بت الإمشیوي ومعرض طهران الدولي للکتب/بقلم:زعلان الأسمر

……وبعد فترة غیابه من ساحة النشاط الثقافي والإجتماعي وإهتمامه بدائرتهِ و مُدرائهِ لکسب المنصب وإشتغاله بالعقارات…!رأیته قبل أیام أمام احد محلات بیع السکن والشقق،مُتّکئاً علي سیارته الضخمة التي لم اعرف عنوانها حتی الأن وهو یتحاور=یتناقش(یتناگر) بعالي الصوت مع احد المقاولین(من بلطجة السوق)حول سعر شقق سوف تبنی وهو یرید شرائهن قبل بنائهن!

فنادیته وأنا علی بعد مترین اوثلاثه منه!….دار وجهه ونظر اليَّ  و هزَّ رأسه معاتباً و أشار اليَّ حتي أصبر لینتهي حوارهما!

جاء بعد ربع الساعة:

وأنا جالس علی درّاجتي الناریة الهیوندا 125  الزرقاء(التي اشتریتها بعد محاولة هدرت من عمري ساعات وأیام وأشهر لإستقراض 10ملیون ریال ایراني من بنک الشعب الإیراني”ملت” الواقع عند دوار الحریة وسط مدینة رامز،کي أنقل بها کتب عابدالجابري وعلي الوردي من قریة الي قریة في ریف رامز التي تبعد أقصاها من أدناها نحو 100کم)…واضع الرِجل علی الرِجل…طاوي الشفتین وعاقد الحاجبین من رؤیة هذا المشهد….

سلام علیک یا أخي:

علیکم السلام:

قلت له:أینک أنت یا أخي:

قال:…لاتسولف…..بت الإمشیوي…

قلت له:أترافقنا هذا العام للذهاب الی معرض طهران الدولي لشراء الکتب العربیة؟!

قال:بِت إلإمشیوي!!

قلت له:هل تتبرع بخُمسِ من راتبک الشهري في هذا الشهر لشراء الکتب العربیة وتکمیل مکتبة القریة؟

قال:بِت إلإمشیوي!!

قلت له:هل بإستطاعتک أن تساعد مکتبة القریة بمبلغ یعادل سعر کتاب واحد؟!

قال:بِت إلإمشیوي!!

قلت له: أتقصد زوجتک السیده شیماء بنت الحاج بدر التي ترعرعتما في حي واحد واحببتما بعضکما البعض منذ الصغر وضربوک أبناء عمومتها لأجلها ام  تزوجت ثانیه؟!!

قال: نعم..هی بِت إلإمشیوي!!

قلت له:ونعم الإمراة…وإن لم تکن هي،فأین وخلف ماذا تختبء ُ لتخاذلک و عدم نصرتک لِ…..

…….

قررت الهروب مرة اخري…

اشرت الی کرنک المحرک(هندل الموتور) ولبی دعوتي….وکأنني فارس ..لا أسمع صوت المحرک ..بل أسمع صهیل الفرس العربي …وهربت نحو الریف…ریف رامز..المکان الوحید الذي لم اري فیه تخاذل البشر..لأجلس ساعات علی احد التلال وأنظر الی صقور الریف..وکیف یحلق الصقر…وأتعلَّم منه…أتعلم الوقار…أتعلم….أتعلم….

وشکراً في النهایه..من….دراجتي…

عاشت دراجتي الناریة التي تحمل رسالة الإصلاح والمجد والخلود علی اکتافها کل یوم في الامطار و فی الصیف والشتاء..وتلبي دعوتي وتقف معي….حیث لاعقل لها..ولا لسان للتفاخر بلا فعل…

المصدر:مدونة رامز