
و قد مُد الی هذه « الکورة » ترعة بطول ثمانية آلاف متراً و عرض عشرين متراً و عمق ثمانية أمتار و وصل أحد طرفيها بشطّ العراق الکبير و الطرف الثاني بنهر قارون و بهذا توفر لها الماء للإستسقاء و للمسير اليها بالبلايم أيضاً .
و لهذه الکورة موقع صحي بديع يشرح الصدور و ينعش النفوس بطلاقة هوائه و حسن مناظره و لذلک بات المأمول في وقت قصير ان تتسع بناياتها اتساعاً عظيماً و تصبح مصيفاً جميلاً لأهالي المحمرة يرتادونها للأنس و السرور .
و لقد اتيح لي في سنة 1327 و قد کنت في خدمة عظمة مولاي وليّ النعم السردار أقدس المعظّم في المحمرة زيارة هذه المدينة و قد کانت علی بدء عمرانها فشاقني موقعها الجميل و نسيمها العليل و هواؤها البليل و ما حواليها من الأشجار الباسقة و الزهور المتناسقة فقلت أؤرخها :
قد بنی خزعل بشری بلدة حسنا بهيه
فغدت جنة عدن بمغانيها السنيه
بين أغراس و بأثما ر و أزهار شهيه
فوقها الأطيار تشدي بأناشيد شجيه
بشروا من قد أواها بمثاويه الهنيه
قيل أين الصفو أرّخ قلت ما « بالخزعليّه »
مخزون مجلة العمرآن المصرية – المجلد الأول – الجزء 27 – عبدالمسيح أنطاکي
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.