لندن-موقع كارون الثقافي-ما تشهده المنطقة العربية من عمليات قتل وتدمير للحياة الاقتصادية والاجتماعية وتقويض الأمن والاستقرار، ناتج عن تدخل تركي وإيراني وروسي سافر، تجاوز حدود الانتهاكات العادية لسيادة دول عربية ذات عضوية في منظمة الأمم المتحدة، ووصل حد المشاركة العسكرية لقوات هذا الثلاثي الشرير والتفنن في قتل شعوب عربية في العراق وسوريا واليمن. شعوب ذنبها الوحيد المطالبة بالعدل والعيش الكريم في أوطانها التاريخية. هذا التدخل العسكري حتى وان دعت له نظم قمعية فقدت شرعيتها أو عصابات وميليشيات مسلحة عميلة وموالية للأجنبي يعد امر غير مقبول ومرفوض في كل الشرائع والقوانين. يحدث كل هذا ويقابله صمت دولي مريب ومثير للقلق، فالصمت الدولي غير مبرر على الاطلاق.
منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وليومنا هذا تتعرض منطقتنا العربية لشتى أنواع الحروب والتدخلات الأجنبية، العراق وسوريا واليمن ولبنان، دمرتها الحروب وانهكت شعوبها المجازر وعمليات القتل والتهجير والتجويع اليومي والمستمر دون رادع إقليمي ودولي.
فهل خطط الغرب وسمح لإيران ان تتوغل في المشرق العربي تمهيداً لعودة الدولة الفارسية الصفوية أم لاثارة شهية الاتراك العثمانيين ودفعهم للانقضاض على جزء آخر من المنطقة العربية للتخلص من تركيا والحاحها على الانضمام للاتحاد الأوروبي؟.
لوكان الجواب خطة لتوريط تركيا وإيران والتخلص منهما، يضرب الغرب بهذه الخطة عصفورين بحجر واحد كما يقال، فمن ناحية يتخلص من تركيا وإيران ويدفعهما إلى مستنقعات المشرق والمغرب العربي لاستنزاف طاقاتهما وليتذوقا الصفويون والعثمانيون هزيمة تاريخية أخرى على يد شعوب المنطقة؛ فالغرب كما خطط للقضاء على المد القومي العربي وتفتيت العرب، يرغب بالتخلص من النزعة القومية الفارسية والتركية معاً، ومن ناحية أخرى يشغل المسلمين فيما بينهم ببدء صراعات وحروب بينية تثيرها الصفوية والاخوانية ضد الاسلام العربي التقليدي بمذهبيه السني والشيعي.
حتى لا يتهمني احد بالكتابة من منطلق فكرة المؤامرة، اعترف ان سبب كتابتي لهذه السطور هو عدم حصولي على تفسير منطقي للنقاط التالية:
– لم يتعامل مجلس الأمن الدولي ولا الدول الغربية مع إيران وبشار الاسد والحكومة العراقية كما تعامل مع نظم قمعية سبق وان استخدمت الطائرات والدبابات والرشاشات لقتل شعوبها.
– انتهكت إيران القوانين والاعراف الدولية وسيادة الدول علناً وشاركت في قمع الشعوب العربية في العراق وسوريا واليمن ولبنان ونهبت ثرواتها ولم يحرك المجتمع الدولي ساكنا لأن المستهدفين عرب (سنة وشيعة).
– ارتكبت السلطات الإيرانية عدة مجازر وحشية وبشعة ضد الأحوازيين، ورغم وجود أدلة دامغة تشير لارتكاب قوات الحرس الثوري جرائم ضد الانسانية ضد الأحوازيين العرب والشعوب الإيرانية، التزم المجتمع الدولي الصمت واكتفت أمريكا بالادانات الصورية.
-لوحت أمريكا مراراً خلال السنوات الماضية بامتلاكها تقنية قادرة على توصيل الانترنت الى الداخل الإيراني . وحين انفردت قوات الحرس الثوري بقمع المحتجين في الانتفاضة الأخيرة وارتكبت مجزرة في معشور والجراحي شرق الأحواز وعزلت الداخل الإيراني عن العالم من خلال فصل الانترنيت، لم تتخذ أمريكا أي خطوة ولم تفي بوعودها. ومع شديد الأسف تكررت تجربة سوريا وكيف تراجع الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن الخطوط الحمر التي كان يضعها أمام بشار الاسد ومن ثم يتراجع عنها.
– قامت الميليشيات المسلحة التابعة لإيران بارتكاب أبشع أنواع الجرائم ضد المحتجين العراقيين وأخذت تتفن في القتل والتنكيل بالضحايا العراقيين وهم من خيرة الشباب العراقي المثقف والعالم يتفرج.
– كلما ضيّق التحالف العربي في اليمن، الخناق على ميليشيات الحوثي واصبحت قوى الحكومة اليمنية الشرعية قريبة من الحسم، تدخلت الأمم المتحدة وفكت الخناق عن الحوثي وميليشياته، وهرعت دول إقليمية لاسعاف الحوثي ومده بالأسلحة والمعدات.
– تمتلك الدول الغربية معلومات دقيقة حول الصواريخ والاسلحة التي استهدفت المملكة العربية السعودية والملاحة الدولية باسم الحوثي لكنها تلتزم الصمت وذلك لاستنزاف المملكة واشغالها بالحوثي لكي ينفذ مشروع تقسيم المنطقة كما خطط له دون موانع.
الصمت الغربي والأممي ازاء تدخل النظام الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن ومشاركة قوات الحرس الثوري بجانب الميليشيات الموالية لإيران في قتل العرب سنة وشيعة في العراق وسوريا؛ فتح شهية تركيا لتحذو حذو إيران وتباشر تنفيذ الجزء الثاني من المخطط الغربي لتقسيم المنطقة.
فالغرب هو من سمح لاعداء العرب التاريخيين الانقضاض على رغبة التغيير لدى الشارع العربي التي ظهرت من خلال ثورات عرفت بثورات الربيع العربي، رغبة التغيير التي استغلت من قبل الاخوان وإيران في مصر واليمن وسوريا والعراق ولبنان.
بلعت إيران الطعم الغربي وتوغلت في المنطقة العربية وتلطخت يداها بدماء الشباب العربي وساهمت في تدمير العواصم العربية وهذا لن يمر عليها بسلام وسيتخلى الغرب عنها امام موجة غضب الشباب لعربي الواعي والطموح، المنطلق من انسانيته وحبه للعيش الكريم وتطلعه لبناء مجتمعات انسانية حضارية، بعيدة عن التعصبات القومية والمذهبية، وسيهزم إيران ويجبرها على الانسحاب المخزي عاجلا أم آجلا.
فهل تتعض القيادة التركية من تجربة إيران، أم انها ترمي بنفسها بالشبك الغربي من بوابة ليبيا؟.
الموقع لا يتحمل أي مسؤولية عن المواد المنشورة ويتحمل الكّتاب كامل المسؤولية عن الكتابات التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكية أو حقوق الاخرين
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.