إيلاف-مدونة الكاتب- علاوة على ارتباط اسم خامنئي بالقضية الشائكة التي حدثت إثرخلافته لخميني فإنّ إسمه ظلّ يرتبط تأريخياً بقضية الشعوب غيرالفارسية قبل وبعد تعيينه كمرشد في إيران .ذلك لأسباب منها كان الجسر الواصل بين خوميني وبعض القيادات في مناطق تابعة للشعوب غير الفارسية في إيران للتمهيد لإسقاط نظام الشاه وكذلك كون الرجل كان يلعب دوراً قيادياً بعد نجاح الثورة وتحديداً خلال الحرب الإيرانية العراقية التي دارت رحاها في مناطق من الأحواز الى كردستان والتي تقطنها أحد كبريات الشعوب غير الفارسية في إيران هم “الكرد والعرب”.
علي خامنئي المرشد الإيراني الأعلى الذي يتقن ثلاث لغات وهي الفارسية بحكم أنها اللغة الرسمية في البلاد والتركية بسبب أنها اللغة الأم لأسرته والعربية لأنها اللغة الرسمية للمذهب السائد في إيران أظهر هذا الرجل المطلع على قضايا الشعوب ومطالبها لا مبالاة غير معهودة بالنسبة لما تطرحه الشعوب غير الفارسية في إيران منذ اعتلاءه عرش ولاية الفقيه في إيران في نهاية ثمانينات القرن الماضي ولحد الآن.
لكن ظلت وسائل الإعلام المرتبطة بشكل مباشر بـ “علي خامنئي” تعبّر عن بعض مواقفه حيال مطالب الشعوب غير الفارسية والتي يظهر فيها التعنّت اللامعهود و الرفض القاطع لمنح ولو جزء يسير من حقوق الشعوب غير الفارسية.
“كيهان”وهي الصحيفة التي تدار من قبل مستشار خامنئي الشخصي”حسين شريعتمداري” عبّرت بوضوح في عدة مناسبات عن رفضها لتطبيق الدستور الإيراني المتعلق بقضايا الشعوب (فصل التاسع عشر من الدستور الإيراني) . فكان أخرها حملة الإنتخابات الرئاسية للمرشحين حيث نادى البعض من المرشحين لتأسيس مكتب الشعوب التابع لرئاسة الجمهورية حيث سخرت كيهان من المشروع ومروجيه وعلى راسهم المرشحين الإصلاحي والمعتدل.كا عبّر مستشار المرشد وصهره”حداد عادل” وهو يخوض سباق الإنتخابات ساخراً من مشروع افتتاح معاونية رئاسة الجمهورية في قضايا الشعوب غير الفارسية.
هذه النبرة الرافضة والساخرة من خطوات منح الشعوب بعض مطالبها من قبل ملتصقين و مستشارين للمرشد هي في الواقع تعكس أفكار المرشد وإن ظلّ صامتاً حيال مسألة الشعوب غير الفارسية ففي الوقت الراهن لا يبدو أي إنفراجة في قضية الشعب الأحوازي في ظلّ الخطاب السائد لدى قادة نظام طهران
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.