لماذا توجيه أصابع الاتهام نحو إيران؟/ بقلم: احمد رحمه العباسي

الكاتب الأحوازي احمد رحمه العباسي

حادث يوم الخميس الموافق 13 يونيو الحالي في بحر عمان و الذي تم من خلاله أستهداف ناقلتين نفطيتين و قبلها تفجيرأربعة ناقلات نفط في ميناء الفجيرة في الإمارات يمثل تطورا خطيرا في منطقة الخليج العربي بالغة الاهمية بالنسبة للعالم . 
و كانت بصمات ايران واضحة في كل العمليتين التخريبيتين حيث سارع كبار المسؤوليين في حكومة ترامب اتهام إيران بهذا الحادث مباشرة ، وفي صباح يوم الجمعة ، بثت القنوات الامريكية مقطع فيديو لمجموعة من الإيرانيين على متن قارب كانوا يحاولون نزع لغم من السفينة لم ينفجر. 
و تم تحميل إيران المسؤولية هذه المرة بسرعة، و ذلك لسببين : ألاول : قبل أن ترفض الولايات المتحدة تمديد الإعفاءات الممنوحة لبعض الدول لشراء النفط الإيراني ، هددت إيران بالعمل على جعل أسعار النفط في السوق العالمية ترتفع الى حد كبير، إذا لم تتمكن من بيع نفطها ، وهو ما لن يكون مفيدًا لأي أحد وسيبطئ الاقتصاد العالمي .

 لكن مع الوعود التي قطعتها السعودية والإمارات للولايات المتحدة ، بزيادة انتاجهما من النفط لم يحدث هذا بل أن نفط إيران تم إزالته بسهولة من السوق العالمية للنفط ، دون زيادة كبيرة في ألاسعار.
و في هذه الحالة ، ومن أجل جعل سوق النفط أكثر أهمية و ارتباكا ، يبدو أن مثل هذا العمل التخريبي  كان متوقعا من إيران ..
السبب الثاني : هو أن العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين الايرانيين قالوا مرارًا وتكرارًا في الأشهرالأخيرة إنه إذا لم تتمكن ايران من بيع النفط ، فلن تسمح لدول أخرى ببيع نفطها. 
و كان آخرها قول الرئيس الايراني حسن روحاني مخاطبا رئيس الوزراء الياباني : اذا تم رفع الحصرالاقتصادي عنا فان العديد من مشاكل المنطقة سيتم حلها .
و مع هذا ان الهجمات على ناقلات النفط تسببت  في ارتفاع أسعار النفط ، ومن المرجح أن يستمرهذا الارتفاع في الأسعار، حيث أمن توزيع الطاقة في العالم تعرض للخطرو ليس عدم وجود موارد داخل الأرض أو استخراجها ، فالشيء المهم هو أن تصل هذه الموارد إلى المستهلك بأمان .
في الواقع ان سلوك إيران الاستفزازي جعل وصول الإمدادات النفطية الى المستهلك معرضة للخطر و شركات التأمين ستزيد بشكل كبير من رسوم التأمين الخاصة بها و بل فعلا بعد الحادث المذكور زادت شركات التأمين 40 % على اسعار التأمين ،وطالما استمر هذا التوتر ، فسيستمر الزيادة في الأسعارالنفط و تكاليف التأمين  .
اذا استطاعت امريكا تقديم ادلة قوية عن تورط ايران في الحادثيين المذكوريين من الممكن ان تصطف الصين وروسيا الى جانب أمريكا و يمكن لهذا الامر أن يسهل النظر في طرح القضية في مجلس لأمن. 
من مؤكد أن الهجوم الأخير على ناقلات النفط في ميناء الفجيرة و بحرعمان هو مهمة عسكرية معقدة ومحترفة لا يمكن تنفيذها دون وقوف دولة خلفها .
بل هي رسالة واضحة من إيران و التي تدرك مدى خطورة تعرض طرق الملاحة البحرية الدولية للخطر، بما فيها  الخليج العربي و بحر عمان ، والرسالة واضحة إلى الولايات المتحدة والدول العربية  الخليجية  .
كما أنه ليس من المستبعد وجود أطراف متطرفة في إيران وعلى رأسهم خامنئي و الحرس الثوري سعوا الى افشال مهمة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرسائل المتناقضة التي ارسلها ترامب  لايران عند زيارته لليابان ، حيث حتى الرئيس الايراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف لايعلمان بذلك !
على أي حال ، يمكن أن يؤدي تصاعد التوتر الحالي إلى حسابات غير دقيقة وأن تقود هذه الحسابات الى حرب ستكون كارثية على إيران والمنطقة.

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: