الأحواز العربية وقضيتها المنسية../بقلم: د. صالح بن عبدالله الحمد

IMG-20191215-WA0034صحيفة الخليج الإلكترونية- الأحواز العربية،أمارة عربية ،تقع على ساحل الخليج العربي الشرقي ،ولإلقاء الضوء على هذه البقعة الطيبة، من بلادنا العربية ،حتى يكون هناك فهم لتاريخ هذه الأمارة ،من قبل مواطني الدول العربية وهم كثر للأسف وخاصةً مواطني مجلس التعاون الخليجي ،وأما الجامعة العربية للأسف فقد نست أوتناست تلك القضية الهامة ،التي لها أهمية كبيرة جداً في المحافظة على مساحة وهوية هذه الأمارة العريقة ،في التاريخ ،حيث يعود تاريخها إلى العصور القديمة ، وقد ورد ذكرها في التاريخ العربي ،والإسلامي ،كمافي كتاب البداية والنهاية ،وتاريخ الطبري ،وأثار البلاد وأخبار العباد ،وغيرها من الكتب الأخرى.
والأحواز معناها جمع كلمة حوز بمعنى الحياة ،والتملك ،من الفعل حاز وهي كلمة متداولة بين أبناء الأحواز فيقولون هذا حوز فلان ،ولقد سُكِنَتْ الأحواز ،من قبل القبائل العربية قبل الإسلام ،فهناك قبيلة أياد العراقية ،وبنوأغاروربيعة، وبنوثعلبة، وبكر ،وبنوحنظلة ،وبنو تميم ،وبنومالك، وبنولغم ،وتغلب ،وبعد إنتصار القادسية قام أبو موسى الأشعري بفتح الأحواز وظل هذا الإقليم تحت حكم الخلافة الإسلامية ،تابعاً لولاية البصرة ،إلى أيام الغزو المغولي ،ثم نشأت الدولة المشعشية، واعترفت الدولتان الصفوية والعثمانية باستقلالها ،ثم نشأت الدولة الكعبية، وحافظت على إستقلالها ،وبعد تأهل كفر دارون وإعادة فتحه للتجارة ،وإنشاء سكة حديدية ،مماجعل الأحواز نقطة تقاطع تجار ي كما أن شق قناة السويس في مصر زاد النشاط التجاري في المنطقة ،حيث تم بناء مدينة ساحلية ،قرب القرية القديمة للأحواز وسميت بندر الناصري ،ثم حكمها الشيخ خزعل الكعبي الذي غيَّر إسمها إلى الناصرية ..هذه نبذة قصيرة عن الأحواز وبيان انتماؤها الحقيقي العربي..
لكن بريطانيا أم الإستعمار في جميع بلدان العالم أصبحت تخشى من قوة الدولة الكعبية فاتفقت مع إيران على إقصاء أمير الأحواز وضم الإقليم الى إيران حيث منح البريطانيون الأمارة الغنية بالنفط ،إلى إيران بعد إعتقال الأمير خزعل على ظهر طراد بريطاني ،حيث أصبحت الأحواز وعاصمتها المحمَّرة ،محل نزاع إقليمي بين العراق وإيران، وأدى إكتشاف النفط في الأحواز وبالأخص في مدينة عبدان الواقعة على الخليج العربي مطلع القرن العشرين إلى تكالب القوى للسيطرة عليها ،بعد تفكك الدولة العثمانية، ومن ثم سميت الأهواز بعد سقوط الدولة الفاجارية إثر الإحتلال الروسي لإيران ،وتولى رضا بهلوي الحكم في إيران ،ولم ينفك النزاع قائماً على الأحواز بعد استقلال العراق ،حيث دخلت الحكومات العراقية المتلاحقة ،مفاوضات حول الإقليم وعقدت الإتفاقيات بهذاالصدد دخل الجيش الفارسي ،إلى مدينة المحمرة في عام١٩٢٥م لإسقاطها واسقاط آخر الحكام الكعبيين ،وهوخزعل بن جابر الكعبي وكان قائد القوات الفارسية رضاخان ..ويعد السبب الأصلي لاحتلال هذه المنطقة من قبل الفرس ،إلى كونها غنية بالموارد الطبيعية ،النفط والغاز والأراضي الزراعية ،الخصبة ،حيث بها أكبر أنهارالمنطقة، وهونهر كارون ،الذي يسقي سهلاً زراعياً خصبا تقع فيه منطقة الأحواز ،فهوالمنتج الرئيسي للمحاصيل الزراعية حيث تساهم هذه المنطقة بنصف الناتج القومي الصافي للفرس وأكثر من٨٠٪؜ من قيمة الصادرات في دولة إيران في الوقت الحاضر .
سكان المحمرة وكافة منطقة الأحواز قبل الإحتلال كانوا عرباً ،ومنذ الإحتلال وحتى هذه اللحظة يسعى المحتل ،الفارسي إلى زيادة نسبة غير العرب في الأحواز ،وتغيير الأسماء العربية الأصيلة للمدن والبلدات والأنهار وغيرها من المواقع الجغرافية في منطقة الأحواز ،بمافي ذلك محاولة تغيير مسمى الخليج العربي ،وأهم المدن العربية، في هذا الإقليم.
وبالرغم من أهمية هذا الإقليم الذي تحتله إيران والذي استفادت منه كثيراً لاسيما من الناحية الإقتصادية مارست الحكومة الإيرانية ضد أبناء هذه الأرض العربية ،أنواع وأشكال الإضطهادات كعدم السماح لهم بالدراسة بلغتهم ،وهجَّر كثيراً منهم إلى بلاد الفرس ،ليحققوا سياسة التفريس ضدهم ،وهجَّر كثير من الفرس إلى أراضي الفلاحين الأحواز لتؤسس فيها شركات للفرس المهاجرين ،إلى الأحواز وشركة قصب السكر إحدى هذه الشركات، ومن لم يقبل ببيع أرضه للحكومة بسعر زهيد يهدد ،ويسجن أويقتل .
كما أن على الأحوازيين حظراً بالحديث بلغتهم العربية ،أما النطق بالدوائر الحكومية والمصارف فمحظور نهائياً، ومن تكلم بلغته العربية هدد بالطرد من الوظيفة ،وعدم ترقيته ،ومحاسبته ،وكذا منعهم من ارتداء اللباس العربي ،في الأماكن الحكومية والشركات كما أن المواطن الأحوازي لايملك الحق في تسمية مولوده باللغة العربية ..
هذا قليل من كثير من ما يمارسه هؤلاء الأعداء الفرس على إخوتنا العرب في إقليم الأحواز على مر التاريخ ،وكم كان بودي سرد أشياء كثيرة عن وحشية النظام الفارسي في إقليم الأحواز العربي لكن مساحة المقال ضيقة جدا!!
لكنني في نهاية مقالي المتواضع هذا أتساءل؟؟
أين المنظمات الدولية وحقوق الإنسان عما يجري في إقليم الأحواز العربي؟؟
أين مجلس التعاون الخليجي؟؟
أين الجامعة العربيه؟؟
أين الأمم المتحدة؟؟
أين الكتاب والمنصفون العرب وغير العرب ممايجري في الأحواز حتى الآن؟؟
أين القنوات الإخبارية والإعلام برمته من صحافة وتلفاز وغيرها من تسليط الضوء على هذا الإقليم المنسي؟؟
أين المحللون المترززون المرتزقة من العرب الذين يقطنون دائماً في القنوات الطائفية؟؟ لقد آن الأوان لتبني قضية الأحواز من قبل الجميع وفكها من براثن الإستعمار الفارسي لتعود إلى شقيقاتها العربيات دولة عربية حرة مستقلة بإذن الله وإننا لمنتظرون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

d.salehalhamad@hotmail.com

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: