مركز دراسات عربستان– هناك فرق ما بين الفعل وردة الفعل أي صناعة الحدث على الساحة ومابين الأنفعال ومتابعة الحدث من بعيد وما يقوم به النظام الإيراني وبحكم سيطرته وفرض سلطانه من خلال مؤسساته العنصرية التوسعية و الاجواء الامنية المشددة والمفروضة في الاحواز هي مجموعة أفعال أجرامية تستهدف مقومات الحياة البسيطة والأسس الضرورية لبقاء الشعب الاحوازي و ممارسة العيش الكريم على أرضه وترابه الوطني كما أدت هذه السياسات الاجرامية إلى شل أي تحرك ثوري على الساحة الاحوازية مدنيا كان أم عسكريا.
ما تشهده الساحة الاحوازية في المهجر من خمول وأنفعال وتشرذم هو خير دليل على انعدام قدرة التحليل والتواصل مع الداخل وأما العراك الاعلامي مابين الجهات التي تدعي العمل الميداني وتبني جهات عدة لعملية واحدة قبل أن يتضح لنا صحة تنفيذها هو دليل آخرا لما آلت اليه أمورنا.
ونظرا لهذه الحقيقة الواضحة علينا الاعتراف بقدراتنا وامكانياتنا والعمل حسب هذه القدرات والامكانيات المتوفرة والمتاحة لنا في بلاد المهجر هذا اذا كان الهدف هو تكميل مسيرة من سبقونا في النضال وليس ارضاء لجهات أجنبية وتنفيذا لأجندة غير أحوازية.
تتطلب هذه المرحلة من النشطاء السياسيين في المهجر والتنظيمات السياسية أن يتخلى الجميع عن الأسلوب التقليدي للنضال والمعتمد حتى يومنا هذا وذلك بالكف عن تصوّر أنفسنا قيادات ميدانية وفصائل ثورية تقود وتباشر العمل الميداني من بعيد وبالريمونت كنترول وأن نفيق من خيالنا وأن نرمي بأنواط الشجاعة والنياشين والمناصب الوهمية التي وهبناها لبعضنا البعض وأن نترك الداخل للداخل فقط. فهذا النوع من الخيال ليس بعيدا عن الواقع فحسب وانما أصبح افيون ومخدر للمئات من الشباب الاحوازي المتحمس والمتواجد في بلاد المنفى.
شباب وطاقات وطنية صادقة تريد أن تخدم وتمد يد العون لأبناء شعبها الاحوازي الذي بات مهددا في الوجود لكنهم ومع شديد الأسف وقعوا ضحية أحلام أصحاب المناصب الوهمية،حيث استنزفت طاقاتهم لمشاريع وهمية وجهود غير مجدية زادت من الفتنة والاختلاف مابين أبناء الشعب الواحد ولم تسر إلا العدو حتى الان.
فالمطلوب هو العمل والتعاون المشترك لجميع من لديهم القدرة على صناعة الفعل على الساحة الدولية وذلك من خلال تشكيل لجان مختصة لمتابعة الجرائم المتنوعة التي ترتكب ضد شعبنا و رفع قضايا قانونية ضد النظام بهدف تدويل قضيتنا والطلب من الجهات الدولية أن تتدخل لحماية الشعب العربي الاحوازي من الابادة الجماعية البيئية خاصة وأن القانون الدولي صريح في موضوع الإبادة الجماعية وتعريفها حيث يقول:
«لا تعني الإبادة الجماعية بالضرورة التدمير والقتل الفوري إنما المقصود هو خطة منظمة من أفعال مختلفة تستهدف تدمير الأسس الضرورية لحياة الشعوب الأصلية بهدف القضاء على الجماعات ذاتها وأن مصطلح الإبادة genocide من الممكن اعتبارة العملية التي تؤدي إلى إلحاق الأضرار بالأوضاع المعيشية للشعوب الأصلية بشكل متعمد وبهدف التدمير الفعلي لهذه الشعوب كليًا أو جزئيًا».
تعرض أبناء شعبنا الاحوازي وخلال العقد الأخير لأبشع انواع الاعدامات العنصرية والسياسية حتى احتل المركز الأول من حيث التعرض لتنفيذ جرائم الاعدام في العالم واليوم وبفضل سياسات إيران العنصرية في مصادرة المياه وظهور العواصف الترابية والتلوث البيئي ونتيجة لتجرد الأرض الاحوازية وجفافها وحسب تقرير مؤسسة الصحة العالمية الأخير حول أنتشار مرض سرطان الرئة ،احتلت الاحواز المركز الأول ايضا وتربعت في رأس قائمة المدن الأكثر تلوثا في العالم يأتي هذا تزامنا مع اطلاق الرصاصة العنصرية الأخيرة على نهر كارون بعد ما كان ثاني أكبر نهر مائي بعد نهر النيل في الشرق الاوسط.
وبعد كل هذا هل نكتفي بتسجيل الأعجاب في صفحات الفيسبوك ونسكت عن الجرائم البيئية التي تعتبر إبادة جماعية متعمدة وبامتياز نفذتها السلطات الإيرانية من خلال سياسات عنصرية في حق شعبنا العربي الاحوازي؟!.
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.