حينما يتباكى الجاني على الضحيّة…زيارة معصومة ابتكار المفاجئة للاحواز

7876675654443مركز دراسات عربستان– قدم النظام الإيراني الذي جاء باسم الثورة والمذهب أسوأ أنواع الانظمة الديكتاتورية الشمولية للعالم وفشل في تحقيق الأهداف والوعود الثورية التي قطعها على نفسه وأساء للصورة المثالية للمذهب الشيعي الحسيني المبنية على مكافحة الذل والهوان و رفض العبودية و المحفورة في أذهان الإيرانيين طيلة القرون الأربعة الماضية حيث أدى هذا الفشل الذريع في تراجع روح المواطنة الإيرانية وتمزق الغطاء المذهبي الشيعي الذي كان يعتبر الخيمة الكبيرة التي تجمع كافة الشعوب في إيران.

 اما على الصعيد السياسي انهارت المفاهيم الوطنية الشمولية نتيجة عجز الانظمة الإيرانية بالتخلي عن كراهية العنصر الغير فارسي خاصة العربي وتطبيق سياسات بعيدة عن هذا التوجه الغير حضاري حيث أرتفعت الاصوات المطالبة بالاستقلال عن إيران مابين ابناء الشعوب غير الفارسية واشتد النفور من المركز والمذهب في جميع انحاء إيران.

وببساطة يمكننا القول أن النظام الإيراني فقد أدوات تكاتف الشعوب غير الفارسية مع الشعب الفارسي بسبب انتهازية النخب السياسية والثقافية لهذا الشعب ورغبتهم الجامحة في الاستيلاء على مقدرات دولة إيران الحديثة التي جاء بها الانجليز مطلع القرن العشرين وتم تأسيسها على انقاض اقاليم اقتطفت بالقوة العسكرية من اجزائها الرئيسية مثل بلوشستان و تركمنستان و آزربيجان و كوردستان هذا بالاضافة لاحتلال امارة عربستان الاحواز التي كانت مستقلة عن ايران ولا تربطها بالدولة الفارسية الا التبعية الاسمية هذا ماجائت به احدى الوثائق المنشورة من قبل الوزارة الخارجية الايرانية.

وعلى الصعيد الاحوازي لم تتمكن السلطات الايرانية من بناء جسور الثقة والمودة مابين العرب الاحوازيين  مع المستوطنين الذين جلبتهم طهران ضمن خطط عنصرية ممنهجة وفرضتهم على العرب بالقوة والخداع وشارك هذا المستوطن الأجنبي في تنفيذ أبشع أنواع السياسات التعسفية والتمييز العنصري الأمر الذي دفع العرب بالتخلي عن المذهب الشيعي باعتباره احد وشائج المواطنة الإيرانية ففقدت طهران الخيمة الوحيدة التي كانت تربط العرب بغيرهم .

تزايد النفور من المذهب الشيعي في السنوات الأخيرة الماضية دفع النظام أن يبحث عن خلق وشائج اخرى مابين العرب و المستوطنين وبعد معرفته بالدور الرئيسي للموارد المائية  مثل الانهر والمستنقعات المائية  والبحار وحتى الابار في ظهور تجمعات سكانية و تشكيل هوية مشتركة لافراد هذه التجمعات السكانية،خطط النظام الايراني لخلق انتماء كاروني وهوية كارونية جديدة لجميع سكان المنطقة و هذا ما كشف عنه الكاتب الاحوازي مهدی هاشمی والمنشور باللغة الفارسية على قسم اللغة الفارسية من هذه المدونة ،كما  ذكر الكاتب الاحوازي قاسم منصور آل كثير والذي يكتب في صحف الداخل وحسب المساحة الاعلامية المسموح بها هناك  أهمية ودور المصادر المائية في تكوين هوية السكان وهي نقطة جوهرية ومهمة قد تكون السبب في دخول السلطات الايرانية على خط الكارثة البيئية ولجوئها لاثارة المخاوف مابين جميع سكان مدينة الاحواز من عرب و مستوطنين باعتبار نهر كارون هو قاسمهم المشترك و بالتالي هما سكان إقليم وشط واحد كما يقال لذا عليهم بالتحرك معا والتخندق في خندق واحد ضد كارثة بيئية محدقة بهم جميعا،ناسين التجاوزات والاعتدائات و المظالم التي تعرض لها العرب جراء توطين اللور والبختياريين في اراضيهم وغلب التركيبة السكانية لصالح غير العرب في السنوات الماضية.

عندما ذكرت على أن الأجانب وخاصة الفرس منهم درسوا نفسية العرب و لهذا تمكنوا من تأمين مصالحهم على حساب العنصر العربي أنزعج  من يحاول أن يقنعنا بأن حسن روحاني وعلى عكس سلفه احمدي نجاد الذي كان يعتبر ثورا جامحا فروحاني ليس ثورا هادئا فحسب وإنما ثورا حلوبا خلوق وسوف يملئ لهم نهر كارون بالحليب الدسم بعد ما جفت ميائه العذبة.

باعتقادي أن دخول السلطات الايرانية خاصة الأمنية منها والمستوطنين على خط الاحتجاج البيئي الاحوازي لم يكن من أجل انقاذ كارون النهر الذي قتلوه بسياساتهم العنصرية وأصبح ملوّث ومصدر للامراض والاوبئة في المنطقة بعد ما فقد منسوب المياه وحرفت روافده من أعالي الجبال لصالح المناطق الفارسية بل لتحقيق أهداف سياسية على حساب العرب وفرض الواقع العنصري وخلق هوية كارونية جديدة  تنتمي وتجتمع فيها أقوام واعراق عدة  تعيش في هذا الاقليم. ونزول محافظ الإقليم مقتدائي ومجئ رئيسة دائرة البيئة الإيرانية معصومة ابتكار وزيارتها المفاجئة لضفاف النهر المسجى الذي يلتقط أنفاسه الأخيرة  وأخذ الصور التذكارية ليس الا للظهور بمظهر البرائة والتباكي لتمرير المزيد من الخداع، فأفضل طريقة لمعالجة المريض هي نقله إلى الجهات المختصة بمعالجته لا الوقوف بجانبه وأخذ الصور التذكارية وبالتالي مفتاح الحل يكمن في أروقة البرلمان والحكومة الإيرانية وإنقاذ كارون من الموت الحتمي و تجنيب المنطقة من تداعيات الكارثة البيئية الناتجة عن التجفيف العنصري لا يحتاج لزيارة المسؤولين الإيرانيين لضفاف كارون بل يحتاج لأخذ القرار الشجاع في الاستجابة للقانون والمعاهدات الدولية بشأن توزيع حصص المياه ناهيك عن الالتزام القانوني لحكومة حسن روحاني الذي زار المنطقة واستمع لمظالم العرب الذين يعتبرهم  روحاني مواطنين إيرانيين.

 واخيرا أن الدفاع عن نهر كارون وباقي الأنهر والمستنقعات التي تعرضت للجفاف المتعمد من قبل السلطات الايرانية والوقوف بوجه هذه السياسات العنصرية خاصة تلك التي استهدفت البيئة الاحوازية و فضحها للعالم يعتبر عمل انساني وواجب وطني مكلف به كل فرد احوازي  ومن واجبنا جميعا أن نقدر ونثمن جهود الذين خاطروا بارواحهم ووقفوا الوقفة الشجاعة للدفاع عن نهر كارون وعلينا أن نكشف زيف المواقف الرسمية الإيرانية والمستوطنين معهم وتعاطفهم وتضامنهم المخادع مع المحتجين العرب لأنهم طبقوا المثل الذي يقول:“اقتل القتيل وامشي بجنازته”.

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: