
أخبار الخلیج- حين يتحدث مسئول عسكري إيراني ويقول تعليقا على الانقلاب الحوثي في اليمن: (حققنا انتصارا عظيما في اليمن وحدودنا امتدت إلى صنعاء)! فإنه بذلك يعلن (السياسة الاحتلالية الإيرانية للدول العربية بدون أي غطاء! تماما مثلما أعلنت إسرائيل قبلها أن حدودها من النيل إلى الفرات)! والغريب أن كلا البلدين يحتلان ويغتصبان دولا عربية، ولديهما مشاريع اغتصاب المزيد؛ فإسرائيل اغتصبت فلسطين 1948 وتحلم بإسرائيل الكبرى، وإيران احتلت الأحواز قبلها 1925 والجزر الإماراتية الثلاث وهيمنت على العديد من الدول العربية! وإسرائيل تدعي أنها «واحة الديمقراطية» في المنطقة وباحثة عن السلام! مثلما تدعي إيران أنها واحة العدالة والأخوة الإسلامية ونصرة المظلومين! وما بين الادعاءات والحقيقة بون شاسع بل مسافات ضوئية كالذئب الذي يدعي أنه حَمَل!
هذا المسئول الإيراني المتعجرف «العميد باقر زادة» أضاف إلى صلف التصريحات الإيرانية السابقة تصريح (الحدود الإيرانية المفتوحة لابتلاع الدول العربية على أيدي الخونة الذين هم عملاؤها وأذرعها في كل بلد عربي، زرعتهم إيران فيها فيما الغفلة العربية مستمرة)!
فماذا يعني أن يقول «باقر زادة» (إن الحدود الإيرانية لم تعد شلمجة، أي المنطقة الحدودية بين الأحواز والعراق، بل تمتد منطقة الحدود إلى العاصمة اليمنية صنعاء)!
يقول ذلك في «الأحواز العربية المحتلة» بحضور كبار القادة والضباط من الصف الأول في الحرس الإيراني، بل لا يكتفي بإعلان مطامع إيران الاستعمارية في الدول العربية وإنما هو يحرض ويشجع القادة العسكريين المستمعين إليه بأنه (علينا رص الصفوف لنكون أقوى من أعدائنا الذين يتدخلون بشئوننا الداخلية لشق الصف الوطني بين أبناء الشعب الإيراني بأطيافهم العرقية كافة)!
فهل هناك خطاب أكثر إستفزازاً وقلبا للحقائق من هذا، بل وتناقضا إلى حد الجنون؟!
هو يعلن المطامع الاستعمارية واستمرارها لمطامع في المزيد من الدول العربية وفي الخطاب ذاته يُوصّف العرب طبعا بالأعداء الذين يتدخلون في الشئون الداخلية الإيرانية! وكأن كل قادة الحرس الثوري الإيراني يجتمعون في مستشفى المجانين، فيما أحد أولئك المجانين يخطب فيهم! فمَن يتدخل في شئون مًن؟! بل مَن يحتل أرض مَن؟!
بل إن موقع «رهياب نيوز» الإيراني الذي نقل تصريحات هذا العسكري الإيراني المتعجرف أضاف على لسانه أن (هذا الانتصار للحوثيين في اليمن هو انتصار تاريخي للثورة الإيرانية! – وأشار مهددا- إلى أن خيارات الدول الخليجية تتقلص أمام «المشروع الإيراني»! فاليوم لا صدام حسين في العراق، ولا «بن لادن» في أفغانستان! وتستطيع إيران أن تصل إلى أماكن لا يتصورها زعماء العرب)!
بهذا التصريح الخطير الذي لم يأت حتما عبثا بعد سقوط اليمن في يد الحوثيين، يحدد إذاً النظام العسكري الثيوقراطي الإيراني التابع للولي الفقيه خامنئي عدة أمور:
أولا: أن كل ما قامت به أمريكا من إسقاط لصدام وحرب على العراق وعلى أفغانستان إنما ثماره سقطت في السلة الإيرانية، وبذلك هو (اعتراف ضمني) لأسباب تلك الحروب! ومثلها «فوضى الربيع الصهيوني» بأنها تعبير عن تحالف وتخادن ضمني بين أمريكا وإيران من جهة وبين الصهيونية الواقفة وراء كل تلك الحروب وإيران بشكل أوسع لأنها في النهاية تتمزق الدول العربية وإيران مسموح لها بالتمدد والهيمنة!
ثانيا: أن الأهداف الإيرانية باتت اليوم واضحة تماما بما أسماه «المشروع الإيراني» أي المشروع الاستعماري الإيراني أو الاحتلال الإيراني لكل ما يمكن أن يسقط بين يديها من جغرافيا الدول العربية!
وهذا يكشف حجم الخديعة الإيرانية أمام كل الشعوب العربية والإسلامية، في كل ما تدعيه (أولا) من نصرة الشعب الفلسطيني ضد الاغتصاب الصهيوني، فإيران بنفسها دولة تحتل اليوم دولا عربية بشكل مباشر أو عبر الهيمنة من خلال عملائها وأذرعها في تلك الدول!
ويكشف (ثانيا) أن المشروع الاحتلالي الإيراني يكشف الكذب الكامل في ادعاءات الوحدة الإسلامية والصحوة الإسلامية والمظلومية، فكيف يكون لمحتل وطامع في سرقة أوطان الآخرين أن يتحدث بعد اليوم عن كل تلك الشعارات الفارغة والكاذبة والمنافقة، فيما هو يتباهى بالاحتلال!
ثالثا: بهذا الخطاب المعبر حقيقة عن توجه نظام خامنئي الاستعماري تحدد إيران بوضوح أن عدوها هو العرب وليس أمريكا وإسرائيل، كما صدّعت العالم بعدائها لهما من قبل! وهنا الخطاب يكشف ذلك بوضوح كبير لأنه مرتبط بكشف الأهداف الاحتلالية ضد الأرض العربية وحدها!
رابعا: هذا الخطاب يكشف أيضا حجم الاعتماد الإيراني على عملائها، في الدول العربية وفي الخليج العربي لتحقيق وتنفيذ مشروعها الاحتلالي في المنطقة، فالحوثيون اليوم وقبلهم أتباعها وعملاؤها في لبنان وسوريا ومثلهم في البحرين والكويت وشرق السعودية ودول أخرى، وهذا يغني تماما عن معرفة دور (الترس الوفاقي) في الماكينة الإيرانية الشغالة في الابتلاع! والعار لكل خونة الأوطان لحساب المشروع الإيراني بدعم أمريكي! وللبحرين في مشروعهم طمع قديم جدا!
خامسا: في زهو ما يعتقده الإيرانيون انتصارا لهم على حساب الدول العربية أطلق النظام الإيراني على لسان «باقر زادة» تهديدا مباشرا لكل زعماء العرب!
فهل من انكشاف أكثر من هذا؟ وهل من إعلان للعداء ضد العرب كل العرب أكثر وضوحا من هذا؟
وغدا نكمل
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.