عندما يصبح علاج المدنيين… نساء وأطفال تهمة…عقوبتها الموت

888777766مركز دراسات عربستان- حامد الكناني– نحن المسلمون شغلنا العالم بقضايانا،قضايا صنعناها بأيدينا،قضايا ناتجة عن جشعنا وسوء إدارة أمورنا.أصبحت أوطاننا عبارة عن قضايا مستعصية وملفات على طاولة الأجانب في أروقة الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية. تتساقط الضحايا بيننا من جزيرة مندناوا الفليبينية الى سوريا مرورا بمسلمي البورما ومسلمي الايغور والصومال والشيشان وغزة والمنامة والاحواز واليمن وكابول وبغداد لا يمر يوما الا ونسمع فيه عن سقوط ضحايا.

نحن الأول من حيث عدد الضحايا و نحن الأول في قوائم الارهاب ونحن الأول في اعداد اللاجئين وتصديرهم و نحن الأول في صدارة أخبار العالم كما نحتل المركز الأول في تلوث البيئة ونحن الأسرع في هدم المنازل وتدمير المدن،أما الأمم الأخرى والتي تحتل المراكز الأخيرة من هذه القوائم تجدها منشغلة بالعمل و التطور والاعمار وبالعيش الكريم والرخاء الاقتصادي.

 نحن من يخاف الله أكثر من كل الأمم ونحن من يعبد الله ويسبح بحمده طوال الوقت لكن فينا من تسلل للسلطة او ورثها وأساء استخدامها واستبد فيها وبرر لنفسه وباسم الاسلام إبادة أبناء دينه وشعبه وفينا من اختار العنف سبيلا للخلاص والقضاء على من أساء استخدام السلطة وطلب منازلة الطاغية باسم الاسلام والمسلمين لكن هناك من لا حول لهم ولاقوة هولاء هم الغالبية من المسلمين الذين لا يرون الحل في اراقة الدماء والدمار،فالحل لا يكمن لا في بقاء الاستبداد ولا في خيار العنف.

تدفع هذه الغالبية الصامتة ثمن نزوات المستبد وتزمت الجهادي،تدفع الثمن بالأرواح والمال والممتلكات، هذه الغالبية تريد أن تتعلم وتعمل وتبني وتعيش مثلها مثل باقي الأمم لكنها تجد من واجبها مد يد العون لبعضها البعض، فينهض الطبيب ليضع علمه في خدمة ضحايا حروب المسلمين و يقف الصحفي لتغطية ما يجري في بلاد المسلمين،فيكون الثمن حياة طبيب تعب على نفسه أو كاتب أو صحفي منحه الله موهبة لا تجد مثلها عند الحاكم ولا عند الجهادي.

__453169_largeتناقلت الصحف البريطانية هذا الأسبوع عدة أخبار ومنها خبرين مهمين الأول خبرمقتل الطبيب البريطاني الدكتور عباس خان الذي ذهب الى سوريا قبل أكثر من عام ليضع علمه وخبرته الطبية في خدمة ضحايا الصراع الدائر هناك فاعتقلته قوات الحاكم المستبد بتهمة علاج مدنيين كانوا على وشك الموت (نساء وأطفال) ثم بدأت بتعذيبه بعد احتجازه لمدة سنة حتى قضى نحبه تحت التعذيب والخبر الثاني هو قرار الحكومة البريطانية بسحب الجنسية البريطانية عن عشرين شخصا كانوا قد ذهبوا للمشاركة في القتال الدائر في سوريا وقبل عودتهم وقبل أن تضع اقدامهم الاراضي البريطانية أصدرت الحكومة قرارها الهادف لاسقاط حقوق المواطنة والجنسية عنهم حتى لا يستغلوا القانون البريطاني وتتكرر قضية “أبو عمر” أو “أبو قتادة ” وهو إسلامي أردني من أصل فلسطيني متهم بالإرهاب من قبل عدة بلدان حول العالم حيث تسبب بالكثير من المشاكل للحكومة البريطانية قبل ترحيله خارج بريطانيا.

وكما يقول العرب تقع الطيور على أشكالها، ذهب هؤلاء القوم لينخرطوا في القتال ولينضموا لطرف من أطراف الصراع في سوريا لكنهم واجهوا قرار حكومي بريطاني منعهم من العودة وحرمهم من حقوق المواطنة وذهب الدكتور عباس خان لمعالجة الضحايا كما ذهب قبله وبعده أطباء وصحفيين لتغطية الأحداث جميعهم حظوا باحترام وتقديرالناس وكرمتهم الدول التي حملوا جنسياتها.

ALeqM5jhGFc2aj0JSMvWKO-EmurqbbwNpwاليوم جرت مراسم تشييع للدكتور عباس خان في مسجد المركز الثقافي الإسلامي (رجينت بارك) بوسط لندن وعند مشاهدتي لوالدة الدكتور عباس خان ولوعتها تذكرت أمهات الشهداء الاحوازيين ومنهم العلوية والدة الشاب السيد هود نجل السيد قاسم النزاري الذي قتل هذا الأسبوع  بدم بارد من قبل السلطات الأمنية في الاحواز.

 كانت والدة الدكتور عباس خان تنتظر عودة أبنها لأنها استلمت  رسالة من أبنها يخبرها بقرب إطلاق سراحه وأمله في العودة إلى بلاده قبل أعياد الميلاد لكنها استقبلت جنازته في أعياد رأس السنة الميلادية فهل كانت والدة السيد هود النزاري تنتظر حفل زفاف أبنها أبن العشرين سنة ايضا،تذكرت أمهات شباب الفلاحية الأربعة ولوعتهن،الشباب الذين تم أعدامهم الشهر الماضي بسرية تامة دون اعلام أهلهم بتنفيذ الاعدام بحقهم ولم تسلم السلطات الإيرانية جثامينهم حتى الان.

كل ما تمنيته لهذه الأمهات هو الصبر والسلوان، فلا لوعة أعظم من لوعة أم تلوع على فراق فلذة كبدها،أم حملت وولدت وكبّرت أبنها ثم تجد نفسها أمام جثة هامدة ممزقة مزقتها أيادي إجرامية تسللت للسلطة باسم الدين وبررت لنفسها قتل الأبرياء وتصفيتهم.

فهل حقا نحن أحفاد من خاطبهم القرآن وقال:كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون….؟.

رأيان حول “عندما يصبح علاج المدنيين… نساء وأطفال تهمة…عقوبتها الموت

اضافة لك

  1. مقال قل نظيره بحق يا ابانزار انت الذي يمكنا ان نسميك من خير امه و الله ما نراه هذه الايام من ارهاب لدول تعتبر نفسها ديمقراطية و بالواقع هي التي شجعت و وقفت مع الارهابين و مع الاجرامي بشار بعد مجزرة الكيمياوي و ما يتعرض له العراق بواسطة امريكل و حليفها ايران هو الشي الذي تكلمت به هذا اليوم والل و الف والله يتمنى الفرد ان يموت و لا يرى هذه الجرام التي يقومون بها الامريكان و ليس غيرهم في العالم العربي على التحديد

    Liked by 1 person

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: