تسعة أمراض أحوازیة خطره / بقلم:رامز الجبیلاوی

675645434مدونة رامز– لا أدری کیف أتطرق إلی موضوعٍ اجتماعی وأنا لست متخصصاً فی علم الإجتماع وکما أننی لست خریجاً آکادیمیاً فی هذا المجال(وسط مطالبات بعض الاخوه التی تدعو الی الإختصاص!) ولکن اعتقد بأن لی الحق فی أن ادلی برأیی حول بعض الأمراض الإجتماعیه(النفسیه)التی ألمسها کل یوم عند ابناء مجتمعنا.طبعاً لااستطیع تسمیة هذه الأمراض وطرحها بمصطلحاتها العلمیة!لکنی أحاول شرحها،فهی امراض وربما کَشَفَها قبلی انا علماء الإجتماع وإختصاصیی علم النفس وعبر هذه السطور أحاول الإشاره الی بعض الشخصیات لعلنا نتعرف أکثر التعامل معهم و إحتوائهم.

1-المرض الأول:

الشرح: یلجؤ الشخص الی خطابات خاصة لکسب الإحترام،حیث لایؤمن اصلاً بهذه الخطابات والشعارات.ویصبح هو الخطر والمفسده لتلک الخطابات والشعارات بسبب عدم إیمانه الخالص بها.فیجتمع حوله عدة اشخاص متعطشون لهذه الشعارات ویؤمنون بهذا الشخص ویصبح قدوتهم و رمزهم ولکن بعد فتره تنکشف حقیقة شخصیته وتنهار معنویات من اجتمع حوله و کما اسلفت سابقاً یتسبب بزعزعزة الثقة بذلک الخطاب وفقدان مصداقیته وبالتالی تراجعه ومن ثم فساده وإنحرافه.

 2-المرض الثانی:

الشرح:یلجؤ الشخص الی طرح بعض الأفکار و الشعارات بسبب أزمات نفسیه یعانی منها،یرید بهذا اللجوء،التخلص من هذه الازمات النفسیه التی تشغل باله وفکره یومیاً.مثلاً:یزعم إن زوجته لا تحبه!أو حبها باهت! او لاتفهم عن امورهه شیءً أو…فإما یحاول الهروب من هذه الافکار المؤذیه بهذه الطریقة أی اللجوء الی طبقه اجتماعیه یتعلق بها وإما یحاول إظهار ذاته بأنه ذو شخصیة متمیزة ومحترمة فی المجتمع حتی یرغم زوجته بهذه الطریقة علی إحترامه وتقدیره!!فللفرار من هذه المعرکة النفسیه ینخرط فی مجموعات تسمی”مثقفه” فی مجتمعنا،هذه المجموعات لها شعاراتها للإصلاح والإنطلاق نحو التقدم والرقی وتجاوز بعض التقالید السلبیة ومنها علی سبیل المثال النهوض بواقع المرأة وتحریرها من القیود الإجتماعیه التی تکبلها وتعیق تطورها فکریاً وبالتالی مساهمتها مساهمة فعالة فی تنمیة المجتمع وتطویره!(وعند البعض :إطلاق سراحها!!وحریتها!)طبعاً ذکرنا هنا مثالاً یقرّب المعنی للقارء حیث أزمات نفسیه کثیره تحیط بأبنائنا بشکل واضح.

 3-المرض الثالث:

الشرح:یلجیء الشخص الی نسبه ویظل یبحث عن اجداده ونسبهم وموطنهم وخط سیر هجرتهم!والقاطبه تعتقد ان اجدادهم هاجروا او هُجِّروا من دیارهم وسکنوا المنطقة التی یسکنون فیها حالیاً !!هؤلاء ینخرطون فی نقاشات قبلیة بعض الاحیان و یبتلون بالازدواجیات ویریدون اعادة مجد أبائهم بالاتکاء علی تاریخٍ لم یتاکدوا من صحته!ویتیهون فی التیه…ویظل یبحث ویبحث ویبحث الی لاشیء….الی اللانهایة….وأعتقد ان هذا المرض خطیر جداً لشعبٍ یرید النهوض بکل طاقاته الحضاریة العصریة.

 4-المرض الرابع:

الشرح:وهو مرض معقّد جداً ومن یصاب بهذا المرض فإن علاجه صعب!هذا المرض هو اندماج غریزة الشخص الطبیعیة القومیة(نصف الشخصیة)مع ما یکسبه من الأجواء التی یعیش فیها وتحیط به(النصف الآخر للشخصیه).مثلاً إن کان هذا الشخص عربی و وفقاً لغریزته یشتاق الی العروبة والعرب ولغته وتقالیده(النصف الاول للشخصیة) “ومن جانبٍ آخرٍالتعلیم والاعلام و…..”یقوم بنشروتعلیم وبث اخبار و وثائق ضد تاریخ العرب و تصبح هذه الاخبار وهذا التعلیم الفکره السائدة والشخص یصدقها ویؤمن بها،هذه الاجواء تشکل قسماً ثانیاً من شخصیة هذا الشخص التی أسمیه “النصف الآخر للشخصیة”!وهذان النصفان المتعاکسان یتصارعان دائماً حتی ینتصر احدهما علی الاخر وربما لن ینتصر أیٍ منهما ویبقی الصراع قائماً بینهما!نتیجة هذا الصراع وهذه الإزدواجیة هی شخصیة تمیل الی مجد أسلافها حسب الغریزة و الطبیعة تارةً و تارةً اخری تستنکف من تاریخه أثرالإعلام الذی یشن هجوماً عنیفاً یومیاً علیه وعلی تاریخ اجداده وحضارته ولاتسطیع هذه الشخصیة المزدوجه الوقوف أمام هذا الهجوم وتُرغم فی النهایة علی الخضوع!فی أغلب الاحیان سیما إذا کانت شخصیته مهزوزه،فاقدة الثقة بنفسها،غیرواعیه بحقیقتها وغیرمؤمنه بذاتها.

5-المرض الخامس:

الشرح:استطیع ان أسمی هذا المرض “تَوَهُم”.یُصاب به من یحمل فکرا یختلف مع فکر السلطه والحکومة قلیلاً او کثیراً.فمن ابتلی بهذا المرض،یعتقد انه دائماً مُطارد من قبل الحکومة والسلطه الی أن یقطع علاقته بأهله و زملائه وأصدقائه خشیةً من إلصاق تهمه تدل علی معارضته وفی النهایة معاقبته علی ید الحکومة.اکثر المصابون بهذا المرض فی مجتمعنا لایعلمون ان الامور التی یطالبون بها فی اعماقهم مصرَّحة فی الدستور ونص القانون ولایُعاقب أحد علی اساس المطالبة بهذه الحقوق.ولااعلم من أین سیطرت هذه الحاله والفکره علی کل کیانهم.ربما البعض یتخذ هذا المرض(!!!!!!)ذریعه حتی لایقف مع من یطالب بحقوق الشعب الدستوریه.

6-المرض السادس:

الشرح:فی هذا المرض نری المریض یقوم بإقصاء الآخرین الذین یقومون بأعمال الأدبیه والسیاسیة و……بذریعة إنهم لایعلمون عن الأدب شیئً مثلاً!یصاب بهذا المرض الطبقة المتعلّمه ونری ان من ابتلی بهذا المرض یری نفسه فی قمة فرعه وتخصصه ویتبجح بمن یشتهیه ویقدره ویضرب الذی لایحبه حتی یقصیه عن الساحه تماماً!ینصح الاخرین ان یبقوا فی الساحة ام یخرجوا منها!……

7-المرض السابع:

الشرح:المبتلی بهذا المرض یقوم بتقدیس وتضخیم وتفخیم بعض الأشخاص،حیث لم نشاهد من هؤلاء الاشخاص عملاً رائعاً یلیق بألقابهم.یُقال إن هذا لیس مرض ومن یقوم بهذا التقدیس والتفخیم یرید خلق شخصیات تنطلق بالأعمال(مثلاً الادبیه).طبعاً انا شخصیاً أوافق تکریم وتفخیم الذین بأعمالهم وقفوا الی جانب قضایا شعبهم.لکن اقصد من المرض،تفخیم بعض الاشخاص علی حسب نسبهم وشهادتهم الجامعیه و… علی رغم من أنهم لایملکون شیً و حیث لیس لدیهم شی لخدمة اهلهم وشعبهم بصوره خاصه والبشر بصوره عامه و أوافق ذلک التفخیم الذی یولدِ من خلاله الشخص الظاهره ویفتح الطریق الی صنع جیل یطلب العلی والعزة والاحترام.

8-المرض الثامن:

الشرح:المصابون بهذا المرض هم اناس نرجسیین.یریدون کل المجتمع أن یحترمهم ویکرمهم ویقدرهم ،غیر دون أن یکون لهم ایَّ انتاج او عمل لامفید ولامضر.یجلسون فی بیوتهم ویستمعون لقنواة الجزیره والعربیه وبی بی سی ثم یخرجون من غرفهم بلاتفکیر وینقلون اخبار القنوات الی الناس کالببغاء!!من یصاب بهذا المرض یتصور ان مایحصله من هذه القنوات هو علم ومعرفه وحین نقله هذه الاخبار یحس بالطمأنینه ویتصور انه أعلا واکبر واکثر شأناً من ابناء مجتمعه!لأنه یتابع الاحداث من العربیه والجزیره!هذه الفئه تحسد ابناء المجتمع اصحاب النشاط الثقافی والأدبی ویتهمونهم بأشد الاتهامات ویسخرون من اعمالهم!هم لیس لدیهم شی ابداً لیقدموه او یطرحوه.لانهم یعتبرون مخزونهم الإخباری اعلی من کل ما یقدمه الناشطون.النرجسی هو الذی یقطع علاقته بالمجتمع بعد نقاش مع زوجته!مثلاً علی موضوع علاقتها بأهلها وعائلتها.بمعنی حین یمنعها من الذهاب یومیاً الی بیت ابیها وهی تذهب أو تشتاق الی أبیها اکثر وهو لایستطیع بلملمة الامر عنده ومع زوجته یقوم بإنتقادات یضرب بها خیرة ابناء مجتمعه ویکذب بعض الاحیان لینقل الازمه النفسیه من داخل بیته الی خارجه ویرُیِح نفسه بهذه الطریقه.هؤلاء لایستطعیون استقطاب احد لانهم لایمتلکون حسن الخلق والذی تحث علیه العرب وتکرمه ونراهم بعد هذیانِ ببغایی یطول اکثر من عشرة سنوات لیس لدیهم لارفیق ولاشفیق ولاشقیق!

9-المرض التاسع:

الشرح:هو مرض خطر جدا للغایة.لانه خلیط من الامراض التی شرحتها!ومن أصاب بهذا المرض یبحث دائماً عن شیئً فاقده ولایعلم ماهو هذا الشیء..هل هذا الشیء هو الاحترام؟!هل هو المال والمادة؟!هل الزوجة الجمیله!نری المصاب بهذا المرض یبحث عن اصدقاء جدد فی کل الطبقات الاجتماعیه(المتعلمون وغیر المتعلمین والفلاحون و…..).المریض هنا لایعلم ماذا یرید!ینخرط فی کل المجموعات(کشمش کل طبیخ).ولکن لایؤمن بشعارات هذه المجموعات.یحس ان انخراطه فی هذه التکتلات تریحه من ازماته النفسیه وتمنحه الطمأنینه حتی یصبح محترم عندالشارع.یصاحب الریفی حتی یسمع أهل الریف باسمه ویصبح صاحب صیت فی الریف الاحوازی ویصاحب المثقف المتعلم لیتعلم المفردات الفصحی لکی ینقلها إلی ابناء الریف ویتفاخر امامهم بعلمه!!المهم عنده ان تعرفه الناس کلهم وهو یعرفهم لیتفاخر بکثرة علاقاته!لکنهم لیسوا وفیین لمن یصاحبونه!فاذا صاحب حامل شهادة البکلریوس ینسی ویطعن بصدیق امسه الذی یحمل شهادة دبلوم!واذا صاحب شیخ العشیره یحتقر ابن العشیره ولو کان مثقفاً.اتذکر احدهم وقف الی جانب شخص فی مشارکه سیاسیه انتخابیة وحین سألته لماذا وقفت مع الذی کنت تسمیه العدو لک ولمبادئک وترکت اصدقائک ورفاق دربک؟!!!قال:انا عندی حوائج شخصیه،وقفت معه لمصلحتی الشخصیة!!!!فالانتهازیة والنفاق والنرجسیة والإقصاءوالتفخیم والازدواجیة وعدة أزمات نفسیه وبعض الاحیان التوهّم تجتمع فی شخص واحد فی آن واحد!!!

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: