موقع كارون الثقافي-هذا الفيلم و الذي تشاهدون فيه خطوط لأنابيب النفط وهي ممتدة من ميناء عبدان الى مسجد سليمان منشور في الانترنيت،يدرج لكم هنا مع تعليق قصير لتعم الفائدة.
تستبشر الأمم بالخير و تعبر عن سعادتها عندما تكشف موارد طبيعية جديدة في اراضيها و احيانا تتصارع الشعوب حول هذه الموارد الطبيعية لكن الأمر أختلف و انقلب في الاحواز تماما.
بدأت مأساتنا مع اكتشاف أكبر الموارد الطبيعية و أهمها حتى الان و هو النفط الذي لم يجلب لنا سوا الاحتلال و التطهير العرقي و التغيير الدموغرافي،يرى الاحوازي أعمدة الدخان المنبعثة من المنشأت النفطية و يستنشق غازاتها السامة كل صباح وهو يلعن اليوم الذي تم اكتشاف النفط فيه.
نعم النفط أسعد العرب و العجم وساعد في التطور التقني و العمراني في الخليج وأحدث ثورة صناعية بالغرب و رفع مستوى الدخل و ساهم في التطور العمراني والرخاء الاقتصادي للكثير من الشعوب التي امتلكت هذه المادة أم استثمرت فيها لكن على عكس جميع الأمم كان النفط بمثابة البلاء و اللعنة الالهية التي لاحقت الاحوازي اينما حل واستقر.
تدفق النفط ولأول مرة شمال الاحواز في سهول مسجد سليمان عام 1908 ميلادي ولم تمر بضعة سنين على اكتشاف النفط حتى استأجر الانجليز أراضي واسعة من ميناء عبدان الاحوازية الواقعة شمال الخليج من أمير الاحواز الشيخ خزعل بن جابر،كان الغرض من شراء هذه الاراضي هو انشاء مصفاة لتكرير النفط الذي جعل بريطانيا قوة عظمى أنذاك ،حيث تمكنت السفن و الاساطيل البحرية التابعة لبريطانيا من استخدام مشتقات النفط الاحوازي وقودا لها والذي ميّزها عن غيرها خاصة على البحرية العثمانية التي كانت تستخدم الفحم وقودا لقطعها البحرية اثناء الحرب العالمية الأولى.
بعد ابرام العقود مع أمير الاحواز باشر الانجليز مد الانابيب من ميناء عبدان حتى مسجد سليمان وكانت القيادة الاحوازية فرحة بذلك ولم تعلم أن هذه الانابيب هي أنابيب البلاء الأسود وستكون سبب لخرق سيادتنا و احتلال وطننا وهي بالواقع كانت ولا تزال كالخازوق في جسد سيادتنا الوطنية.
دارت معارك الحرب العالمية الأولى حول هذه الانابيب،حيث تحرك الجيش العثماني من العراق بقيادة الداغستاني باتجاء نهر كارون عند مدينة الاحواز بقصد السيطرة على أنابيب النفط و قطع امداد الجيش البريطاني.
كانت القوات العثمانية مدعومة بقوى شعبية تابعة لقبائل عراقية و احوازية حركتها فتاوي المجتهدين الفرس في النجف و كربلاء،فتخندق الانجليز في مرتفعات المنيور القريبة من مدينة الاحواز و دارت المعركة هناك و التي عرفت بمعركة الجهاد في ما بعد،المعركة التي يعتز بها الفرس ويقدروا من شارك فيها لأنها خدمتهم أكثر من غيرهم.
و في الحرب العالمية الثانية جلبت أنابيب البلاء الأسود الدمار لمنطقتنا مرة ثانية حيث تمرد المحتل رضاخان البهلوي على أسياده الانجليز و أراد أن يقف بجانب هتلر الألماني أنذاك،فجاء الرد البريطاني العنيف بتدمير القوة البحرية الفارسية و احتلال مصفاة عبدان و السيطرة على خط أنابيب النفط بغرض حمايتها من أي عدوان ألماني.
وحتى هذا اليوم النفط هو سبب بلائنا و الانابيب هي البسمار والخازوق الذي يسبب لنا الصداع والالتهاب ويفتح للأجنبي الأبواب.
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.