لا تختلف حكاية باخرتي عربستان عن حكاية الشعب العربي الاحوازي والمصير الذي كان ينتظره بعد الاحتلال الفارسي وسلب السيادة العربية من قبل الدولة الايرانية عام 1925م. اقترب تاريخ انطلاق هذه الباخرتين و تدشينهما مع قرب غروب شمس
عربستان و دخولها في نفق مظلم حيث أطلقت شريكة بريطانية عام 1923م أسم عربستان 1 وعربستان 2 على باخرتين عملاقتين قامت هذه الشريكة بتصنيعهم في نهاية الربع الأول من القرن الماضي وكانت الشريكة صنعت عدت سفن كبيرة بغرض الملاحة البحرية والتجارة مع المناطق البعيدة واطلقت على هذه السفن اسماء الدول والاقاليم المعروفة في تلك الحقبة من الزمن.
وجود سفينتين باسم عربستان في قائمة السفن المصنعة من قبل هذه الشريكة البريطانية هو خير دليل على موقع وطننا المسلوب والأهمية التجارية والسياسية التي كان يتمتع بها و مكانته لدى البريطانيين آنذاك.
تعرضت باخرة عربستان 1 لسلب الهوية العربية وتغيير اسمها من عربستان الى شاهبور كان ذلك عام 1927م أي بعد سنتين من الاحتلال حيث توجهت هذه الباخرة لميناء معشور الاحوازي و كانت ضمن مجموعة من أوائل السفن التي تدخل الميناء لأول مرة لكنها تعرضت للحجز من قبل السلطات الفارسية ولم يسمحوا لها بمغادرة الميناء الا بعد ما تم تغيير اسمها من عربستان واحد الى “شاهبور” الاسم الفارسي الذي أطلق على ميناء معشور العربي في ما بعد.
واما باخرة عربستان 2 التي غرقت أثر قصف جوي للجيش الالماني وهي في طريقها من عبادان الى بريطانيا اثناء الحرب العالمية الثانية نزلت بطاقمها وحمولتها الى قاع البحار وكان ذلك عام 1943م.
غيبت باخرة عربستان 2 عن الانظار تماما كما غيبت عربستان الامارة العربية و بقيت باخرة عربستان 1 واستمرت في الوجود لكن بهوية اخرى وباسم فارسي غير اسمها العربي.
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.