بروال– کان وطني يمشي علی الصراط المستقيم. و ذات يومٍ رأيتُ الفنون الجميلة تعانقُ بعضها البعض . من مسرحية إلی رواية و من لوحة إلی قصيدة کل شئ يوحي بالتعددية.
بينما کنّا ننتظر القمة و ازدهار الأدب، آمنا برجل تتمنی الأنبياءُ الإنبعاث في زمنه؟! هذه النرجسيةالسياسية سيطرت علينا ثماني سنوات. فماتت الفنون و انتحرت العنقاءُ و تخاصم نيما يوشيج مع مالارمية. إنتهی الرمز و إنغلق باب التأويل و أصبحنا نروّج للثنائية العدمية .
أيها الشعب الکريم، هل سنخطئُ مرة أخری في اختيارنا للأساطير؟!
مادامت مصالحنا
تخلق أساطيرنا
فلن نتحرر
العراق
لا أعلمُ لماذا أعشقُ العراق؟ هل لأجل السياب أو نازک الملائکة؟ أم لأجل العتبات المقدسة و غناء النخيل؟
في يوم من الأيام کنتُ أمشي في شوارع عبادان و اشتريتُ کتاباً لشفيعي کدکني بعنوان «الشعر العربي المعاصر» من هنا بدأ إنتمائي و ولعي.
سقط الديکتاتور و انفتحت نوافذ جغرافية و عاطفية أمامي. سافرتُ إلی البصرة و التحقتُ بجنتي المفقودة. لم أکن أتمنی أن أراها تترنح بين الهوية و اللاهوية، بين تاريخ مشرقٍ و حاضرٍ مُظلم.
أخذ العراقُ يرممُ جراحه و تنفّس هامشاً من الحرية. و أخذت الطائفية ترممُ جراحها و تکتب دستورها بدم الزوّار.
عندما أرشد غاندي
جسدي
إلی روحي الکربلائية
هم يکتبون نصوصهم الدينية
بدم الزوّار
سورية
أبناء الرسول الواحد لا تطفئوا صورة المسيح وعلي و عمَر في أحياء المعرفة. لاتهبوا الإستبداد شرعية بجهلکم. فيصبح مظلوماً و مدافعاً عن حقوق شعبه و وطنه
لا تأتي الحرياتُ بعقليات سلفية. ستعاتبنا کل نبتة علی هذه الأرض و کل حمامة علی سطح العتبات المقدسة و کل قصيدة في ديوان نزارقباني.
ليست السجون بديلة السجون و لا تزدهر الأرض في عباءات رجال الدين. من الأرض حتی السماء خطٌ عمودي لا يعلمه إلا الغياب.
ستغيبُ الأرضُ
بين الخبز و الدم
في غرفة العناية الفائقة
فلسطين
نسيناکِ يا کل القضايا، نسيناکِ يا قريحة الشعراء، نسيناکِ يا أجمل قصيدة في شارع الحب.
إنقسمت مرغمةً فأخذت حماسُ حصتها و اقتنعت فتحُ بما تبقّی. هذا هو عرسُ تل آبيب اللامتوقع. بين المتوقع السياسي و اللامتوقع الجمالی عاش محموددرويش غيابه الأخير تارکاً وجوده لشعبٍ لا ينسی الحجارة و العبارة:
قُم يا محمودُ
ليس هذا وقت الفراق
ذبحونا و غزة مخضبة بالدماء
يشربون نخب السلام علی أجسادنا
کل جسدٍ في غزة هو المسيح
لاتصلبوها ايها العرب
لن تهدأ اقلامنا
و سماءها حمراء
اسرائيل
ايها الشعب الإسرائيلي إحترم جنودک و احتفل بلحظة رومانسية خارج أرضک المنتحلة. لا تنتهي السماء بهرتسل و لم تبق الحالُ علی حالها. لا تأتي الحريات و الأوطانُ من المعادلات الکيمائية و النصوص الدينية.
أنت تحارب إذن أنت موجودُ و نحن موجودون قبل أن نحارب. لذا ستبقی فلسطين الهواءَ و الماءَ و الغذاءَ و هي ثورتنا و ربيعنا و صحوتنا الإنسانية.
خذوا حقائبکم و انصرفوا
لم يبق لدينا من الحرف شئٌ
لمستقبلکم
فلا المطارات تعرفُ العبرية
و لا السکک الحديدية
عبادان
تنام علی النفط و تستيقظ علی الفلافل. هل هذه عبارةٌ ساخرةٌ؟ لا أعلمُ.
استقطبت الديانات و الحانات و الإنجليز و انتهی بها المطاف في جزر القمر. أنا متاکدٌ بأنها عبارةٌ ساخرةٌ.
لدينا ثلاثةُ نواب و لديهم نائب واحدٌ. هم بنائبهم استولوا علی الميتافيريقية و القرار و نحن بنوابنا ابتعدنا عن المتافيزيقية و الحوار. هم بنائبهم اقتربوا من الفقه و نحن بنوابنا إبتعدنا عن المعرفة. أعلم أنها عبارة واقعية.
مدينتي
کم تحمّلتِ الأذي
و تجرعتِ الهموم
و سلاطين العلمِ فيکِ أغبياء.
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.