حدث و تعليق،موقع كارون الثقافي– تناقلت بعض المواقع و المدونات في الاحواز يوم أمس الجمعة خبر جريمة قتل فتاة احوازية بداعي الشرف ، ارتكب هذه الجريمة أب مجرم بحق أبنته في مدينة البسيتين غرب الاحواز.
لم ترتكب شهلا الفتاة البريئة ذات (15) ربيعا أية خطية تذكر بل خطيتها الوحيدة هي إنها اشترت جهاز نقال(موبايل) دون علم والدها الامر الذي دفع الوالد إلى الظن و الشك و أن يتخيل أن أبنته شهلا مغرمة بأحد الرجال و حفاظا على شرف العائلة و صونا للعرض أقدم على ارتكاب هذه الجريمة البشعة، فإن الله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم…….. [الحجرات:12].
فالظن و الشك هو أثما كما جاء في كتاب الله و يبتلي به المرء عندما يفقد الثقة بنفسه و بالتالي هو يفقد الثقة بالآخرين حتى و أن كان هذا الآخر من اقرب المقربين له و الخطورة تكمن عندما ينتقل الظن و الشك من حالة فردية الى ظاهرة اجتماعية لدى الناس فتكون النتائج كارثية على المجتمع حيث يتبدل دور الأب و الأخ و ابناء العمومة من حماة لفتاة الى قتلة مجرمون.
و في عالمنا المتناقض اليوم لم تكن شهلا بنت البسيتين هي أول شهلا أو فتاة احوازية تدفع حياتها ثمنا للظنون و الشك و جنون الآباء و ابناء العمومة بل سبقتها الكثير من الاحوازيات في داخل الاحواز و خارجه ،فالاب الذي أجبر عائلته الى العودة الى الاحواز بعد عقودا من الاقامة في احدى الدول الغربية حفاظا على شرف العائلة هو نفس الأب الذي قتل شهلا في مدينة البسيتين من حيث العقل و التفكير.
فأصبحنا اليوم بأسم الحفاظ على الشرف نلجئ الى استخدام اسلوب غير شريف لتنفيذ جريمتنا التي تؤدي الى سلب الحياة من بناتنا سوى كان هذا من خلال قتلهن او اجبارهم على الزواج من احد الاقارب بالقوة و التهديد.
و لم تختصر جريمة القتل و سلب الحياة من النساء أي جريمة الشرف على الاحوازيين وحدهم بل هي جريمة بشعة منتشرة و تعاني منها الكثير من الشعوب العربية و غيرها في المنطقة و العالم.
كارون الثقافي، موقع أحوازي حُر ومستقل- حامد الكناني 
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.