ومضات للشاعر العراقي يحيی السماوي

1 – داء البشر

قلتُ لصاحبي: ما يُقلقني أنّ سُعال جاري يـشـبه نِباحَ الكلاب أحيانا!!

أجابني: لا تقلقْ فالأمر بسيط جداً.. لعله مصاب بـ “داء الكَـلـَب”..

إنصحه بمراجعة عيادة بيطرية..

بعد بضعة أيام:

صرختُ مندهشا ً: أنظر يا صاحبي… أرى كلبا ً يأكل قلب جرو ٍ

صغير ٍ من نفس فصيلته…!!!

أجاب مُنذهلا ً: هذا أمرٌ خطير.. إنه مصاب بـ “داء الـبـشـر..”

فلنأخذه إلى عيادة طـبٍّ بـشـريّ.. !!

* * *

2- نرجسي

هو، لا ينظر إلى وجهه إلآ بمرآة مُحدّبة… فيرى نفسه جوهرة،وأمّا الآخرون فليسوا أكثر من حصىً!

من سنين كثيرة وهو يبحث عن مصباح علاء الدين السحري ليحقق أمنيته… حين عثر عليه فركه بلهـفةٍ فخرج المارد قائلا:

(شبّيكْ لبيكْ.. عبدك بين يديكْ.. أطلبْ ماشئت فأجلبه إليكْ)..

قال للمارد: أريدك أن تجعلني أهمّ شخص في المدينة كلها بحيث لا يستغني عني أي منزل ـ سواء أكان قصر الملك أو كوخ الشحاذ.. يحتاجني الصالح والطالح.. الإمبراطور والصعلوك.. الأميرة والخادمة… صاحب الحانة وسادن المئذنة.. الطفل والعجوز.. العالم والجاهل.. المؤمن والملحد… الفقيه والزنديق .. والفقير والغني…

فكّر المارد طويلا… ثم وجد الحلّ: لقد قام بتحويله إلى مرحاض!!

* * *

3- مخصصات بدل إهانة!!

التلميذ: لماذا رواتب أعضاء برلماننا أكثر من مثلائهم في كل الدنيا مع أنهم أكثر أعضاء برلمانات العالم فشلا ً؟

المعلم: لأن “البعض” منهم يتقاضى مخصصات الإقامة في الخارج بينما مثلاؤهم في كل الدنيا يقيمون وسط منتخبيهم، إضافة الىما يتقاضونه من مخصصات ” بدل الإهانة “..

التلميذ: نحن سمعنا بوجود مخصصات بدل الخطورة و مخصصات بدل السكن، فما هي مخصصات “بدل الإهانة “؟

المعلم: هي مخصصات يتقاضونها لتحمّلهم سخرية وهزء منتخبيهم ليس لكونهم أعضاءً في أحد أكثر برلمانات العالم فشلاً فحسب، إنما ولأن “بعضهم” لم يخجل من تزوير وثائق تحصيله العلمي فلم ينتحروا أو يستقيلوا غسلا ً لعار جريمة الغش والتزوير فآثروا البقاء في مناصبهم متحملين الهزء والسخرية!!

* * *

4- ضمير قـذر

(الى القتلة الأوغاد الذين استبقوا العيد بهداياهم: سيارات مفخخة احتطبت الأطفال وأراجيحهم)

وضعت ضميره في كيس غسيلٍ مُحكم الإغلاق.. جميع محال التنظيف اعتذرتْ عن تنظيفه..

قالت لي مكارم الأخلاق: كل بحار وأنهار الدنيا لا تكفي لتنظيف ضمير قذر!

حين رميته في برميل القمامة: العـفـونة ُ وضعتْ يدها على أنـفِـهـا..

إحتجّـت الأوساخُ ففرّت هاربة ً.. وآثـرَ برميلُ القِمامةِ الإنـتـحـارَ فانكـفـأ على الرصيف!

* * *

5 – سبب المعضلة

تساءل الحاضر: هل الأمهات العراقيات عاقرات؟ مرت عقود ولم ينجبن قائدا ً أبيض اليد والقلب والضمير كعبد الكريم قاسم!

أجابه الماضي:النساء لسن عاقرات لكن رجالكم مصابون بالعِـنّة!

المصدر : مدونة الفلاحية نقلا عن صحيفة المثقف