.. و نظم حضرة الشاعر المطبوع ، و الاستاذ العلامة الماجد ، فضيلة الشيخ عبدالكريم الجزائري ، من أكابر علماء النجف ، هذه القصيدة الباهرة ، يمتدح بها سمو مولانا السردار المعظّم ، و المعز المفخّم ، و يهنيه بالأمارة السنية :
لملكك أيها الملك الخلود و للدنيا بطلعتك السعود
يطيب بك الثناء فيلذُّ سمعاً و يحلو في مدائحك النشيد
أتت بعد الحيال بك الأماني فقلنا أن حائلها ولود
أتت باغرّ قد خفقت عليه لنصرة دولة الشرف البنود
فتی من أحسن الدنيا انبساطاً ولكن منه تنقبض الأسود
أقام الحدَّ و الأحكام شتی بحدٍّ عنه للثاني قمود
و ميّزهُ بتحديد المواضي فقامت دونه منه حدود
قواضب لايطوف بعين راءٍ رآها عند رقدته الهجود
بری منها المعزُّ حدود برٍ يلين لها المحادد و الحدود
مواضٍ تنكر الأغماد هجراً و تعرفها العوائق و الكبود
فما من عدة الا براها باسياف يفلُّ لها العديد
بانعمه ليالي الوفد بيض و أيام العدی بظباهُ سود
و لا ينفك ينفذ في البرايا و يمضي منه وعد أو وعيد
لسوق الوافدين علی نداه من الاحسان في الجدوی قيود
يجيء بهم له أمل قريب بحيث ورائهم أمد بعيد
فتی لو تطلب الدنيا مزيداً الی علياه أعوزها المزيد
تلجلج مقولي فيه مديحاً فما ادري انقص ام ازيد
و كيف يحيط في علياه شعري تعالی ان يحيط به القصيد
معزّ المكرمات اليك ينمی طريف العزّ و الشرف المديد
صعدت علی ذری الفلك المعلی و دونك رتبةً ذاك الصعود
لقد بلغت بك العليا مناها علاً و بلغت منها ماتريد
فمجد شامخ و علا و فضل و حلم راسخ و نهیً وجود
فانك و الأبا خال و خد و انك و الندی طوق و جيد
تهابُ وقارك الشمُّ الرواسي و تخشاك التهايم و النجود
فلو أعلنت بطشك للأعادي لانكر حبل عاتقه الوريد
و ما خبأت لك المهجات سوءًا و بأسك في سرائرها شهيد
و ماقرنت بك الأقران مجداً و هل قرنت بسيدها العبيد
مجلة العمران المصرية – المجلد الأول الجزء 27 – عبدالمسیح أنطاکي
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.