ذكرى مجزرة المحمرة (الأربعاء الاسود) تأبى النسيان / بقلم محمود حسين بشاري الكعبي – أبو هبة

4444444موقع صوت الاحواز-رغم مرور خمسة وثلاثون عاماً على مجزرة الأربعاء الاسود في الأحواز المحتلة وبالذات مدينة المحمرة الباسلة لكنها تأبى النسيان لأن شعبنا العربي الأحوازي أكد فيها على أنه ومنذ الأحتلال سنة 1925 باقٍ على مبدأ تحرير الأرض والإنسان ولم يركع للمحتل ومن حقه ان يستخدم كافة وسائل المقاومة ضد العدو, وأنه متمسك بهويته العربية المستهدفة من قبل المحتل الفارسي العنصري.
لقد استبشر شعبنا خيراً بالتغيير الجذري الذي سوف يحدث في الخارطه الايرانيه حين مجيئ نظام جديد يدعي بأنه مناصر للشعوب المضطهدة والمهمشة خاصة وأنه رفع شعارات رنانة جعلت الشعوب تبني آمالا كبيرة عليه لاسترجاع حقوقها المغتصبة وتحقيق العدالة الأنسانية التي كانت ضائعة في العهدين البهلويين.
وكان للاحوازيين المساهمة الفعالة في سقوط السلطة البهلوية اثناء التغيير, وانه بعد التغيير وبما انه متعطش للحرية قام بتشكيل منظماته السياسية والمراكز الثقافية واصبح المواطن لا يفارق هذه المقرات المدنية التي رأى فيها كل الخير وهي تطالب باسترداد حقوقه الضائعة ولو بالحد الأدنى, وكان يسود الأحوازيين الأمل في ان النظام الجديد حسب ما وعد الجميع أن يحقق مطالبهم ويعطي كل ذي حق حقه, علماً ان ابناء الشعب الاحوازي قاموا بدور مميز في الدعم والاسناد والحفاظ على كافة المؤسسات التابعة للدولة من موانئ وشركات نفط وغاز ومصانع بتروكيمياويات ومصانع أخرى وكذلك الممتلكات الخاصة وشكلوا لجان حراسه لحراسة الممتلكات العامة والخاصة في جميع المدن الألإحوازية ليلاً ونهارا وشملت هذه الحراسات حتى المعسكرات التي تركها عناصر الجيش وعادوا الى مدنهم وقراهم الفارسية, ولم يسجل أو يٌذكر بان زجاجة محل انكسرت او مواطن تعرض الى الابتزاز لمدة ستة أشهر من ثورة الشعوب, وطيلة هذه الشهور الستة كان الحوار مع رجال الدين والسياسيين مستمر لمعرفة مستقبل وبرنامج الثورة وأين حقوق الشعوب غير الفارسيه ومنها شعبنا المناضل العربي الاحوازي.

ahwazi2014لكن بعد مرور فترة وجيزة إكتشفنا بان جميع وعودهم هي وعود كاذبة وكلهم خداع وتضليل خصوصا بعد أن اسقووا وانفردوا بالحكم دون أي اهتمام لبقية الشعوب.

كان من المفروض أن يذهب ازلام الشاه المقبور دون رجعه, ولكن في دولة ما تدعي بانها دولة اسلامية تم الاحتفاظ برجال الساواك وترقيتهم الى مناصب مهمه خصوصا في الأحواز المحتلة وذلك من اجل الإستفادة من خبرتهم وتفننهم في الارهاب ضد الاحوازيين, ومن اولئك الأشرار برزت شخصية أحمد مدني والذي كان ضابطا بالبحرية في مدينة المحمرة تمت ترقيته الى محافظ في الأحواز وهو المحافظ العسكري الوحيد بين جميع المحافظين الذين تم تعيينهم بعد مجيء خميني الى الحكم, وكذلك زركر كان قاضي في عبادان تم اختياره الى اشغال منصب رئيس محاكم الأحواز المحتلة, ابراهيم حجازي كان رائد شرطة مرور في المحمرة اصبح القائد لعموم شرطه المدينة, وعلوي قائمقام المحمرة, وحقاني رئيس بلدية المحمرة, وهناك شخصيات كانت تعمل خلف الكواليس كلها من خبراء السافاك القديم تم الاستفادة منها من خبرتها في التخطيط للقيام بالعمليات الإجرامية ضد العرب, ناهيك عن خلق لوبيات من الموالين لهم من رجال دين ومدنيين, مثلاً:
في مدينة عبادان يمكن الإشارة إلى الشيخ عيسى الطرفي وولده الشيخ علي الطرفي لتأسيس تجمع باسم مركز العشائر الاحوازية (ستاد عشائر خوزستان) وفي مدينة الأحواز رجل الدين الشيخ محمد الكرمي الذين كانوا الد اعداء الشعب العربي الاحوازي, حيث قاموا بتضليل بعض من رجال الدين وشيوخ وأبناء العشائر العربية, وأخذوا يحرضون ضد الشعب الأحوازي ويحركون الحكومة والمستوطنين الفرس ضده خاصة عندما كنوا يطلقون على أبناء هذا الشعب بانهم اعداء الإسلام وأعداء ما يسمى بالامام الخميني والثورة.
mh1إضافة إلى هؤلاء الأشخاص هناك عوائل أحوازية في مدينة المحمرة إصطف أبناؤها مع العدو الفارسي مثل عائلة عبود سعيدي, وعائلة الحاج طعيمه عبود زادة خاصة إبنه الأوسط المجرم صاحب عبود زادة.
واما في مدينة عبادان تأسس تجمع آخر يقوده حسين مزيد آل بومعرف, وكذلك مدينة البريم حسن ناصر الطعيمه الثوامر هذه بعض من تلك النماذج.
واما المهاجرين من الفرس على الاطلاق كانوا كلهم مع الخميني ضد العرب وفي ليلة وضحاها انكروا عشرتهم مع العرب واحترام وضيافة العربلهم.
نظام الخميني بدأ بتنظيم وتسليح المهاجرين بشكل سري واعطاهم كلمة سر وعلامات تميزهم عن العرب وزجهم في اوساط الاحوازيين لمعرفة ما يفكرون به العرب وما يخططون له.
رجال الدين الفرس العنصريين قاموا بدور تحريضي وابتزازي ضد السكان الاصليين وهم العرب, حيث اسسوا مركزا للفرس أسموه المركز الثقافي العسكري(كانون فرهنكي نظامي) يبعد عن مقرات الاحوازيين وبالذات المنظمة السياسية عدة امتار, وبدأوا بالتحرش والابتزاز والاهانه للاحوازيين, وكانت تساندهم الصحافة الفارسيةمثل جريدة كيهان, وجريدة اطلاعات, وجريدة آيندكان وغيرها مستخدمة عبارات جارحه جداً ضد العرب منها مثلا: لا يوجد عندنا عرب بل بيوت من الغجر سنرميهم في شط العرب, وهذا جاء أيضا على لسان امير عباس انتظام الناطق الرسمي باسم حكومة مهدي بازركان, فغضب الشعب العربي الاحوازي وقام بالهجوم على مكاتب هذه المؤسسات الاعلامية وحرقها, وعلى أثر ذلك حضر وفد كبير إلى المحمرة يترأسه رئيس الوزراء بازركان مصطحباً معه انتظام للاعتذار شخصياً وكان اللقاء في مسجد الإمام الصادق الذي يعتبر مسجدا يتجمع فيه العرب والتقى بالمرحوم العلامة الشيخ محمد طاهر الخاقاني في مدرسته للاعتذار من العرب على التصريحات الجارحة تلك.
اثناء وجود الوفد في المحمرة خرجت مسيرات مليونية من قبل العرب في مدينة المحمرة وفي كافة مدن الاحواز نددوا فيها بالسياسة الجديدة التي قالوا عنها بانها سياسة واحدة لا فرق بين الشاه ورجال الدين.
وضعت خطة سرية من قبل الملالي بأوامر من خميني لقمع الشعب العربي الأحوازي مهما كلف الامر.
Khaghanyفي المقابل شكل العرب وفداً من ثلاثين شخصية عربية بتوجيه من قبل المجاهد الكبير الزعيم الروحي للشعب العربي الأحوازي المرحوم آية الله الشيخ محمد طاهر الخاقاني من كل العشائر ومن كل شرائح الشعب وطوائفه وبمختلف آيديولوجياتهم وذهبوا الى قم وطهران للقاء خميني ورجال دين آخرين وكذلك رجال الدولة ولكن الوفد لم يحظى باهتمام الخميني الذي اصدر اوامره لقمع الاحوازيين, وبعد عودة الوفد خطب الراحل الخاقاني بانه لا امل في هذا النظام ولا يوجد عنده وفاء لعهوده لنا قبل استلامه السلطة .
النظام كشر عن انيابه وظهرت عنصريته وبدؤا بتهديد الاحوازيين الذين كانوا متحصنين في مقراتهم, فقد تحرك المركز الثقافي العسكري التابع للفرس في مدينة المحمرة بالإهانة مجدداً وعند مرور الاحوازيين يتم تفتيشهم وكان هذا المركز بؤرة لتواجد العنصريين المجرمين من المستوطنين الفرس والعملاء المحسوبين على الأحوازيين العرب مما اثار حفيظة العرب، وقاموا بالهجوم عليه وأسَروا أعدادا كبيره جداً من عناصره وكان على رأسهم محمدجهان آرا وعبد الصاحب عبود زادة وجلبوهم الى مقر المنظمة السياسية وتم سجنهم لمدة قصيرة في إحدى الغرف الجامع، وبعد تدخل الفقيد الخاقاني أطلقوا سراحهم واوصىوا الشباب بضبط النفس وعدم اعطاء ذريعة للنظام.
ارسل الخميني مندوبه حسين ديباجي برفقة الشيخ عيسى الخاقاني وبعد اللقاء مع الشباب المعتصمين والمصممين بعدم اخلاء مقراتهم مهما كلفهم الأمر طلبنا من المندوب اعطائنا فرصه لتسوية الموضوع بدون اراقة دماء الابرياء, قال سأذهب الى الامام وانقل وجهة نظركم, في حينها كنا نراقب عن كثب ما يدور من حولنا من تحركات ورصدنا وجود عناصر بأعداد كبيرة لم يكونوا معروفين لدينا من قبل, و فيما بعد اتضح ان كل شيء جاهز ومعد لبدء ساعة الصفر المحددة من قبل القياديين في المنطقة ويرأس هذه العمليات السفاح احمد مدني, حيث تم توزيع الحرس والبسيج على كافة مداخل مدينة المحمرة, وبدؤوا بتفتيش واستجواب الخارج والداخل الى مدينة المحمرة ومعرفة اسباب مجيئه أو خروجه منها, وتم عزلها عن المدن الأخرى تماما.
بعد كل هذه الإجراءات ثبت لنا ان الهجوم على العرب قريبا جداً فقمنا بتكثيف اتصالاتنا مع كافة الاطراف من رجال دين وسياسيين محليين في قم وطهران عن طريق الهواتف لعلنا نتمكن من عمل شيئا ما لوقف هذه الهجمة الشرسة ضد شعبنا الاعزل.
الاشخاص الذين تمكنا الاتصال بهم من رجال دين وسياسيين منهم علي خامنئي وجنتي ونوري وهو رجل دين فارسي مقيم في المحمرة والسيد محمود طالقاني وشريعة مداري ورفسنجاني, واما السياسيين مهدي بازركان وقطب زاده وابراهيم يزدى وشخصيات اخرى في المحمرة وعبادان, وابلغناهم على أن ما ينويه احمد مدني ضد العرب في المحمرة سيكون كارثة لها بداية وليس لها نهاية.
البعض كان يتعاطف معنا والأخرين من العنصريين بشكل مباشر اعلنوا رأيهم بصراحة حيث قالوا لنا: لابد من ان نتخلص من الشوفوينية العربية.
قام السفاح احمد مدني في ليلة الهجوم بدعوة شيوخ عشائر الاحواز في منطقة البوزة(المحمرة) للتفاهم معهم حضر البعض ولم يحضر الأخرون وكانت خطه مبرمجة لاعتقال الشيوخ لكي لا يقدموا الدعم والاسناد لا بنائهم في المقرات, الحاضرون ادركوا هذه المكيدة وانسحبوا من الاجتماع قبل بدء ساعة الصفر بساعات قليله وهذه الحيلة والمؤامرة الفارسية ليست غريبه علينا, لأن احتلال الاحواز واعتقال الشيخ خزعل كان بنفس الخطة وبمثل هذه الخدع والحيَل الفارسية التي رسموها اليه.
كانت دعايتهم ضد العرب على انهم كفار وجاؤوا من الدول المجاورة مثل العراق ودول الخليج العربي الذي يطلقون عليه (الفارسي) للحرب ضد الجمهورية الإسلامية, وأفتى الخميني بأن محاربة هؤلاء هو بأ مر من صاحب العصر والزمان.
بدأت ساعة الصفر فجر الاربعاء 29/5/ 1979 واصبحت المحمرة العربية ساحة حرب لم يسلم البشر والشجر وحتى الحيوانات منها, وهذه المجزرة المؤلمة (الاربعاء الاسود) لها بداية وليس لها نهاية الا بتحرير كامل تراب الاحواز واصبحت وصمة عار فارسية في جبين الإنسانية.
79787687656453456اصبحت الإعدامات بالجملة, وقاموا بفتح بطون الحوامل وقتل الأمهات أمام أطفالهن ورمي الجرحى الاحوازيين بعد سحب دمائهم في الشوارع, كما قام الحرس بالتعذيب النفسي والجسدي للأسرى العرب, واصبح أزلام الخميني كالكلاب المسعورة وهم يعدمون الشباب العربي حتى في صبيحة عيد الفطر المبارك دون محاكمه فقط بحجة محارب لله ولرسوله ومفسد في الارض, وحين اعترض الاهل على هذه الجرائم البشعة والا انسانية ولا اخلاقية كان الجواب جاهزاً اذا كانوا مجرمين نالوا جزاءهم, وإذا لم يكونوا مجرمين فنحن عجلنا بدخولهم إلى الجنة, ناهيك عن حلق رؤوس النساء وزجهن في السجون.
حينها قطع الطريق الرئيسي بين مدينة المحمرة وعبادان, وامتلأت الشوارع بالحرس وكان يُلقى القبض على كل المارَة أو يضربون بالنار كل من يشاهدوه يسير في الشوارع.
لذا تجمعت العشائر العربية في عبادان وقراها المجاورة واتجهوا نحوا المزارع البعيدة عن الشوارع ليتمكنوا من الوصول الى جسر المحمرة الذي يربط جانبي المحمرة والمشيد فوق نهر كارون, وحين وصولهم الى هذه المنطقة اطلق النار عليهم من جميع الاتجاهات بحيث استشهد عدد كبير من الشباب, كما ان الحرس الثوري الفارسي القى بالعديد من الشهداء والمجروحين في نهر كارون.
أهالي القرى المجاورة لمدينة المحمرة جمعوا شتاتهم لدخول المحمرة وفك الحصار عنها ومساعدة الجرحى ودفن الشهداء, لكنهم لم يسلموا هم أيضا من الحرس إذ لقي الكثير منهم مصرعهم بنيران العدوا الفارسي.
ثم اتجه الشباب العربي الى تنظيم انفسهم اكثر, فتشكلت مجاميع فدائية لضرب المقرات وتجمعات الحرس الفارسي, وهذا ادى الى زعزعة الأمن في المنطقة, وترك اغلب المستوطنين الفرس منازلهم, ورجعوا الى قراهم ومساكنهم الفارسية الأصلية التي جاءوا منها, واستمر العمل الفدائي من قبل الشباب الاحوازي الى حين بدأ نظام اخميني بشن الحرب العدائية ضد العراق والعرب وذلك بحجة تصدير ثورته الى العالم.
لا ننسى موقف اهلنا العراقيين ابان الحكم الوطني الذين لبوا نداء الاحوازيين وفتحوا حدودهم وبيوتهم و استقبلوا اولاد عمومتهم وعالجوا الجرحى وامّنوا المكان المناسب للمطاردين من قبل حرس خميني.
اما جرائم الفرس ضد شعبنا العربي الاحوازي فهي مستمرة تحت مرأى ومسمع العرب والمسلمين والعالم اجمع.
علماً ان حرس خميني تدرب في سوريه ولبنان تحت اشراف النظام السوري وبعض الفصائل الفلسطينية واللبنانية مثل (حركة فتح وجبهة احمد جبريل ومنظمة امل وغيرها من المنظمات العربية ) التي ساندت ودعمت الخميني كما اعترف انيس النقاش بانه احد المهندسين لبناء الحرس الثوري, واثناء مجيء خميني كان معه خبراء عرب يحملون باجات منظماتهم الفتحاوية والأملية والجبهاوية وغيرها.
وردا لجميل العرب عليه من دول واحزاب وافراد قام خميني بارتكاب جريمته البشعة ضد الشعب الأحوازي المؤمن بانتمائه العربي والاسلامي والمدافع عن حقوقه المشروعة.
نعم ايها الأخوة العرب هل تتوقعون افضل من هذا الرد لجميلكم؟
هل هناك أفضل رد لجميلكم من سفك د ماء ابناء عمومتكم الأحوازيين؟
أتعرفون لماذا فعل رد خميني جميلكم بهذا الشكل لأنه يعرف بأنكم تركتموهم فريسةً لألد أعداء العروبة و الإنسانية ألا وهم الفرس.
وتركتموهم يواجهون هذا المحتل لأرضكم الأحوازية العربية لوحدهم، لكن شعبنا مؤمن ومصمم بإعادة حقوقه العادلة بأذن الله وهذا ليس عسير على الله سبحانه وتعالى.

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: