الوحدة العربية خطوة يؤمن بها الكثير من العرب شعبا وزعماء ويأملوا أن تتحقق، وعلى الرغم من الاختلافات في الرؤى لكننا لسنا فاقدين الأمل وننتظر وبفارغ الصبر ذلك اليوم الذي يعيد للامة هيبتها ومكانتها الحقيقية بين الأمم كما كانت عليه من قبل مصدر نورٍ واشعاع ويعود السلام في كافة أرجاء وطننا العربي الكبير، ونصبح مثل البلدان التي دخلت في حروب طويلة وشبه دائمة فيما بينها وبقيت في اختلافات شاسعة دامت سنين لكننا نراها اليوم موحدة أو على الأقل متحدة ومتكاتفة وتدعم بعضها البعض والأمثال كثيرة.
نحن العرب عانينا ومازلنا نعاني من الإبتعاد فيما بيننا بسبب الفواصل والموانع والحدود، لأن الحدود التي وُضعت بين الأقطار العربية قد شكلت تباعد بين العرب وأحدثت مشاكل وحروب فيما بينهم ، [ على سبيل المثال منها إغلاق الحدود لاسيما بين العراق و سوريا في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وبين الجزائر والمغرب في عام 1994 م وهذا الإغلاق قد سبب تراجعاً وخللاً كبيراً في القطاعات الإقتصادية و الثقافية وحتى الأجتماعية بين أبناء الأمة العربية ]
وأخذت هذه الخلافات تزداد حدّة يوما بعد يوم حتى يومنا هذا وهي التي أعطت الفرصة للأيادي الأجنبية أن تتدخل في شؤوننا وحتى تحتل أراضينا العربية.
إن الوطن العربي الكبير هو إسم على مسمى بالنسبة للعرب، لأنه مبني على حضارة ولغة وثقافة وجغرافية واحدة، والأهم من كل ذلك يوجد في الوطن العربي شعب عربي واحد ذو تاريخ واحد وكانت لأبنائه كلمة واحدة، وكانت العرب منبعاً للحضارات والعلم والعلماء.
إن وطننا العربي هو من أهم المواقع الاستراتيجية في العالم ويفوق عليها جميعا، لأنه يربط الشمال بالجنوب والغرب بالشرق وهذه حالة استثنائية اختص بها هذا الوطن الكبير، وعلينا أن نستثمرهذه الحالة لخدمة الإنسانية جمعاء، لكن في البداية علينا أن نخدم أنفسنا بها وذلك من خلال جعل أمتنا أمة واحدة موحدة غير متشظية أو متقطعة الأوصال حتى نستطيع أن نخدم البشرية من خلالها.
ما يشجعنا أن نخطوا مثل هذه الخطوة كأبناء أمة واحدة أو نصرّ على تحقيق هذا الهدف وأعني به ( وحدة الأمة العربية ) هو ما يحدث في العراق وسوريا واليمن والبحرين وغيرها من الأقطار العربية من مآسي وقتل وتدمير بسبب التدخلات الأجنبية خاصة التدخل الفارسي الصفوي ولنقل احتلاله لها بالقوة كما فعلها من قبل في الأحواز والجزر الإماراتية العربية الثلاث والتي قام الفرس بفرض سيطرتهم عليها محاولين طمس هويتها العربية لولا مقاومة الشعب العربي الأحوازي ومقاومة أبناء الشعب العربي الشرفاء في الأقطار المذكورة أعلاه الذين يرفضون أي تدخل أو احتلال أجنبي لترابهم العربي الطاهر.
لقد تجرأت الدولة الفارسية على احتلال الدولة العربية الأحوازية منذ عام 1925 وعندما لاحظت هذه الدولة المحتلة عدم الإهتمام بها من قبل شقيقاتها الأقطار العربية وكأن ما حصل للشعب العربي الأحوازي من احتلال فارسي لا يعنيعهم وهو شأن أحوازي وليس عربي ولم يقوموا بردع الأنظمة الإيرانية من خلال الوقوف إلى جانب أشقائهم أبناء هذا الشعب وبقي منذ ذلك الحين يقاوم هذا الإحتلال لوحده استصغرت بلاد فارس ، العرب وعرفت بأنهم لن يقفوا بوجهها فتجرأت و تدخلت في العراق وسوريا واليمن وتبذل الأموال لعملائها لزعزعة الإستقرار في البحرين ليمكّنها ذلك من التدخل فيه ومن ثم ابتلاعه وإلى الأبد، وسعيها هذا لتحقيق مثل هذا الهدف الخبيث ينطبق على حال المملكة العربية السعودية التي تريد إيران احتلالها بشتى الطرق، لكن ها قد فاجئها وحدّدها وكبّلها تماما الموقف الحازم والصارم والرادع للملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفيين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن نايف نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وبقية الزعماء العرب والمسلمين الذين اتفقوا مع المملكة ومليكها على هذا القرار المشرف ووقفوا إلى جانبه.
و من هذا المنطلق فإن الساحة السياسية عند الحكام العرب مهيأة لقيام الإتحاد العربي الذي يخدم أقطارنا العربية ويحرر أي قطر عربي مازال محتلاً من قبل الأجنبي كالقطر العربي الأحوازي الذي تحتله بلاد فارس لنرى الشعب العربي موحداً تحت علم هذا الإتحاد قلباً و قالباً، وهو يتمنى وينشد تحقيق هذا الهدف ومستعد لذلك بأتم الإستعداد لهذه الخطوة التي توحدنا لنعيد بها ما كنا عليه من قبل من قوة وقدرة ومكانة بين الأمم، ونعيد حضارتنا التي أنارت الدرب لبقية الأمم وحضاراتهم واستفاد منها الجميع إلا نحن، وتحقيق ذلك يتطلب جرأة اتخاذ القرار السياسي العربي الجماعي من قبل أصحاب الحكومات العربية التي إذا ما ارادت ذلك فلن يصعب عليها أبدا.
من قبل وعلى مدى العصورحاول أغلب الحكام العرب محاولات عدة لقيام هذا الإتحاد العربي لكنهم واجهتهم التدخلات والمؤامرات الخارجية بصورة مباشرة أوغير مباشرة للحؤول دون تحقيق هذا الحلم والهدف العربي الجماهيري المنشود، ولكن بعد ما شاهدناه اليوم من مواقف عربية مشرفة حين اتحدت الغالبية العظمى من الأقطار العربية مع المملكة العربية السعودية في قرارها القاضي الوقوف بقوة وإرادة عربية لا تلين بوجه تطلعات الدولة الفارسية ونظامها نظام ولاية الفقيه، نظام الإرهاب والقتل والتدمير في التوسع على حساب أقطارنا العربية خصوصا على حساب المملكة التي وجاءت صفعتها مباغتة لحكام طهران بات تحقيق هذا الحلم ليس بمستحيل أو بعيد المنال.
فكرة توحيد أقطار الوطن العربي قديمة بقدم التأريخ، وأول خطوة اتخذت تجاه تحقيق ذلك وتحقق بالفعل هو عند بزوغ فجر الدين الإسلامي الحنيف بقيادة النبي الكريم محمد بن عبد الله رسول رب العالمين صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
[ بعد ذلك اتخذت الدولة العربية طابعاً عربياً مميزا في عهد الدولة الأموية، ثم ضعف هذا الطابع في نهاية العهد العباسي الذي شهد سيطرة الشعوبيين على الحكم وإضعاف العنصر العربي، وهذه السيطرة كانت بداية الإنشقاق بين العرب] ، واستمر تفكيك الوحدة أو الدولة العربية برمتها إلى يومنا هذا، لكن ما نأمله من المملكة العربية السعودية وبقية الأقطار العربية وعلى راسها مصر أن تتحد في اتحاد عربي واحد من أجل إعادة تلك اللحمة العربية ومكانتنا العالمية التي كنا عليها بين الأمم.
هذا ما نتمناه نحن أبناء الشعب العربي الواحد فمن يرفع اللواء ويتقدم من زعمائنا يا ترى؟
[ المصدر موسوعة ويكيبيديا العالمية ]
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.