
حادث يوم
الخميس الموافق 13 يونيو الحالي في بحر عمان و الذي تم من خلاله أستهداف ناقلتين نفطيتين و
قبلها تفجيرأربعة ناقلات نفط في ميناء الفجيرة في الإمارات يمثل تطورا خطيرا في
منطقة الخليج العربي بالغة الاهمية بالنسبة للعالم .
و كانت بصمات ايران واضحة في كل العمليتين التخريبيتين حيث سارع كبار المسؤوليين
في حكومة ترامب اتهام إيران بهذا الحادث مباشرة ، وفي صباح يوم الجمعة ، بثت القنوات
الامريكية مقطع فيديو لمجموعة من الإيرانيين على متن قارب كانوا يحاولون نزع لغم
من السفينة لم ينفجر.
و تم تحميل إيران المسؤولية هذه المرة بسرعة، و ذلك لسببين : ألاول : قبل أن ترفض
الولايات المتحدة تمديد الإعفاءات الممنوحة لبعض الدول لشراء النفط الإيراني ،
هددت إيران بالعمل على جعل أسعار النفط في السوق العالمية ترتفع الى حد كبير، إذا
لم تتمكن من بيع نفطها ، وهو ما لن يكون مفيدًا لأي أحد وسيبطئ الاقتصاد العالمي .
لكن مع الوعود التي قطعتها السعودية
والإمارات للولايات المتحدة ، بزيادة انتاجهما من النفط لم يحدث هذا بل أن نفط
إيران تم إزالته بسهولة من السوق العالمية للنفط ، دون زيادة كبيرة في ألاسعار.
و في هذه الحالة ، ومن أجل جعل سوق النفط أكثر أهمية و ارتباكا ، يبدو أن مثل هذا العمل
التخريبي كان متوقعا من إيران ..
السبب الثاني : هو أن العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين الايرانيين قالوا
مرارًا وتكرارًا في الأشهرالأخيرة إنه إذا لم تتمكن ايران من بيع النفط ، فلن تسمح
لدول أخرى ببيع نفطها.
و كان آخرها قول الرئيس الايراني حسن روحاني مخاطبا رئيس الوزراء الياباني : اذا
تم رفع الحصرالاقتصادي عنا فان العديد من مشاكل المنطقة سيتم حلها .
و مع هذا ان الهجمات على ناقلات النفط تسببت في ارتفاع أسعار النفط ، ومن المرجح أن يستمرهذا
الارتفاع في الأسعار، حيث أمن توزيع الطاقة في العالم تعرض للخطرو ليس عدم وجود
موارد داخل الأرض أو استخراجها ، فالشيء المهم هو أن تصل هذه الموارد إلى المستهلك
بأمان .
في الواقع ان سلوك إيران الاستفزازي جعل وصول الإمدادات النفطية الى المستهلك
معرضة للخطر و شركات التأمين ستزيد بشكل كبير من رسوم التأمين الخاصة بها و بل فعلا
بعد الحادث المذكور زادت شركات التأمين 40 % على اسعار التأمين ،وطالما استمر هذا
التوتر ، فسيستمر الزيادة في الأسعارالنفط و تكاليف التأمين .
اذا استطاعت امريكا تقديم ادلة قوية عن تورط ايران في الحادثيين المذكوريين من
الممكن ان تصطف الصين وروسيا الى جانب أمريكا و يمكن لهذا الامر أن يسهل النظر في طرح
القضية في مجلس لأمن.
من مؤكد أن الهجوم الأخير على ناقلات النفط في ميناء الفجيرة و بحرعمان هو مهمة
عسكرية معقدة ومحترفة لا يمكن تنفيذها دون وقوف دولة خلفها .
بل هي رسالة واضحة من إيران و التي تدرك مدى خطورة تعرض طرق الملاحة البحرية الدولية
للخطر، بما فيها الخليج العربي و بحر عمان
، والرسالة واضحة إلى الولايات المتحدة والدول العربية الخليجية .
كما أنه ليس من المستبعد وجود أطراف متطرفة في إيران وعلى رأسهم خامنئي و الحرس
الثوري سعوا الى افشال مهمة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرسائل المتناقضة
التي ارسلها ترامب لايران عند زيارته
لليابان ، حيث حتى الرئيس الايراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف
لايعلمان بذلك !
على أي حال ، يمكن أن يؤدي تصاعد التوتر الحالي إلى حسابات غير دقيقة وأن تقود هذه
الحسابات الى حرب ستكون كارثية على إيران والمنطقة.
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.