“انگلب الطابگ طبگ” أي “انقلب الطابق طبق”،هذا مثل شعبي يتردد كثيرا في شمال الاحواز والطابك هو ظرف مدور بقطر أقل من متر وبسماكة حوالي عشرة سانتيمترات ومصنوع من الطين المفخور، يضعونه على الجمر وبعد ما يصبح ساخنا يسكبون عليه عجينة دقيق الأرز أي طحين الأرز(التمن) السائل ومن ثم يضعون عليه الجمر حتى يطبخ الخبز.
يؤكل خبز الطابق(خبز الأرز) مع السمك المشوي وسمك القطان(الگطان) الذي يعتبر من أفضل أنواع السمك في منطقة الحويزة وجنوب العراق وهو افضل مرافقا لخبز الطابق وتعتبر هذه الوجبة من الوجبات المميزة وهي خاصة بسكان الحويزة (اليبسيتين،الخفاجية،الحويزة الطينة)،هذا بالاضافة الى سكان المناطق الجنوبية من العراق.
أما الطبق هو ظرف مصنوع ومنسوج من خوص النخيل من أجل وضع الخبز فيه ويكون حجم ظرف الطبق قريب جدا من حجم ظرف الطابق و الظرفان متشابهان من حيث الشكل.
يضرب هذا المثل عندما يريد احدا أن یخفي الحقيقة و يستبدل الشئ بالآخر، فيقول الناس:انگلب الطابگ طبگ!.
هذا المثل بالاضافة الى بعض التفاصيل أرسلها صديقا لي من الداخل الاحوازي ، ليعبّر عن احتجاجه ورفضة على خطوة قامت بها بعض وسائل الاعلام والمواقع التابعة للاحوازيين في الخارج حيث تناقلت هذه المواقع في الأيام الماضية خبر اعدام شخص احوازي ووصفته بالشهيد البطل دون أن تعلم أن المعدوم لا علاقة له بالعمل والنشاط الوطني وكان هذا الشخص عديم الاخلاق باع ابناء وطنه وتعاون مع السلطات الأمنية وقام بتوزيع أبشع انواع المخدرات وهي مخدرات كيمياوية خطيرة ومعروفة ب “الشيشة” في أوساط الشباب العربي الاحوازي نيابة عن الجهات الأمنية التي تقف دائما وراء نشر مثل هذه السموم وتوزيعها من أجل كسر ارادة الاحوازيين وبعد ما احترقت ورقة هذا المجرم قامت السلطات الأمنية باعتقاله ومن ثم محاكمته خلف الأبواب الموصدة ومن ثم تنفيذ حكم الاعدام بحقه في الملاء العام.
دون أدنى شك أن هذا الشخص ضحية من ضحايا الاحتلال ، لكن من الواجب علينا في النشاط الاعلامي ونقل المعلومة أن نفرّق ما بين ضحايا الاحتلال وضحايا النضال الذين كانوا وسيبقون أكرم منا جميعا.
انقل لکم سطر واحد فقط من رسالة صديقي المستعجلة:« لیش ما تخافون على سمعتكم وسمعت تلفزيوناتكم و مصداقيتها وكت اتغيرون الطابگ بالطبگ».
نعم كانت جملة واحدة فقط وفيها استفسار منطقي لأهم مرتكزات العمل الأعلامي وهي المصداقية خاصة وأن معظم القنوات التلفزيونية التي تعمل حاليا تبث من الخارج وهي موجهه أساسا لشعبنا الاحوازي في الداخل وعندما تفقد هذه القنوات مصداقيتها لدى الشارع الاحوازي من المؤكد انها لن تتمكن من تحقيق أهدافها المرسومة في المستقبل.
فهل يعي الناشط والاعلامي الاحوازي تداعيات فقدان المصداقية الاعلامية في ما يقدمه للجمهور العربي الاحوازي؟!،أم لا؟!.
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.