قصور الشيخ خزعل…مرسومة في قلوب ابناء الاحواز

14962مركز دراسات عربستان-حامد الكناني- منذ العقود الأولى لدخول القوات العسكرية بقيادة رضا خان الى عربستان وسلب السيادة الوطنية واسقاط الحكم العربي هناك والاحوازيون يشكون سياسات الأهمال وعمليات التدمير المتعمد من قبل السلطات الإيرانية الغازية لعدة مواقع ومعالم أثرية ومنها قصور تعود للأمير الشيخ خزعل بن جابر آخر أمير عربي حكم الأحواز.

  لم انسى ملامح الاحوازيين وهمساتهم عندما كنا على متن العبارة الايرانية والفجر 8 نهاية عام 2000م والتي كانت تقلنا من مدينة المحمرة الى الكويت فعندما مرت العبارة من أمام بقايا قصر الفيلية كثر الهمس مابين الركاب وتوجهت الانظار باتجاه هذا القصر الذي  أصبح يرمز للسيادة  الوطنية والسلطة القومية وللاستقلال لدى الاحوازيين أكثر من كونه معلم من معالم التراث.

وبعد عقدا من الزمن وبالرغم من أن المبنى كان مسجل في دائرة التراث الايرانية استهدفت جرافات الحرس الثوري في شهر نوفمبر من عام 2010 هذا القصر وشهدت مدينة المحمرة تدمير قصر الفيلية وهو قصر يعود للشيخ خزعل بن جابر تم تشيده عام 1917م.

هناك فرق شاسع ما بين سياسات قوى احتلال وسياسات قوى تحرير وتغيير. فعندما تسقط الأنظمة تتغيّر وجوه رجال الحكم وسكان القصور والممتلكات الحكومية لكن عندما تسقط السيادة الوطنية من شعب ما يباشر المحتل بنهب ثروات الوطن والشعب المغلوب وتبدء عملية محو معالم أصحاب السيادة الحقيقيين بغية تسهيل عملية مصادرة ماضي وحاضر و مستقبل هذا الشعب وما شاهدناه طيلة العقود التسعة الماضية في الاحواز من سياسات قمع وتنكيل ونهب وسلب وتزوير وتغيير ديموغرافي لا يمكن وصفها بسلوك وسياسات قوى تغيير بل كانت ولا تزال سياسات قوى احتلال وبامتياز.

لم يكن مصير قصور الشيخ خزعل بن جابر في البصرة والكويت أفضل من حال القصور التي تعرضت لعمليات هدم وتخريب على يد السلطات الإيرانية في الاحواز،حيث تعرضت هذه القصور للأهمال من قبل اشقائنا في الكويت والعراق ،أما مقبرة الشيخ خزعل وعائلته في مقبرة النجف العراقية لم تنجوا من حقد حكام طهران والعصابات المرتبطة بهم وتعرضت هي الاخرى للتخريب المتعمد.

وفي الأيام الماضية حدث الشئ نفسه لقصر الشيخ خزعل في الكويت الشقيقة مع الأسف،أقول مع الأسف لأن الكويت هي دولة عربية شقيقة و تربطنا بهم أواصر الأخوة و الدم و اللغة و الدين و العادات والعلاقات التاريخية .

كتب الكثير من الكتاب الكويتيين حول الانهيار الذي أصاب ديوان الشيخ خزعل في الكويت أخيرا ومنهم نائب رئيس تحرير صحيفة «الوطن» الكويتية الاستاذ وليد الجاسم  والاستاذة عزيزة المفرج وقبل أن أنقل لكم بعض الفقرات من هذه الكتابات أود أن اشكر جميع الكويتين الذين شاركوا الاحوازيين في معاناتهم وتطرقت اقلامهم للقضية الاحوازية ولو بكلمة واحدة ومنهم الاستاذة القديرة عزيزة المفرج والاستاذ وليد الجاسم.

انهيار…خزعل/ ولید الجاسم،جاء فيه:

« إن الشعور الذي يعتريني منذ الثمانينات وأن اشاهد الاهمال يأكل هذا المبنى الجميل أكلا تصاعديا هو أن هناك نوعاً من العداء تجاه بعض المباني التراثية ورغبة دفينة غير معلنة بتدميرها.

هذا المبنى التراثي الجميل بُني حسب ما قرأته في الموسوعة الحرة سنة 1916 عندما بناه الشيخ خزعل الكعبي أمير المُحمَّرة على قطعة الأرض التي أهداه إياها الشيخ مبارك الصباح. هذا المبنى والمبنى التراثي الجميل الآخر المواجه له صمدا في ظل كل السنوات الماضية من عمر الكويت، شهدت حوائط تلك المباني على حقبة مبارك الكبير مروراً بالسنوات اللاحقة حتى جاءت سنوات النهضة الكويتية الحديثة في الخمسينات والستينات وظل المبنى صامداً صموداً غريباً في وجه كل العوامل الجوية الصعبة، تَحمَّل الشمس والهواء والغبار.. تحمَّل الأمطار الشديدة التي هطلت وهدمت الكثير من المباني في بعض السنوات.. صمد أمام الستينات والسبعينات والثمانينات.. صمد أمام الغزو العراقي.. ثم صمد في وجه إهمال الدولة له بعد الغزو وحتى سنة 2008 عندما تملكه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومنذ سنة 2008 وحتى الآن والجماعة يرممون.. وما شفنا ترميماً ولا نتائج؟! ثم جاء الانهيار بعدما بدأ الترميم.. يا سبحان الله!.».

أما الكاتبة الكويتية القديرة الاستاذة عزيزة المفرج والتي سبقت الاستاذ وليد الجاسم ونشرت مقال حول انهيار قصر الشيخ خزعل تحت عنوان: دوت نيت/ خزعل/عزيزة المفرج،جاء فيه:

«مبنى أثري قديم، وداثر، مثل قصر الشيخ خزعل أما كان يستحق ترميما على أيدي خبراء مختصين في ترميم المباني القديمة، بدلا من مقاول وشوية آسيويين ليس لهم أية علاقة بمثل هذا العمل الفني الدقيق، ما أدى الى انهيار جزء من المبنى، ووفاة اثنين منهم تحت الأنقاض! ألا يعلم المسؤولون في المجلس الوطني للثقافة والعلوم والآداب القيمة التاريخية لمثل تلك الأبنية، وأنها تراث لا يجب التفريط فيه بوضعه في أيدي غير مختصة، والآن وبعد ان انهار ذلك الجزء، هل ستستمرون على نفس النهج، وتخاطرون بانهيار باقي المبنى، أم توقفون موضوع التجديد، وتعهدون به الى ناس حريصة، تعرف كيفية التعامل معه.عموما، نتمنى بعد ان ينتهي العمل بذلك المبنى، ألاّ يخرج لنا مشوها، لا يحمل روحا حقيقية فيه، كما حدث مع بوابات السور التي نراها، ونشعر بأنها ليست كما كانت».

رأي واحد حول “قصور الشيخ خزعل…مرسومة في قلوب ابناء الاحواز

اضافة لك

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: