
وقالت السيدة أم حسنين اللامي أن عائلتها تقيم في مدينة الشوش الايرانية بالقرب من الأحواز منذ خمسة وعشرين عاما وولد لهم هناك ابناء اصبحوا شبابا الآن ومع ذلك ليس لديهم أية أوراق أو مستمسكات ايرانية تسهل اقامتهم أو تمنحهم حقوق مثل الايرانيين، وتؤكد السيدة أم حسنين أن ايران ترفض منحهم الجنسية الايرانية رغم أنهم مسفرين من العراق لكونهم من التبعية الايرانية.مشيرة الى أن أبناءها يدفعون مبالغ كبيرة للدراسة في المدارس والكليات الايرانية لأنهم يعاملون كالأجانب رغم ولادتهم وعيشهم في أيران. وشكت أم حسنين من الاجراءات المعقدة في السفارة للحصول على فيزا جديدة للعودة الى ايران بعد زيارة أقاربها في العراق.
وقارن السيد حامد الكعبي من العمارة ومقيم في الأحواز منذ الحرب العراقية الايرانية بين معاملة ايران للعراقيين المقيمين فيها منذ عشرات السنين وعدم منحهم الجنسية الايرانية وبين التسهيلات الكثيرة التي تقدمها الحكومة العراقية منذ عام 2003 لمنح الايرانيين والتبعية الايرانية الجنسية العراقية. وأشار الكعبي أنه كان يتوقع تسهيل منحهم الجنسية الايرانية بعد تطور العلاقة بين العراق وايران مؤخرا ولكن ذلك لم يحصل، موضحا أن تكاليف المعيشة للمقيمين في ايران من غير الايرانيين صعبة ومرهقة بالنسبة للعائلات الفقيرة أو ذات الدخل المحدود وخاصة أجور الدراسة والعلاج في المستشفيات في الوقت الذي يواجه العراقيون المقيمون هناك صعوبات بالغة في البحث عن عمل ولو بأجور بسيطة. وأكد الكعبي أن لديه أقارب يعيشون في الأحواز منذ عشرات السنين ويحملون الجنسية الايرانية، الا أن السلطات الايرانية رفضت منحه الجنسية الايرانية.
وعن أوضاع عرب الأحواز في ايران ذكر العديد من العراقيين المقيمين في ايران ممن يراجعون السفارة الايرانية ببغداد طلبوا عدم ذكر أسمائهم أنها سيئة للغاية وأن العرب هناك يتعرضون منذ سنوات لسياسة التفريس والقمع وكبت الحريات حسب قولهم، وأكدوا أن أشد العقوبات يتعرض لها عرب الأحواز عند أي تحرك ولو كان بسيطا للمطالبة بالحقوق والمساواة، حيث تم مؤخرا اعدام شباب لمجرد رفعهم أعلام الثورة الأحوازية، اضافة الى زج الكثير من المعارضين في السجون ونفي آخرين الى مناطق بعيدة عن الأحواز.
وتعكس أحاديث العراقيين المقيمين التي نقلتها صحيفة القدس العربي في ايران معاناة حقيقية وضياع بين البلدين بسبب استمرار السلطات الايرانية في معاملتهم كأجانب رغم مرور عشرات السنين على اقامتهم هناك وعدم امكانية عودتهم الى العراق في الظروف الحالية، مع غياب أي دور حكومي عراقي لتقديم أي نوع من المساعدة لهم أو استغلال علاقتها المتينة مع ايران لحل مشكلة هذه الفئة من الناس الذين اضطرتهم الظروف القاهرة لترك وطنهم الى ايران.
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.