وثيقة بريطانية تروي حكاية فرض الضرائب لأول مرة في المحمرة خلال عهد رضاخان الدموي

لندن- كارون الوثائقي- حامد الكناني– تشير الفقرة 134 من التقرير رقم 12 المرسل من قبل المقيمية البريطانية في ميناء ابو شهر إلى وزارة الخارجية البريطانية، عن الفترة الزمنية 16 حتى 30 يونيو 1925، تحت عنوان “ملخصات إخبارية للمقيمية البريطانية ١٩٢١-١٩٢٥”، إلى ان نظام الضرائب الإيرانية ولأول مرة فرض على أصحاب النخيل في المحمرة في شهر يونيو عام 1925، أي بعد حوالي شهرين من اسقاط الحكم العربي في الأحواز.

وتؤكد الفقرة ان قانون تحصيل الضرائب في عاصمة الأحواز حينها قد اعلن عنه بعد زيارة موطفي دائرة الضرائب الفارسية التي تأسست حينها في مدينة الأحواز إلى المحمرة، حيث جاء في بداية هذه الفقرة من التقرير:

“ضرائب. – قامت دائرة الضرائب في الأحواز بزيارة المحمرة ووضعت الضريبة على أشجار النخيل وممتلكات أخرى في منطقة المحمرة.”

ويضيف التقرير ان الحاكم العسكري العام طلب من الشيخ عبدالله بن الشيخ خزعل والذي كان حتى ذلك الوقت يقيم في منطقة الفيلية وهي منطقة فيها القصور والمباني الحكومية التابعة للحكم العربي في الأحواز، يأخذ مبالغ مالية من زعماء القبائل والشيوخ نيابة عن الحكومة الفارسية من أجل تدشين قاعدة عسكرية للقوات الفارسية تحت مسمى “مدرسة عسكرية” ولم يكتفي الحاكم العسكري العام بهذا القرار الاستفزازي، بل طالب الشيخ عبدالله بصفته المسؤول عن مصالح والده ان يقوم بجمع مبالغ من المال لتدشين نصب تذكاري لرضا خان، وكأن المجرم رضا خان البهلوي كان محرراً للشعب العربي الأحوازي وليس غازياً!.

ورد في الجزء الثاني من الفقرة 134 من التقرير، “طلب الحاكم العام العسكري لخوزستان (عربستان) من الشيخ عبد الله بن الشيخ خزعل المسؤول عن مصالح والده ، تحصيل 100 جنيه استرليني او مايعادل 100 ربية من كل زعيم قبلي تحت قيادته مقابل تكلفة مدرسة عسكرية في المحمرة وتدشين تمثال لرئيس الوزراء “(رضا خان) .

لا بد اشير هنا للتضليل الذي مارسه الكتاب الإنجليز ومعهم الفرس وتبعهم الكتاب العرب دون الانتباه لعملية التلاعب بالمفاهيم التي تحملها بعض المفردات، ومنها: “مخارج ديواني”، أي “مصاريف البلاط” التي استبدلت بمفردة “ماليات”، أي “الضرائب”، الأمر الذي جعل المتلقي ان يعتبر الأحواز كانت جزءا من بلاد فارس في حين الأمر يختلف تماما. و”مصاريف البلاط” و “بيشكش” التي اضيفت لها في عهد شاهات القاجار، في الواقع عبارة عن مبلغ محدد كان يدفع بشكل سنوي من قبل حاكم الأحواز، الأول أي “مخارج ديواني” كانت تذهب للديوان، بلاط الشاه في بلاد فارس، والثاني يستلمه مبعوث الشاه الذي كان يزور الأحواز كل عام لاستلام المبلغ المحدد؛ مقابل تعهد الشاه بحماية الأحواز من أي اعتداء أجنبي.

وكانت هذه المبالغ تفرض بعد كل عملية احتلال وفرض التبعية الأسمية لبلاد فارس. مثلها مثل الإتاوة. ومفهوم الإتاوة يختلف عن مفهوم الضرائب التي يدفعا المواطن اليوم، حيث الضرائب تفرض على مواطني دولة معينة لدعم الحكومة ومساعدتها في تنفيذ واجباتها تجاه الشعب لكن الإتاوة حسب قواميس اللغة هي ما يؤخذ كرها وغالبا ما تفرض عن طريق القوة. جاء في معجم المعاني الجامع: “الإتاوة دفعة تُعطى لحاكم أو أمَّة كدليل على الخضوع أو كثمن للأمن ضُربت عليهم الإتاوة . خَرَاج الأرض ، ضريبة تُفرض على البلاد المفتوحة صُلحًا دفع الإتاوة المفروضة عليه ما يُؤْخَذ كَرْهًا”.

النسخة الأصلية من التقرير محفوظة في المكتبة البريطانية: أوراق خاصة وسجلات من مكتب الهند. ومكتبة قطر الرقمية.

عند النقل أو الاقتباس يرجئ الاشارة إلى المصدر وشكرا.

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: