَهَـذا الفَتَي المِقدامُ شَيـخُ مُجاهِـدٍ          عَـلَيـهِ  الأَسَـی بَــــادٍ  لِمَـــن يتَأَمّـلُ

23- وَإِنَّ حَميدَ الـذِکرِ فـي کُلِّ مَوطِنٍ           لَــهَ رُتبَـةٌ بَيـنَ الـــوَری لَيسَ تُجهَلُ

24- فَکُلٌّ أَتَي  مِنهُم  يُعَـزِّي عُصَابَـةً          عَلَيهِــم لَـدَی الخَطب المَهُول يُعَــوَّلُ

25- فَأَکرِم بِغَضبَانٍ أَخِي الصِّدقِ والوَفا        لَـهُ صَـولَــةٌ  مِنهَا  الضَّرَاغِـمُ تَنکِلُ

26- و َسَرحانُ فيــهِ الحِلمُ والفضلُ وَاضِحٌ     يسُـوسُ مَدَی الأَيامِ  مَن لَيسَ  يَعقِلُ

27- تَرَدَّی رِدَاءَ المَجـدِ طِفلاً وَ يَافِـعًا           وَکَـهلاً وَ أَضحَـی بالجَّـلال يُسَربـَلُ

28- وَ إِن عُــدَّت الأَخلاقُ کانَ رُعَيِّدٌ          لَـــهُ حُسْـــنُ أَخـــلاقٍ بِهـــا يتَجَمَّــلُ

29- فَتًـی أَريحِـيِّ الطَّبعِ يحلُــو لِقَائَـهُ          لدَی السِّلمِ لکن في الوَغی هُوَحَنظَلُ

30- و في حَنـَشٍ أخلاقُ عِزٍّ تجمَّعت           فَصـارَ بهـــا  بيـن الأنـــامِ  يُفَضَّـلُ

31- تراهُ کليثِ الغابِ في کُلِّ معرَكٍ            وتلقاهُ عنـدَ المَــحلِ کالغيث يَهـطِلُ

32- وَ يستقبلُ الأضيافَ مَهما تکاثرَت        طَلِيــــقُ  المُــــحَيَّـا وَجهُـــهُ يتَهَـلَّـلُ

33- ولـــمْ أنـسَ لا و اللهِ بيتَ شـناوَةٍ          لهُـــم نَجــــدَةٌ تسمـو و مَجــدٌ يُـؤثَّلُ

34- فکيف أُطيـقُ اليومَ  نظماً لکُلِّهم       وهَل يحصي فَضلَ الشُهبِ يوماً مُفَصِّلُ

35- فَعُذراً إِذا قَصَّرتُ عَن ذکرِبَعضِهم         و إنَّ اعتذاري عنـدهم سوفَ  يُقبلُ

36- عَليهِم  سَلامي کُلّما  مَـرَّ شَمأَلٌ           وَفــاحَ عَبِيــــرٌ أَو تَضَــوَّعَ مَنـــدَلُ

«شَـرْحُ القصيـدةِ»:

الشارح : عبدالامیرحسونی زاده (الشویکي)

1-  الا أَنَّ خَطبَ الدَّهرِ يُدهِي و يُذهلُ      ولکنَّ خَطبَ  الَموتِ أَدهی وأَعضَلُ

الخَطْبُ ج خُطوب: الخَطْب: الأَمر الشديد يکثَرُ فيه التخاطُب.يُدْهِي: (الدَّاهية) الأَمر العظيم و(دواهي) الدَّهر ما يصيبُ

النَّاسَ من عظيم نُوَبِهِ. و يقال  دَهَتهُ داهية ٌ دَهْياء  و  دَهْواء.(ذهَلَ) الأمرَ و عنهُ ذهْلاً وذُهولاً:نَسيهُ

و غَفَلَ عنهُ.(ذهِلَ) –َ ذهُولاً: تَدَلَّهَ  و غاب عن رُشدِهِ.(أَذهَلَهُ) الأمرُ: جَعَلَهُ يَذهَلُ.(أَعضَلَ)

الأمرُ:اشتَدَّ و استغلَقَ. و(أَعضَلَ) الدَّاءُ الأطِبَّاءَ: أَعجَزَهُم أَن يداوُهُ.(العضالُ):الشَّديدُ المُعجزُ.

(المُعضِلة): المسأَلة المُشکلة التي لايهتدي لوجهها. (يقولُ): إِنَّ شَدائِدَ وَ نَوائِبَ الدَّهر ِأَو

الزَّمان ِعِظامٌ ولکنَّ  أَمرَ المَوتِ أَشَدُّ  فَداحَةً  منها و لَيسَ لهُ دَوَاءٌ وَعلاجٌ  يعالَجُ  بهِ.

2- ولا سِيَّما أَنْ ماتَ شَخـصٌ  مُعَظَّمُ       زَعيمٌ عَلَيـهِ  في الخُطـوب المُعَـوَّلُ

عَوَّلَ عليه: اتَّکلَ عليه و اعتمَدَ.يقالُ فلانٌ عليه المُعَوَّلُ اي: الإعتمادُ و المتَّکَلُ.(يقولُ): وخاصَّةً إذا

ارتَحَلَ شَخصٌ عظيم الشَأنِ والمنزِلَةِ  وَ يعتَمَدُ عليهِ في الأَزَمات والمُلِمَّات التي تَعصِفُ بِقَومِهِ و

تُذهِلُهُم.کما قال أَبوفِرَاس الحَمْداني:

سَيـذکِرُني قَومِ إذا جَدَّ جِدُّهُم         وَفي اللَّيلَةِ الظَّلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ

                                     ***

3- أَلَم تَرَ هذا الشَّعب أَصبحَ مُدنَفًا       غَـدَاةَ  قَضَی مِنـهُ الزَّعيمُ  المُبَجَّلُ

دَنِفَ المريضُ: اشتدَّ مرضُهُ و اشفی علی الموتِ.فهو دَنِفٌ ج أَدنافٌ.المُدنَفُ:المريضُ. الزَّعيم:

الرَّئيس ج زُعَماء. بَجُلَ بَجالةً و بُجُولةً : عَظُمَ قدرُهُ و سِنُّهُ.التبجيل:التعظيم. المُبَجَّلُ: المُعَظَّمُ.

(يقول): أَلَم تَنظُر إلی وجوه النَّاسِ، حِينَمَا فارَقَهُم زَعيمُهُم، تَرَاهم صُفر الوُجوه وشُعث الشُّعور

وَکَأَنَّهُم مَرضی.

4– وَ رَاحَت رِجَالُ  الحَيِّ تَنعَی زَعيمَها        تُنادي بِصَـوتٍ مُـؤلِمٍ ماتَ خَزعَلُ

(نعی) فلانًا نَعياً ونَعِيَّاً: أَذاعَ خبرموتهِ و يقال: نعاهُ لنا ونعاهُ الينا:أَخبرنا بموتهِ.النَّاعي الَّذي يأتي

بخبر الميِّت ج نُعَاة.(النَّعيُ) إذاعَة خبر موت الميِّت .خَزْعَل:هو المغفور له أَبو سَرحان، الشَّيخ

خَزْعَل نجل المرحوم الشَّيخ عبدالرسول نجل المرحوم الشيخ عبدالحسن المُقَدَّم.(يقول):وَأَصبَحَ

رِجالُ العَشيرَةِ  يخبِر بَعضُهُم بَعضًا مَوت زَعيمهم وَکُلّ واحِدٍ مِنهُم بِصَوتٍ شَجيٍّ و مُـؤلِمٍ يصيحُ

«مَاتَ خَزْعَلُ».

5– فَرَاعـَت قُلـوبَ الناسِ صَرخَةُ نَعيِهِ       فَجَائَت لَـهُ أَهـلُ الوِدَادِ  تُهـَروِلُ

(راعَ) الأمرُ فلاناً: أَفزَعَـهُ.رَوَّعَـهُ: أَفزَعَهُ.إرتاعَ و تَرَوَّعَ: فَزِعَ.أَهلُ الوِداد: الأَحباب.هَروَلَ:

أَسرع َبين العَدْو و المشي.تُهرولُ: تمشي مُسرِعةً.

(يقول): أَصَاب النَاسَ الخَوفُ و الفَزَعُ الشَّديدُ لَمَّا سَمِعوا خَبَرَمَوتِهِ،فَجاءَ المُحِبُّونَ مُسرعين

للمُشارَکَة في مَأتَمِهِ و تَشييعِ جُثمانِهِ.

 

۶- وَقَـدحَمَلوا الأَعلامَ سُـودًا وَتَحتَها       طَـوَائِفُ مِـن  عُظمِ المُصِيبَةِ  تَزجِلُ

 (الزَّجَلُ) بفتحتين الصَّوْتُ.يقالُ: سَحَابٌ (زَجِلٌ) أَي:ذورَعْدٍ.تَزْجِلُ:لها دويٌّ کدَوِيِّ الرَّعْدِ.(يقولُ):

لَقَد نَشَروا الرَّاياتِ السُّودَ و تَحتَها جُموعٌ غَفيرَةٌ من أَطياف ٍمُختلفةٍ من الناس وَ مِن عظم المُصاب

الذي أَصابَهُم يرجِفون و لَهُم دَويٌّ کَقصيف الرَّعدِ أَو کَدَويِّ النَّحل.

7- وَسارَت  وَرَاءَ النَّعشِ تَمشي کَتَائِبٌ       لَها ضَجَّـةٌ مِنهَا القُلـوبُ  تُـوَجَّلُ

(الکتيبة): الفِرقَةُ العظيمةُ من الجيش تشتمل علی عددٍ من السَّرايا ج کتائِب. وَجِلَ يوجَلُ وَجْلاً:

خاف و فَزِعَ.أَوجَلَهُ: أَخافَهُ.(يقول): عند ما رُفِـعَ النَّعشُ الذي کان يَضُمُّ جُثمَان المَنعِيّ،سَارَت خَلف

النَّعشِ جُموع جَمَّة کَالجَّحافِل الجَرَّارَةِ ولَها عَجيجٌ وضَجيج حَتَّی أَنَّ القُلوبَ تَفزَعُ منها.

8- فَمُستَرجِعٌ مِمَّاعَرَی  وَ مُحَـوْلِقٌٍ        وَمُکَبّـرٌ مِمَّـا دَهَـی  و َمُهَلِّـلُ

مُستَرجعٌ: مَـنْ هو َقائلٌ:  إنَّالِله و إنَّا اليه راجعون.عَرَي: عَراهُ  الدَّاءُ والأمرُ عَرواً: المَّ به واصابَهُ.

مُحَولِقٌ: مَنْ هوَ قائلٌ:لا حولَ ولا قُوَّة الاَّ بالله.مُکَبِّرٌ: مَنْ هوَ قائلٌ: الله اکبر.مُهَلِّلٌ: مَنْ هوَ قائلٌ: لا اله

الاَّ الله. (يقول): إِنَّ الجَمعَ الهائلَ الذي سارَ خَلف الجُثمان، مِمَّا أَصَابَهُ ودَهاهُ،مِنهُ مَن هُوَ قائلٌ: إنَّالِله

و إنَّا اليه راجعون، ومِنهُ مَن هُوَ قائلٌ: لاحولَ ولا قُوَّة الاَّ بالله، و مِنهُ مَن هُوَ قائلٌ: الله اکبر، و مَنْهُ

مَن هوَقائلٌ: لا اله الاَّ الله.

9- لقَد شَيَّعُوا للقَبرِ طَودًا  مِنَ الحِجَی      فَوَا أَسَفَـاه  اليَومَ  في القَبرِ يجعَلُ

الطَّوْد: الجبل العظيم ج أَطواد. الحِجی ج أَحْجَاء: العقل.(يقول): بالتَّأکيد قَد شَيَّعوا عَلَمًا مِـن

الأَعلام  وجَبَلاً رَزِينًا من الفَهم و العَقل و هذا باعِثٌ للأَسَفِ عند ما يُجعَلُ في القبرِ وَ تَحت التُّراب.

10- أَتَـدري بَنُـو شَيبَان أَنَّ  زَعيمَها       إِلی جَنَّـة المَـأوَي بِلا شَكَّ ينقَـلُ

بَنُوشَيبان: قصد الشاعر مِن بَني شيبان: هُم شيوخ عشيرة آل مُقَدَّم (مجدَّم) و شيبان: قبيلة عَرَبِيَّة

عريقة ضاربة في القِدم التي  ينتسِبُ  إِليها المغفورُ لَهُ الشَّيخ خزعل المقدَّم.

(يقول): هَل تعلمُ عشيرةُ بَني شيبَان أَنَّ قائدَها بدون أَيِّ  شَكٍّ  أَو رَيبٍ سَيَمنُّ عليهِ رَبُّهُ ويدخِلهُ جَنَّة

خُلدِهِ.

11- وَزَالَ لَها رُکنٌ مِنَ الـعزِّ لم  يَزَل        قَوِيمـاً مَـدَی الأَيـَّامِ لم  يَتَحَلحَلُ

زَال لها: رَحَلَ عنها. الرُّکن ج أَرکان: العماد .رکن الشَّيء: جانبُهُ القويّ. وهو يأوي  إلی (رکنٍ)

شديد أَي: إلی عِزٍّ و مَنَعةٍ.وجَبَلٌ رَکين: لهُ ارکانٌ عالية وقَويَّة.القَويم:  المعتدل. (يقول): ورَحَلَ عنها

أَي: عَن بَني شيبَان عَمَدٌ مِن أَعمِدَة العِزِّ و الشَّرَفِ و رُکنٌ رَکينٌ من أَرکانها و أَسَاطِنَتِها وحُکَماءِها

الذي لَم يزَل مُعتَدِل القَوَام والهيئةِ ولم  يعبَث بهِ  ولم يُضَعضع علی مَدی الأزمان.

12- لِتَبکي لَهُ أَشياخُ کَعب بـن عامِرٍ        فَقَـد رَاحَ مِنها اليَـومَ قَـرمٌ مُبَجَّلُ

قَصْدُ الشاعر من اشياخ کعب بن عَامر: هم شيوخ  قبيلة بني کعب الذينهم ينتسبون إِلی کعب بن

عامر. القَرْم من الرِّجال: السَيِّدُ المُعَظَّمُ  ج قُرُوم.المُبَجَّل:انظر البيت الثالث من القصيدة.(يقول):

ولِتَبکي عليهِ کِبَار وسَادات بَني کَعب بن عامِر،لأَنَّهُ اليومَ فَارَقها سَيِّدٌ عَظِيمٌ.

13- وَ غَابَ لَهَا بَـدرٌ نـوَدُّ  بَقَائَـهُ       وَلَم تَـدرِ أَنَّ البَـدرَ في اللَّحدِ يافِلُ

اليافِلُ: الغائب.الأُفول: المَغيب.أفَََلَ النَّجمُ أُفولاً:غابَ.فهو آفِل.(يقول): وغابَ عنها بَدرٌ مُنيرٌ

طالَما کان يُنِيرُ بِشعاعِ فِکرِهِ وبِلَمَحات بصيرَتهِ الثَّاقِبَة سَمَاءَهُم الدَّاجِيَة وکُنَّا نَأمَلُ أَن تَطولَ مُدَّة بَقائهِ،

ولَم تَدرِ أَنَّ  بَدرَها بَدَل أَن يکون في کَبَـد السَّماء،  أَفَلَ وَصَارَ مَثواهُ الأَخير في باطِن الأَرضِ.

14- وَدَکَّت لَها الأَقدارُ طَـودًا مُعَظَّمًا       مَنِيعُ الـذُرَی مِـن قَبلُ لَم  يتَزَلـزَلُ

دَکَّ الشيءَ –ُ دَکًّا:دَقَّهُ. و دَکَّ البِناءَ: هَدَمَهُ حتی سَوَّاهُ بالأرضِ .إندَکَّ البِناءُ:

إنهدَمَ.دَکَّت:هَدَمَت.القَدَرُ ج أَقدار: القَضاءُ الَّذي يقضي بـه اللَّهُ علی عبادهِ.الطَّوْد ج أَطوَاد وَ طِوَدَة:

الجَبَل العظيم. الذُّرَی الواحدة ذُرْوَة و ذِرْوَة. ذروَةُ کُلُّ شيءٍ : أَعلاهُ  ج ذُرًی وَ ذِرًی.المَنَعَة: العِزُّ و

القُوَّة.المنيعُ: ذوالمَناعَة. والقَوِيُّ: الشَّـديد. مَنِيعُ الذُّری: صَعب الصُّعود أَي: صَعب الوصول.

(يقول):و هَدَّمَت الأَقدارُ لها(لِبَني شيبَان) عَلَمًا و جَبَلاً رَاسياً و قَوِيًّا و صَعب الصُعودِ و العُبور

وهذا الجَبَل الرَّصين لَنْ يعبَاءَ و لَنْ يَهابَ   من ذي قبل بالزَّلازِل و الهَزَّات المُتَکرِّرَةِ علی طول

الأَزمان.

15- فَلا عَجَبٌ  لو يُصبِحُ الشَّعبُ بَاکِياً        وَأَسـوَاقُـهُ حُـزناً عَلَيـهِ تُعطَّـلُ

(يقول): ليسَ من العَجَب العُجاب إِذا أَصبَحَت النَّاس تَبکي وتنوحُ حُزنًا عليه وَعَطَّلَت لأَجلهِ

أَسواقَها، وهذا أَقلُّ شَيءٍ يفعلونَهُ. 

16- فَقـدکان مِثلَ الغَِيثِ جُودًا وَنائِلاً     فَمَالـي أَرَاهُ  اليـومَ  في اللفظِ يبخَلُ

 الغَيْثُ: المَطَرُ.وَ رُبَّما سُمِّيَ السَّحابُ والنَّباتُ(غَيْثاً).جَادَ فلان جُوداً: سَخَا وبَذَلَ.ويقال:جادَ بمالِهِ،

فهوجَوَاد ج أَجْوَاد. وَجادَ المَطَرُ:کَثُرَ.وجادَتْ العينُ: کَثُرَ دَمعُها.وجـادَ المَطَرُ القَومَ: عَمَّ  أَرضَهُم

وشَمِلَهُم.جُوداً: سَخاءً.النَّائلُ و النَّوَالُ: العَطاءُ.أَنالَ فلاناً الشَّيءَ: أَعطاهُ إيَّاهُ.(يقولُ): إِنَّ المَفقودَ کانَ

کَالمَطَرِکَرَمًا وَ جودًا وَعَطاءً، فَما الذي أَحَلَّ بِهِ اليومَ، أُکَلِّمهُ  ولايرُد عَليَّ الجَواب، وليسَ من عادَتِهِ

يَبخَلُ بالکلام.

17- وَقَـدکانَ مِثلَ اللَّيثِ عَزمًا وَهِمَّةً        فَأَضحَت لَـهُ کفُّ  المَنونِ  تُجِـدِّلُ

 اللَّيثُ: الأسَد. أَضْحَی: فعل ناقِص من أَخوات کانَ بمعنی: صارَ.أَضْحَتْ: صارَت.المَنون: المَوتُ.

جَدَّلَهُ: صَرَعَهُ.تُجَدِّلُ: تَصْرَعُ و تقتلُ.(يقول): إِنَّ الفقيدَ عندما کانَ علی قَيد الحَياة کان کالأَسَد عَزمًا

و هِمَّةً فَصَارَ صَريعًا

بِيَدِ المَوت.(شَبَّه المَوت بحَيوانٍ مُفتَرِسٍ و مُخيفٍ ولهُ أَکُفٌّ فَتَّاکَة يفتِكُ بها).

18- وَکانَ سَديد الرَأي إِن جَلَّ حادِثٌ       و َإِن جَاءَ خَصمٌ فَهوَ بالحکمِ يعـدِلُ

السَّـدَادُ: الصَّوابُ من القَولِ و الفِعلِ.سَديدُ الرَّأي: المُصيبُ في رأيهِ. جَلَّ: عَظُمَ. إنْ جَلَّ حادثٌ: إنْ

حَدَثَ أَمرٌ عَظِيمٌ.الخَصْمُ ج خُصُوم وخِصَام: المُخاصِم  و المُنازِع. (يقول): إِنَّ الفَقيد إِذا أَلَمَّ بِقَومِهِ

حادِثٌ وَ أَبدا رَأيًا کانَ مُصيبًا في رَأيهِِ. و إِذا جاءَهُ الخُصُوم و المُتَنازِعون يحکُمُ بينَهُم بالعَدل و

المُساوَات.

19- أَلا حَيِّ هَذا  اليَوم أَشيـاخَ ناصِرٍ        و َمَـن جَاءَ مِنهُم للعـزَاءِ يُسَجِّـلُ

اشياخُ ناصِرٍ: شيوخ آل ناصر أَي : بيت ناصر.سَجَّلَ:کَتَبَ السِّجِـل.و سَجَّـلَ العَقْدَ و نَحوَهُ: قَيَّدَهُ في

سِجِلٍّ رسمي. يقال : عَقْدٌ مُسَجَّلٌ و خِطابٌ مُسَجَّلٌ:  اکتسَبَ صفة رسمية بإثباتهِ في  دفترٍ خاصٍّ.

(يقول): حَيِّ بِشِيوخ آل ناصِر وکُلُّ مَن جاءَ مِنهُم يعَزِّي أُسرَة الفقيد.

20- فَهذا حَليفُ  المَجد ِشَيـخُ  بَهادِرٍ       وَ أَکـرَمُ قَومٍ قَـد أَرَاهُم و َأفضَلُ

 الحَليفُ: المُتَعاهِدُ علی التَّناصُرِ ج أَحلاف و حُلَفاء و الحَليف: المُلازم.يقالُ: حليفُ الجودِ  وحليف

المَجدِ.المَجد: النُّبْلُ و الشَّرَفُ .والمَجد: المکارم المأثورة  عن الآباءِ ج أَمْجاد. شيخُ بهادر:

هُوالمغفور له الشيخ  بهادر بن الشيخ جابِر بِن عبدالله الکعبي. (يقول): هَذا شَيخُ بَهادِر الذي هُوَ

حَليف النُّبْلِ وَ الشَّرَفِ و المَکارمِ و أَفضَلُ أُناسٍ قَد رَأَتهُم عَيناي، جَاءَ لِيُعَزِّي أُسرَة  الفقيد(تتمَّة

البيت19).

21- وَهذا أَبو الهَادِي  الَّذي شَاعَ صِيتُهُ       يجُـودُ علي العَافِيـن و العَامُ  مُمحِلُ

 

قَصْدُ الشاعرِ من أَبي الهادي: هُوَالمغفور له الشَّيخ عبدالحسن الکعبي.العُفاة والعافون الواحدُ عافٍ:

طُلاَّب المَعروف أَي: الذين يسئلون الناسَ العَطاءَ والمَعونَةَ. مَحَلَ المکانُ مَحْلاً: أَجْدَبَ. أَمْحَلَ القَوْمُ:

أَجدَبوا واحتَبَسَ عنهم المَطَرُ. الماحِلُ و المُمْحِلُ: المُجْدِبُ. العامُ مُمْحِلُ: سَنَة جَفافٍ و قَحْطٍ .القَحْطُ:

إحتباسُ المَطَرِ  و يبْس الأرضِ. (يقول): الشَّيخ عبدالحَسَن الکعبي الذي انتشَرَ إِسمُهُ وشاعَ صيتُهُ

بالجود ِو َالکَرَمِ و هُوَ يجودُ ويبذلُ ويعطي السَّائِلين وَ إِن کانت تلک السَنَة، سَنَةُ  قَحْطٍ وَمَجاعَةٍ

،لأَنَّهُ مِن غير المَألوف أَن يَبذُلَ الشَّخص الأَمـوَال بکثرَةٍ في سِنين القَحْط و في هکذا مواقِع، يدَّخِرُ

الناسُ ماعندَهُم من الزَّاد و لکنَّ الجَوَادَ  و السَخِيَّ لا فَرقَ عندهُ أَکانت سنينُ عِجافٍ ومَجاعَةٍ أَو عامُ

خِصْبٍ و رَغدٍ و هذا أَقصی غاية الجودِ.وکأنِّي بالمَرحوم ملامهدي الشويکي استَلهَمَ المعنی من

أَبيات أَبي تَمَّام أَوس ابن حبيبٍ الطائي في حقِّ «مَعْن بِِن زائدَة الشَّيباني» حين قال:

 

يقـولــون مَعْـــنٌ لا زَکاةَ  لِمالــِهِ     وکيفَ يُزَکِّي المالَ مَن هُوَ باذِلُهْ

إِذا حَالَ حَوْلٌ لَم تَجِد في دِيارِهِ      مِــــن المَال  إِلاَّ ذِکـرهُ وَجَمـائلُهْ

تَـــرَاهُ  إِذا مــا جِئتـــهُ  مُتَـهَلِّـلاً      کَأَنَّــكَ تُعطيـهِ  الذي أنتَ  نائلُهْ

تَعَـوَّدَ بَسْطَ الکَفِّ حَتّی لَــو أَنَّـهُ      أَرَادَ انقِباضًا لــم  تُطِعْـهُ  أَنامِـلُهْ

فَــلَـو لَم يکُن في کَفِّهِ غَيرُ نفسهِ      لَجـــادَ بِهـــا فَليتّـقِ  اللهَ سَائـلُـــه

نَعَم هکذا کانَت خِصَال وسَجايا الکُرَماء، والبَيت الأَخير يدُلُّ علی أَنَّ «الجُود بالنَّفس أَقصَی غاية

الجُودِ».

22- وَهَذا الفَتَي المِقدامُ شَيـخُ  مُجاهِدٍ       عَلَيـهِ  الأَسَـی بَـادٍ  لِمَن يتَأَمّـلُ

 الفتوَّةُ: الشَّبابُ بين طوري المُراهقة و الرُّجولة،والفتوَّةُ: النَّجدة. والفتوَّةُ: مسلکٌ او نظامٌ يُنَمِّي خُلُق

الشَّجاعةِ والنَّجدة في الفتی.الفَتَی: الشَّابُ اوَّل شبابهِ بين المُراهقة و الرُّجولة. مُثنَّاهُ: فَتَيَان وفَتَوان ج

فِتْيانٌ و فِتْيَةٌ .المِقدامُ والمِقدامَة : الکثيرُ الإقدام علی العَدوِّ،الجَريءُ في الحَربِ ج مَقاديم.شيخُ

مُجاهِد: هوالمغفور لهُ الشَّيخ مجاهد آلناصرنجل المرحوم الشَّيخ عبدالحسن شيخُ المشايخ.

الأسَی:الحُزْنُ.بادٍ: ظاهرٌ.(يقول): إِذا تَتَأَمَّل تَرَی عَلائم الحُزن والأَسی ظاهِرَةً علی مَلامِحَ شَيخ

مُجاهِـدٍ.

23- وَإِنَّ حَميدَ الـذِّکرِ في کُلِّ مَوطِنٍ        لَهَ رُتبَـةٌ بَيـنَ الـوَري لَيسَ تُجهَلُ

وَطَنَ بالمکانِ يطِنُ وَطْناً: أَقام بهِ.المَوْطِنُ:کُلُّ مکانٍ أَقامَ بهِ الإنسانُ ج مَواطِنُ. الوَطَنُ: مکانُ إقامة

الإنسانِ ومَقَرُّهُ وُلِدَ بهِ أَمْ لَمْ يُولَد ج أَوطان.الوَری: الخَلقُ. (يقول): إِنَّ مَن کانَت أَفعالهُ حميدَة تکونُ

لَهُ مَرتِبَةٌ وشَأنٌ لايُجهَلُ بين کافَّة الخَلق و في جميع أَنحاء المَعمورَةِ  يشيعُ  صِيتُهُ.

24- فَکُلٌّ أَتَی مِنهُم يعَـزِّي عُصَابَـةً         عَلَيهِم لَـدَی الخَطب المَهُول يُعَـوَّلُ

 (عَصَبَةُ)الرَّجُلِ بَنوهُ و قَرابَتهُ لأبيهِ أَو قومُهُ الَّذينَ يتَعَصَّبون لهُ و ينصُرُونَهُ،سُمُّوا بذلک لأنَّهُم

(عَصَبوا)بهِ بالتَّخفيف أَي: أَحاطوا بهِ.والعُصْبَةٌ من الرِّجال مابَينَ العَشَرَة إلی الأربعين.و(العِصابة)

بالکسر: الجماعة مِنْ النَّاس و الخَيل و الطَّير.الخَطبُ: انظر البيت الأوَّل.الهَوْلُ: الفَزَعُ و الأَمرُ

الشَّديد ج أَهْوَالٌ.يعَوَّلُ: انظر البيت الثاني.(يقول): وکُلُّ أُولئك الذين سَبَق ذِکرهُم جاؤُا يعَزُّون رِجالاً

لَهُم ثِقلٌ وَ وَزنٌ في مُجتَمَعِمِ و يُعتَمَدُ عليهِم عند الشَّدائدِ والأُمور العِظام والمُهِمَّات

الصَّعبَةِ.    

                

25- فَأَکرِم بِغَضبَانٍ أَخِي الصدقِ والوَفا       لَـهُ صَـولَةٌ  مِنهَا  الضَّرَاغِـمُ تَنکِلُ

 غَضْبَان: هُـوَالمغفورلهُ الشَّيخ غَضْبَان- المتوفي بتاريخ 21/6/1355هجري شمسي الموافق12

سبتمبرايلول عام1976م- نجل المرحوم الشيخ عبدالرسول نجل المرحوم الشيخ عبدالحسن المُقَدَّم.

الصَّولة: السَّطوةُ في الحَربِ ونحوها.ويقالُ: هُوَ ذو صَوْلةٍ: مِقْدامٌ.الضِّرغامُ: الأسَدُ الضَّاري،

الشَّديدُ، و الضِّرغام: الشُّجاع ج ضَراغِمُ.نَکَّلَ بهِ:عاقَبَهُ مما يردَعَهُ ويردَعُ  غيرَهُ مِنْ إتيان مثلِ

صَنيعِهِ. (يقول):کَرَامَةً لِغَضبان تَوْأَم الصِّدقِ والوَفاءِ وَ لَهُ في المَعارِک و سُوح القِتال سَطَوَاتٌ

وجَولاتٌ أَي:«يصولُ ويجُولُ »حتَّی أَنَّ الأُسودَ بِشجاعتِها و شَرَاسَتها ليسَ لَها طاقَةٌ واستطاعَةٌ

علی ِمُقابَلتهِ وَمُقاتلَتِهِ.

26- وَسَرحانُ فيهِ الحِلمُ والفضلُ وَاضِحٌ     يسُـوسُ مَدَی الأَيامِ  مَن لَيسَ  يعقِلُ

سرحان: هُو َالمغفورلهُ الشَّيخ سَرحان- المتوفي بتاريخ 11/3/1373هجري شمسي الموافق 21

ذي الحجة عام 1415هجري قمري، الموافق الأوَّل من يونيوحزيران عام 1994م نَجل(المَنْعِيُّ)

المرحوم الشَّيخ خَزعل نجل المرحوم الشَّيخ عبدالرسول نجل المرحوم الشَّيخ عبدالحسن المُقَدَّم.

الحِلمُ: الأناةُ و ضَبْطُ النَّفْسِ.والحِلمُ: العَقلُ.حَلُمَ-ُ حِلماً: تأَنَّی و سَکَنَ عِندَ غَضَبٍ أَو مکروهٍ معَ قُدرَةٍ

وقُوَّةٍ.المَدَی: المَسافَة .و مَدَی البَصَر: منتهاهُ وغايتهُ. وکذلك مَدَی الأجَلِ. ويقال: لا أَفعَلُ کذا مَدَی

الدَّهرِ أَي:طُولهُ. يسُوسُ: سَاسَ الناسَ –ُ سِياسَةً: تَوَلَّی رياسَتَهُم وقيادَتَهُم.وساسَ الأُمورَ: دَبَّرَها

وقامَ بإصلاحِها.فهوَ سائسٌ ج سُوَّاسٌ.السَّاسةُ: قادة الأُمَمِ ومُدَبِّروا شُئوُنِها  العامَّةِ. (يقولُ): و إِنَّ حِلمَ

وفَضلَ الشَّيخ سَرحان نَجل(المَنْعِيُّ) جَليٌّ وَ وَاضِحٌ  للجميع  وَمِن علائم حِنکَتِهِ وَحِکمَتِهِ أَنَّهُ يسوسُ

ويهدي مَن لايعقَل أَي: الـذي هُوَ صَعبُ القِياد.

27- تَرَدَّي رِدَاءَ المَجـدِ طِفلاً وَيَافِـعًا     وَکَـهلاً وَ أَضحَـی بالجَّلال يُسَربَلُ

تَرَدَّی رِداءَ المَجدِ: لَبِسَ لِباسَ العَظَمَةِ.اليافِعُ: يفَعَ الشَّيءُ يفُوعاً: علا وارتَفَعَ.ويفَعَ الغُلامُ: شَبَّ

وتَرَعْرَعَ ، أَو شارَفَ الاحتلامَ  وناهَزَ البُلوغ.الکَهلُ: مَنْ جاوَزَ الثلاثين إلی نحو الخمسين ج

کُهولٌ.أضحی: انظرشرح البيت السابع عَشَر. تَسَربَلَ بالسِّربال: لَبِسَهُ.سَربَلَهُ السِّربالَ: أَلبَسَهُ

إيَّاهُ.السِّربالُ: القَميصُ والدِّرعُ،أَوکلُّ ما لُبِسَ ج سَرابيلُ.(يقول):إِنَّ سَرحانَ إِرتَدی ولَبِسَ لِباس المَجدِ

والعَظَمَةِ  مُنذُ أَن کان صَبِيًّا ثُمَّ شَابًّا و مِن ثَمَّ في فَترَة الکُهولََةِ  وَ أَصبَحَ مُرتَدِيًا بِرِداء العِزِّ

والعَظَمَةِ. يريدالشَّاعِرأَن يقولَ: إِنَّ هذا المَجد الذي إِتَّصَل بِسَرحان ليسَ طارِفًا(جديدًا) بَل تَالِـدًا و

تَليدًا(قديمًا، موروثًا).

28- وَ إِن عُـدَّت الأَخلاق کانَ رُعَيِّدٌ      لَـهُ حُسـنُ أَخـلاقٍ بِها يتَجَمَّـلُ

رُعَيِّدٌ: هُو المَغفورِلَهُ الشَّيخُ رُعَيِّد نجل المرحوم الشيخ عبدالرسول نجل المرحوم الشيخ  عبدالحسن

المُقَدَّم.يقول: وإِذا تَطَرَّقتَ إلی الأَخلاق الحَسَنَةِ يتَبادَرُ بِخَلَدِک و في خاطرِكَ، ذِکرُ رُعَيِّدٍ لأَنَّهُ کان

جَميل الخُلُق  و صاحِب الأَخلاقٍ الحَسَنَةِ.

29- فَتًـی أَريحِيِّ الطَّبعِ يحلُـو لِقَائَـهُ       لدَی السِّلمِ لکن  في الوَغی هُوَ حَنظَلُ

الأَرْيِحِي: الـواسِعُ الخُلُقِ النَشيطُ الی المعروفِ، النَّدی: البَذل و الکَرَم.الوَغی: الحَربُ لما فيها من

الصَّوتِ والجَلبَة.الحَنظَلُ: نَبتٌ  مُفتَرِشٌ، ثَمَرَتُهُ في حجم البُرتقالةِ ولونِها، فيها لُبٌّ شديدُ المَرارَةِ.

(يقول): هذا الفَتی الذي هُوَ رُعَيِّدٌ کان مُريحٌ لجُلَسائهِ بأَخلاقِهِ الطَّيِّبَة  و هذهِ الصِّفَات التي سَبَق

ذِکرُها هِيَ في زَمَن السِّلم، ولکنَّهُ عند احتِدام المَعارِک هُوَ مُرٌّ کالحَنظَل أَو بِمَعنًی آخَر  هُوَ يسقي

أَعداءَهُ کُؤس الحَنظَلِ أَي: المَوت الزُّؤَام وَاحِدًا تِلوَ الآخَر.

30- و في حَنـَشٍ أخلاقُ  عِزٍّ تجمَّعت       فَصـارَ بها  بيـن  الأنـامِ  يُفَضَّـلُ

حَنَش:هُـوَالمغفور لهُ الشَّيخ حَنَش اليابِر المُقَدَّم .الأنامُ: الخَلق.(يقول): وأَمَّا الشَّيخ حَنَش، فَقد تَجَمَّعَت

أَخلاقُ العِزَّةِ  فيه  و بهذهِ المَکرُمَات شاعَ صِيتُهُ  وَ فضلُهُ بين الناس جميعًا.

31- تراهُ کليثِ الغابِ  في کُلِّ معرَكٍ      وتلقاهُ عِنـدَ المَحلِ کالغيث يَهـطلُ

الغابة: الأَجَمَة ذاتُ الشَّجَرِ الکثير المُتَکاثِف ج غابٌ و غابات.لَيثُ الغاب: أَسَدُ الغابة.المَعرَکة:

مَوضع القِتال الَّذي يعترِکون فيهِ ج معارک.المَحْلُ: انظرشرحَ البيتِ الواحد و العشرين.الغيثُ:

انظرشرحَ البيتِ السادس عَشَر.هَطلَ المَطرُ-ِ هَطلاً و هَطلاناً: تتابعَ مُتَفَرِّقاً، عظيمَ القَطرِ.(يقول):

إِنَّ الشَّيخ حَنَش في الشَّجاعَةِ کأَسَدِ غابَةٍ يصولُ ويجولُ، وفي سنين الجَدْبِ والقَحْطِ تَرَاهُ کا لمَطَرِ،

يهطِلُ و يهتِنُ علی العافِين و السَّائلِين جُودًا وکَرَمًا.

32- وَ يستقبلُ الأضيافَ مَهما تکاثرَت      طَلِيـقُ  المُحَيَّـا وَجهُـهُ يتَهـلَّـَلُ

رَجُلٌ طَلِقُ الوَجهِ وطَليقُ الوجهِ والمُحَيَّا وطَليقُ اليدِيْنِ: سَمْحٌ  و سَخيٌّ.المُحَيَّا: الوَجهُ. يَتَهَلَّلُ: يقال:

تَهَلَّلَ الوَجهُ فَرَحاً،وتَهَلَّلَ السَّحابُ بالبَرقِ:تَلَاءْلأَ وأَشرَقَ.(يقول): إِنَّهُ کريمٌ ومِضيافٌ وکُلُّما کَثُرَت

الضُّيوف يزيدُ فَرَحًا وَسُرورًا وتَرَی علائِم الفَرَحِ والسُرورِ ظاهِرَةً علی وَجهِهِ وَ مُحَيَّاه.

33- ولمْ أنـسَ لا و اللهِ بيتَ شـناوَةٍ       لهُم نَجـدَةٌ تسمـو و مَجدٌ يُـؤثَّلُ

بيتُ شِناوةٍ:هُم بيتٌ عريقٌ من أَعالي بيوتات مشايخ آل مُقَدَّم.النَّجدة: الشَّجاعة في القِتالِ وسُرعَة

الإغاثَةِ.تَسْمو:تَعلو.السُّمُوُّ: العُلوُّ والرِّفعة.أَثُلَ –ُ أَثالَةً:  أَصُلَ و قَدُمَ فهوَ أَثيـلٌ. أثَلَّ الشَّيءَ:

أَصَّلهُ.تَأثَلَ: تأصَّلَ و ثَبَتَ.الأثالُ: الشَّرفُ والمَجدُ.مَجدٌ مُؤَثَّلُ: مَجدٌ أصيلٌ ولهُ ضَرْبٌ في القِدَمِ.

(يقول):أُقسِمُ بالله بِأَنَّني لَستُ  ناسِيًا «بيت شِناوَة» کيفَ أَنسَاهُم ولَهُم النَّجدة  و الشَّجاعَة والرِّفعة

والمَجد العَريق.

34- فکيف أُطيـقُ اليومَ نظماً لکُلِّهم      وهل يحصی فضلَ الشُّهبِ يوماً مُفَصِّلُ

الشِّهابُ: الشُّعلة السَّاطِعَة من النَّار، والنَّجمُ المُضيءُ اللاَّمِعُ وجِرْمٌ سَماويٌّ  يسبَحُ في الفَضاءِ فإذا

دَخَلَ في جَوِّ الأرضِ اشتعَلَ و صَارَ رَماداً ج شُهُبٌ.«يتَسَاءَل المرحوم مُلامهدي الشويکي ويقول

لاطاقَةَ لِي أَن أَنظُمَ لِجميع المَشايخ وبيوت العِزِّ و الشَّرَف،إِنَّکُم کالشُّهب المُنيرَة وهَل بِمَقدور أَحَدٍ

يومًا أَن يحصيَ شُهُب السَّماء؟

35- فَعُذراً إِذا قَصَّرتُ عَن ذکرِبَعضِهم      وإنَّ اعتـذاري عِنـدَهُم سوفَ يُقبلُ

(يقول): أَعتَذِرُ إِذا لَم أَذکُر بَعضَهُم وَ أَنا وَاثِقٌ  إِنَّهُم سَوفَ يقبَلون إِعتذاري.

36- عَليهِم سَلامي کُلّما مَـرَّ  شَمأَلٌ      و فاحَ  عبيرٌ  أَو تَضَـوَّعَ  مَنْدَلُ

الشَّمَال: الرِّيح التي تَهُبُّ مِن ناحيَة القُطب، وفيها خَمس لُغات:شَمْلٌ بالتسکين، وشَمَلٌ بالتحريک،

وشَمالٌ وشَمْأَلٌ مهموز، وشَأْمَلٌ مقلوب.فاحَ: انتَشَرَ.فاحَ الزَّهْرُ:انتشرت رائِحَتُهُ، فاح المِسْکُ و

الطِّيب: انتشرت رائِحَتُهُ.العَبير:أَخلاطٌ من الطِّيب. تَضَوَّعَ: انتشَرَ. تَضَوَّعَ المِسْکُ: انتشرت رائِحَتُهُ.

(المَنْدَل: هو العود الذي يَتَطَيَّب به،نَوعٌ من البخور من جنس الخَشَب يُؤتی به من منطقة في الهند

تُسَمَّی: مَنْدَل.«فرهنگ مُعين»).

قال امرؤ القيس في التَضَوُّع:

«إِذا  قامَتا تَضَوَّعَ المِسكُ منهُما        نسيم الصَّبا جاءَت بِرَيَّا القرنفُلِ»

***

 

 

 

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: