ا07_35_08جمع الناس و اللغويون والجغرافيون على ان كلمة الاهوار تطلق علی المساحات المائية التي استوطنها الانسان منذ نحو ما يزيد على خمسة آلاف سنة . تعد الأهوار محطة استراحة للطيور المهاجرة من اسيا الى افريقيا وبالعكس وموطنا للكثير من انواع الاسماك والطيور.و تعد من أکبر المسطحات المائية في الشرق الأوسط . والمياه تغمر هذه الأراضي المنخفضة في جميع أيّام السنة . و يقال ان الهور کلمة آرامية تعني البياض. لأن الهور بفعل التعاكس بين الماء والنور يبدو بجملة تفاصيله أبيض اللون .
يقول الرحالة هايردال عن الهور  : الماء رائق كالبلور، والنبت يغطي القعر، شاهدت سمكا وأكاليل وردية طافية على السطح، انسللنا بصمت، بعيدا عن المرج الأخضر وانزلقنا بين جدران باسقة من القصب والعشب المائي، وحين غطتنا النباتات المائية، وأغلقت البوابات الخضراء خلفنا.. شعرنا أننا غادرنا صخب العالم الحديث وضجيجه وانتقلنا بسرعة مركبة فضائية إلى الماضي السحيق. أحسست أننا نسافر في الزمن إلى الوراء، ليس إلى الهمجية والأخطار، بل إلى حضارة بعيدة عن ذلك كبعد حضارتنا المعاصرة، لكنها عجيبة في البساطة وعدم التعقيد .
وايضاً يقول : لقد عشت مع أناس بدائيين في بولونيزيا وامريكا وأفريقيا، ولكن عرب الأهوار ليسوا بدائيين بأي صورة من الصور، أنهم متحضرون ولكن بطريقة تختلف عنا، ليس لديهم تكنولوجيا التحكم عن بعد، لكنهم اختاروا اقصر طرق المتعة من مصادرها مباشرة، وقد أثبتت حضاراتهم أنها قابلة للحياة والاستمرار، فيما انهارت الحضارات الآشورية واليونانية والفارسية بعدما وصلت قمة ازدهارها .
” الطيور في الأهوار”
تعد مناطق الأهوار كمحطة أستراحة للطيور المهاجرة التي تأتي أليها من شمال أوربا وأفريقيا .تکثر الطيور المائية في فصل الشتاء ويعتبر صيد الطيور في موسم الشتاء مصدرا مهما للرزق .حيث يتسلح أهل الأهوار غالباً ببنادق التنبل وهي بندقية تصنع محلياً ، تملاءُ بارودا و رصاصامن فم أُنبوبها . ويذهبون لصيد الطيور من  الفجر حتی الغروب ويستولي الهدوء والسکون في الأهوار خلال فصل الصيف و تکاد تکون هاجرت منها جميع أنواع الطيور.
في مايلي نذکر بعض هذه الطيور :
المرزل او النحام باللغة العربية ، الغاگ ، الخضيري ، الجهلول ، البرهان ، البط ، دويچ الريز ، بربش ،ابوچبينه ، يرده ،  ابعيعي ، زرّگي ، امچامل ، حيَّل ، غوصي ، کرسوع ، حذّاف ، شيج ، بيوض ، لگ لگ ، نکوه ، هُرّبان و.. .
“تربية الجاموس”
الجاموس حيوان أهلي من جنس البقر ضخم الجثة قرونه محنيّة  إلی الخلف  و إلی الداخل يربّی لدر اللَّبن .الجاموس ضعيف البصر والسمع ولكن حاسة الشم لديه قوية جداً . يعيش لفترة طويلة تصل إلى 23 عاماً ويتغذى على الأعشاب والنباتات والأوراق . حليب الجاموس كثيف وغني بالدهن مما يساعد في إنتاج القيمر (القشطة) منه . ويبدو أن الجاموس كان معروفا منذ القدم إذ وردت إشارات تاريخية تشير إلى وجوده منذ السومريين والاكديين فقد عُثِر على رسوم قديمة في الكهوف والبيوت القديمة مستوحاة من الجاموس .
“نباتات الأهوار”
في الاهوار نباتات مائية کثيرة في مايلي نشير الی بعض منها :
ألمران : وهو عباره عن حشائش ذات عروق حاده تشيه النبال
ألحلبلاب : نبات متسلق يحتوي على اصابع في داخلها حليب من نوع خاص کان  يستخدم في علاج الامراض الجلديه .
بردي :من النباتات المائية ال معروفة ، يستخدم کمادة رئيسية في بناء البيوت في الاهوار
چولان : نبات طبيعي موسمي اخضر تظهر في اعلى اطرافه وريقات صغيرة، ينبت في الاهوار ذات المياه القليلة وعلى حافاتها وارتفاعه لايتجاوز المترين ،ولا يختلط مع النباتات الاخرى، تأکلهُ الجواميس والبقر . وفي الربيع تصبح غاباته واسعة وكثيفة، مما يجعل بعض الطيور تنسج اعشاشها على سيقانه .
گصب : نبات مائي من الفصيلة النجيلية، ينمو في الأهوار  والمستنقعات ، وساقه جوفاء تُستعمل في صناعة السلال  کما کان يستخدم في سقوف البيوت .
نِسِل : نبات ذو أغصان شائكة الأطراف ينبت في الماء والأرض الرطبة .
عنگر : نوع من القصب و لکن اقل منه  ارتفاعا وصلابة ينبت في الأهوار والمستنقعات و تُعلف منه المواشي کالبقر والجاموس .
” المعدان “
المعدان بالأصل هم من بقايا  الحضارات القديمة التي نشأت بالعراق قبل الفتح الإسلامي . ذکر عالم الاجتماع العراقي علي الوردي في كتابه ” دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ” عن المعدان : بأنهم طبقة من المجتمع العراقي تسكن اهوار العراق منذ العصور الغابرة وتعيش على تلابية الجواميس .
ولم يذكر الباحثون ، والمستشرقون الذين عايشوهم وكتبوا عنهم مصدراً و تخريجاً لاسمهم . فبعض قال أنهم عادوا الإحتلال الإنجليزي و قد انحدرت اليهم هذه التسمية منذ الحرب العالمية الأولی فقد کانوا ينهبون و يقتلون الجيوش المحاربة البريطانية والعثمانية علی حد سواء کلما سنحت لهم الفرصة . فصار يطلق عليهم كلمة المعادين، ومن ذاك صاروا معدان . و آخر يری أن التسميّة جاءت من المعدن تشبيها لهم بأصالة المعدن فصاروا معدان .
و الأصح هو ان کلمة المعدان  تعني الساكنين في الشرق وأساس الكلمة من اللغة الأكدية حيث ترد كلمة المشرق في قاموس اللغة الأكدية على ” مَدنحو”. وصار يلفظ في الآشورية ” مَدنخا” وفي السريانية ” مَدنحا”، أما في المندائية فالشرق ” مادنا” والمشرق” مادانا.” وعلی هذا لابد أن نقول ان المعدان هم سکان الشرق .
حلوی ” الخريط”
الخريط هو جنس نبات مائيّ عشبي من فصيلة السُعديات يعلو نحو متر أو أکثر ، لا ينبت إلا وسط مياه الاهوار . ففي فصل الربيع يثمر نبات الخريط في الجزء الاعلى منه مادة صفراء تلتف بطول نصف متر حول عود صلب بعض الشيء من اعواد البردي الذي يتميز عنها جميعا كونه العود الصلب الوحيد فيما البقية طرية جدا، ومن يريد ان يعدّ الحلوی عليه اولا ان يخرط تلك المادة من الاسفل الى الاعلى.بعد ان يجمع الخرّيط ينخل كي تخرج الشوائب عن الرقيق الاصفر الذي يعتبر المادة الاساسية للحلوی، يعد الخريط ويطبخ بتعريضه للبخار وهو في القدر ويتم علی النحو التالي : يؤخذ طحين الخريط وعند تحضيره يوضع ماء في قدر لمنتصفه وتشد على فوهة القدر قطعة من القماش النظيف ويوضع المخلوط المعد سابقا على قطعة القماش ويغطى القدر بغطاء فوق الغطاء الاول ، سكان الاهوار يعرفون ان القدور القديمة لاتوّلد كمية كافية من البخار لذلك يضعون فوق غطاء القدر ما يعزله عن غطاء من الطين يصب حول الجزء الاعلى من القدر. بهذه الطريقة التقليدية والمحكمة في نفس الوقت يتم اعداد حلوى الخرّيط.
بعض المفردات الشائعة في أهوار االاحواز
عجّيد : عجّيد و عگّيد هو  لب  الخريطة  الصغيره
الگاهن : ممر مائي عميق يتخلل القصب او البردي الكثيف يستعمل للتنقل
ميلان: أحدی طرق صيد السمک في الأهوار.
نوشة :المکان الذي يختبئ فيه صائدوا الطيور
مَردي : خشبة تُدفَع بها السفن الصغيرة .
الفالة : تتکون الفالة من خمسة رؤؤس مدببة مرکبة علی عصا الخيزران طولها حوالي عشرة أقدام .
كاره : حزمة كبيرة من النبات أو الحطب .
يَلّه : روث الجاموس والبقر بعد التجفيف و يستخدم ثقاباً للنار من قديم العصور
رفش : السلحفاة الکبيره
الشص : حديدة معقوفة لها أحجام مختلفة يصاد بها السمك .
سلّيّه : شبكة مستديرة يحيط بها حبل تشد به قطع صغيرة من الرصاص يمسكها الصياد بيديه
ويلقيها في الماء .
مکرف : شبکة مربوطة  بعصاة طويلة تستخدم لرفع السمکة من الماء .
المشحوف : قارب مستقيم وطويل ، مؤخرته ومقدمته واحدة.
چينکوه : صنف من البلام الصغيرة ، تصنع من صفائح الزنک .
شرا: نوع من الحساسية تصيب الأطفال حينما يدخلون الماء لإخراج الخريط من الهور .
شفج : صغير الجاموس
بِني : نوع من السمك العظمي ، واحدته بنِّية.
تِبن : ما تهشَّم من سيقان القمح والشعير بعد درسِه، تُعَلفُه الماشية
چليب الماي : حيوان ثدييّ مائيّ لاحم، جسمه مستطِيل، رأسه مفلطح، عنُقه غليظ، قوائمة قصيرة، جلده فرويّ فاخر الصنف، قوته الأسماك والقشريات والضفادع وبعض الثِّمار والأعشاب، مدرب على اصطياد طيور الماء.
المصدر:مدونة فلاحیتي

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: