ماذا بعد مؤتمر نيويورك؟/ بقلم: غازي مزهر

trytehyutu.jpgتعمل الإدارة الأمريكية على ايجاد حل لموضوع إيران وربما يأتي الحل عبر إيجاد بديل لنظام الملالي، وطرح البديل المستحدث على المجتمع الدولي وذلك عبر اتفاق بين المعارضة الفارسية، وممثلين عن بعض التنظيمات من الشعوب غير الفارسية. وعلى هذا الأساس أقيم مؤتمر نيويورك في ٢٤ أيلول سبتمبر ٢٠١٩ وحضر المؤتمر عدد من أحزاب وتنظيمات الشعوب في ايران، إضافة على تواجد تنظيمات فارسية الهوية والهوى كـ مجاهدي خلق وحزب خبات الكوردي المتحالف مع مجاهدي خلق وممثلين عن منظمة فدائيي الشعب الإيرانية وممثل عن التيار الملكي الإيراني.

وحسب مصادرنا الحاضرة في المؤتمر لم تحصل مفاوضات حول مستقبل إيران وانما ألقى كل من ممثلي التنظيمات الحاضرة في المؤتمر كلمته، وبعيد ذلك عقد اجتماع شبه مغلق بين ممثلي تنظيمات الشعوب غير الفارسية والأطراف الأخرى التي أقيمت ودارت شؤون المؤتمر.

وبدأ شيء من التموقع بين جهتين (تشكلت في حينها) نتيجة محاولة الإيقاع بالحاضرين أي الإيقاع بالتنظيمات المتواجدة من الشعوب غير الفارسية وإلزامهم على توقيع البيان الذي كان معد مسبقًا من قبل مجاهدي خلق. ولكن حدثت ثمة مشاكسات فيما بين أبناء الشعوب غير الفارسية حيث رفضوا التوقيع على البيان، وأحداث أخرى لا نريد التطرق لها هنا. انتهى الاجتماع وأعلن في حينها ان المؤتمر انتهى دون إصدار بيان. وذلك كان نتيجة عدم الأخذ بعين الاعتبار ما طالب به المتواجدين من الشعوب غير الفارسية وهو؛ حق تقرير المصير وذكر أسماء الشعوب غير الفارسية في البيان الختامي.

خروج أبناء الشعوب غير الفارسية ورفضهم الصريح لبيان مجاهدي خلق أمام جهات دولية هامة وراعية للمؤتمر ولها دورها في السياسة العالمية وخاصة السياسة الإقليمية الشرق أوسطية يعد في ذاته انتصار للشعوب غير الفارسية وبداية ضغط على المعارضة الفارسية.

بهذا الحدث ودون تشويش ومباشرة، وصلت الرسالة لأكبر لاعبي السياسة العالمية، أن هناك لا يوجد حل دون الاعتناء والالتزام الدولي بحق تقرير المصير لكافة مكونات إيران من الشعوب كـ الأحوازيين والبلوش والأتراك والتركمان والكورد، وكذلك أن الفرس بأنفسهم مكون من مكونات إيران ولا يحق لهم القاء فكرة التحكم في إيران في المستقبل كما حدث خلال القرن الأخير، وهذا هو الأمر الأساسي الذي اصطدم به الأحوازيون وغيرهم وأفشلوا الخطة الفارسية التي مثلتها مجاهدي خلق وحظيت برعاية دولية ومنها رعاية عربية إقليمه!

اصطدم الأحوازيون مرة أخرى بمجاهدي خلق هذه المرة في نيويورك وذلك بعد تجربة مرت حيث التقى أعضاء الجبهة العربية لتحرير الاحواز بقيادات مجاهدي خلق وبرعاية عراقية وعلى ارض العراق قبل عقود. ويبدوا ان كلى المرتين لم تأتيا بثمار ملموسة ولكن خلفت وراها أثار سياسية، قد ترسم ملامح للقاءات ومفاوضات مستقبلية باعتبار ان العالم السياسي اليوم يرى في مجاهدي قوة للعب دور مستقبلي في إيران، بينما يرى البعض الأخر ان هذه المنظمة لا تحظى بشعبية واسعة نتيجة علاقاتها السابقة بنظام العراق وشنها حرب ضد الجيش الإيراني اثناء الحرب الإيرانية العراقية والخ.

أحوازيًا أنتجنا من تجربة نيويورك المزيد من القوة ولكن هناك العديد من الأمور الذي لا مجال لطرحها هنا وفقط يجب الإشارة، خلال مؤتمر نيويورك وبأبسط الأدوات استطاع الوفد الاحوازي ان يدافعوا عن مستقبل الشعب الاحوازي وكذلك برفضهم البيان المزعوم.

فأما اليوم وبعد مرور أكثر من شهر على مؤتمر نيويورك يبدو لنا ان المفاوضات مستمرة والضغوط جارية بشكل وأخر، والمطلوب من الشعوب غير الفارسية أن توقع على البيان الختامي بصيغة ما وتحت استحداثات مثل؛ التوقيع على كل بند مقبول ومتفق عليه من قبل الشعوب غير الفارسية ورفض أي بند غير متفق عليه! أو يتم نشر بيانين موازيين! أي ينشر بيان من قبل الشعوب غير الفارسية، وبيان أخر من قبل جماعة مجاهدي خلق! وفي هذا الحال يجب ان نفهم هل تتفق مجاهدي خلق مع الملكيين ومع فدائيي الشعب على توقيع بيان! وهذا الأمر مستحيل ان يحدث حسب ما نعرف الأطراف الفارسية المتناحرة.

يجب التحذير ان يبدو لنا ان الأمور تحاك فقط لذر الرماد في العيون وللتمويه والتلاعب، وما على الشعوب غير الفارسية إلا رفض التوقيع على أي نوع بيان، سوى بيان توقع عليه جميع التنظيمات الحاضرة في المؤتمر وبشهادة القوى الرعاية ويعترف حرفًا بحق تقرير المصير وذكر تسمية الشعوب والمطالب الأخرى، وإلا سوف يحدث لشعب الأحواز والشعوب غير الفارسية الأخرى أحداث لا تحمد عقباها في المستقبل نتيجةً لدخول هذا النفق.

وكذلك حسب ما نتابع الأمور أن هناك استعدادات تحدث على إقامة مؤتمر أو ما شابه ذلك كي يأتي بثمار للجهات الراعية للمؤتمر وكذلك الى جماعة مجاهدي خلق، دون الاعتناء بالشعوب غير الفارسية، الى ذك وجب دق جرس الإنذار أن الوطن مُلك لكل مواطن ولا يجوز التفريط بحقوق شعب الأحواز نتيجة الضغوط التي تمارس ضدنا بشكل وأخر.

وبعد ما تنازل العديد من التنظيمات التابعة للشعوب غير الفارسية وخاصة من حضر في مؤتمر نيويورك من مطلب التحرير الى مطلب حق تقرير المصير، وفي المستقبل ربما يتنازل إلى الحكم الذاتي او الفدرالية وهكذا لحقوق المواطنة وصولًا الىِ ذكر اسم الشعوب في البيانات التي تصدر خلال كل مؤتمر، يا ترى ما هو المستقبل؟

هل بمجرد اجتماع وضغط بسيط من قبل جهة ما يجب ان نغير بوصلة كفاحنا بسهولة أمام اليات الضغط؟

لماذا تنظيمات الشعوب غير الفارسية لم تقدم تقريرا عما يحدث وما هي التطورات؟

هل بسرعة بدأ العد العكسي والتنازل عن المبادئ قبالة الدعم والخ؟

متى يكون المؤتمر القادم وماهي الإجراءات والتدابير التي يجب أن تُؤخذ بغية توحيد الشعوب غير الفارسية في وجه الضغوط الدولية؟

هل تفكر التنظيمات التي حضرت مؤتمر نيويورك باستعداد الى لم شمل حقيقي يجمع لكل شعب وفد معني ومختص لمتابعة الأمور وخوض العمل الدبلوماسي؟

يخشى الجميع ان يتم الاستفراد بالتنظيمات بشكل وأخر فيما بين تنظيمات كل شعب، وكذلك بين تنظيمات شعب وأخر وهكذا يتم اجهاض نضال الشعوب في الساحة الدبلوماسية. ولتفادي هذا الأمر يجب على أبناء الشعوب غير الفارسية ان يعيدوا التفكير بممارستهم وحضورهم والاستعداد لمشاركة جميع الجهات التي تشاطرهم المبادئ نفسها للتخلص من الضغوط وتحقيق ما تستحقه الشعوب غير الفارسية.

غازي مزهر

10/29/2019

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: