الأجانب وخاصة الفرس منهم درسوا نفسية العرب و لهذا تمكنوا من تأمين مصالحهم على حساب العنصر العربي. فالعرب أنفعاليين وشديدي الغضب لكنهم بعد تفريق غضبهم هدئوا وتنازلوا وتناسوا قضاياهم على عكس الاجانب تماما فالاجانب مهما تظاهروا بالمودة لم ينسوا قضاياهم ولم يتخلوا عنها.
موضوع الاحتجاج على جفاف نهر كارون ومصادرة المياه الاحوازية والعمل في هذا الاتجاه دون ادنى شك يعتبر نشاطا محمودا ولكن لا ننسى ان النظام هو الراعي للاحتجاج والمستفيد من اثارت مخاوف جميع سكان مدينة الاحواز (عرب ومستوطنين) من خطر محدق بهم جميعا وذلك من خلال التمهيد للانفعال والاحتجاج المشترك للعرب واللور وباقي المستوطنين ليتمكن من ركوب الموجة والتظاهر بالبراءة في حين يعرف الجميع أن المسبب الرئيس لهذه الكارثة البيئية هو النظام الإيراني وسياساته العنصرية بدأ من مشاريع قصب السكر العنصرية و مصادرة حقول واسعة من أجود اراضي المزارعين العرب واخصبها مرورا ببناء العشرات من السدود لحرف المياه للاقاليم الفارسية ومصادرتها لصالح المزارع الفارسي حتى فتح مياه المبازل المالحة والمياه الملوثة الخارجة من المصانع خاصة النفطية والبتروكيمياوية منها الامر الذي أدى لحدوث كارثة بيئية بعد التراجع الخطير لمنسوب المياه وتجفيف الأنهر التي تعتبر أهم روافد الاهوار مثل هور الحويزة وهور العظيم وهور الفلاحية هذا بالاضافة الى تدمير وقتل الملايين من اشجار النخيل المثمر في الاحواز ولم تكون هذه السياسة العنصرية وليدة يوم وليلة إنما نفذت ضمن برنامج مخطط له منذ عشرات السنين وتم تنفيذه بشكل منهجي وخطوة خطوة خلال العقدين الماضيين.
هناك من استبشر بمجئ حسن روحاني خيرا واعتبره عهدا جديدا مثلما اسبشرت جماهير شعبنا بمجئ الخميني وبعده برفسنجاني وخامنئي و خاتمي واحمدي نجاد لكن التجربة تقول أن لا فرق مابينهم جميعا وسياساتهم العنصرية تجاه الاحواز والاحوازيين واحدة وأن اختلفت التسميات.
وبالرغم من جهود الشباب العربي الحريص على سلامة البيئة و المطالب بحقوقة الانسانية في الحصول على مياه صالحة للشرب وبيئة غير ملوثة ومشاركته الفعالة في هذه الوقفة فلابد وأن نأخذ الحيطة والحذر وأن نكشف نوايا السلطات وما تنوي لتحقيقة من خلال تبني المظاهرة لذلك أشير الى النقاط التالية:
1- التأثير الإيجابي الكاذب على النفسية العربية وامتصاص غضبها و ذلك من خلال السماح لهم بالتظاهر بجانب المستوطنين اللور لتفريق جزءا من الاحتقان الناتج عن احتلال اللور وتجاوزاتهم على حقوق العرب .
2- تنقية الاجواء والتقريب مابين العرب والمستوطنين اللور حيث دفع العرب و طيلة العقد الأخير ثمن استيطان اكثر من مليون ونصف المليون لوري بختياري فرضتهم طهران على مفاصل المدن العربية حيث تحقق لطهران غلب التركيبة السكانية هناك.
3- نقل الأخبار و الصوّر والفيديوهات الى الخارج يحمل رسالة واضحة وهي أن النظام في ايران سَمح تجاه الاحتجاجات المدنية وأن العرب لديهم مساحة واسعة من الحرية وبالتالي كل ما يقال عن الظلم والتمييز والحرمان والأجواء الأمنية المشددة غير صحيح.
4-إيهام النشطاء الاحوازيين الذين لم تتمكن الأجهزة الأمنية الايرانية من الوصول إليهم حتى الان بأن الافعى نزعت جلدها و أن الاجواء تغيّرت وبالتالي معرفة العناصر النشطة و تحديد هويتها واصطيادها عند الضرورة من خلال المراقبة الأمنية الخفية.
وفي الأخير احيي جميع من ساهم وشارك في هذه الوقفة ووقف بخالص النية وبدافع انساني ووطني وهو يدرك أن قضية التجفيف العنصري هي ليست القضية الوحيدة التي فرضتها طهران وعانى منها العرب في موطنهم التاريخي.
حامد الكناني
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.