
لندن- موقع كارون الثقافي- خاص -حامد الكناني- تعود هذه الصورة لعام 1927 وهي صورة نادرة عن مشاركة امير الأحواز الشيخ خزعل بن جابر في احتفالية اکمال مشروع سکک الحدید في إيران وافتتاح محطة سكك الحديد في العاصمة الإيرانية، طهران عام 1927 بحضور سفراء بعض الدول ومنها بريطانيا وامريكا وروسيا وبعض الدول الاوروبية انذاك.
احتفالية بمناسبة ختام المشروع الذي شيد المستعمر الإنجليزي، الجزء الجنوبي منه، وشيد الجزء الشمالي، المستعمر الروسي، لكنه سرق من قبل القوميين الفرس، وروّج له انه من إنجازات رضاخان البهلوي.
قد يتسائل الناس عن سبب حضور امير الأحواز الشيخ خزعل بن جابر وولي عهده الشيخ عبدالحميد بن خزعل في هذه المراسم. كيف يشارك افراح الفرس وهو كان اسيرا وقيد الاقامة الجبرية في طهران؟. باعتقادي ان المشاركة تمت بنصيحة من قبل السفير البريطاني أنذاك. ورحب بها رضا خان وضباطه لاستغلال مشاركة الشيخ لتخفيف حدة الانتقادات الداخلية والدولية للسياسات الاجرامية والوحشية التي مورست في الاحواز بعد غزوها عسكريا وتقويض السيادة العربية فيها.
ويبدو ان الشيخ خزعل كان يحاول مسايرة رضاخان وجعله ان يلتزم بالعقد المبرم بينه وبين الحكومة الفارسية في السادس من ديسمبر عام 1924 والمكفول من قبل بريطانيا والذي كان ينص على سحب القوات الفارسية من الأحواز وعدم المساس بالوضع القانوني (الاستقلال الذاتي) المتوارث عليه في الاحواز. وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل عام 1925. وكان الإنجليز قد كشفوا حجم الكارثة التي تسببوا فيها في الرهان على رضاخان وضباط الجيش الفارسي الذين دخلوا الأحواز غزاة واعاثوا الفساد والخراب هناك ولهذا كانوا ينصحون الشيخ خزعل بمسايرة رضاخان وعدم مواجهته.
ويصف الكاتب الإيراني أحمد كسروي ، الذي كان من أنصار رضا خان ومعجب بسياساته الدموية، في كتابه “ضباطنا”: “في البداية كان الناس سعداء بانتصار حكومة رضا خان على الشيخ خزعل وتقويض حكمه، لكنهم ندموا تدريجياً وتبخرت الفرحة. وسبب ذلك ان رضا خان وضباط الجيش الفارسي باشروا النهب والسلب في المناطق التي وقعت تحت الاحتلال (الأحواز). ويتحدث كسروي عن سلوك العسكريين السيء في الأحواز، قائلا :
“كنت في عربستان (خوزستان) وذهب الجيش للحرب مع امير الأحواز، حيث انتصرت الحكومة ودخلت القوات الفارسية مدن عربستان. ومنذ اول يوم من وصولهم ، لجأ الضباط للقمع ، وسعى جميعهم لنهب الأموال والحصول عليها بطرق مختلفة. ورغم وجود دائرة للقضاء المدني (عدلية)، أنشأ العميد فضل الله خان زاهدي ، قاعدة عسكرية في الناصرية (الأحواز) ، ومحكمة (عسكرية) كانت تكسب يوميا نحو ألف تومان. ثم قلده ضباط آخرون في تستر (شوشتر) والمحمرة (خرمشهر) ودزفول..سُجن زعماء القبائل ولم يُفرج عنهم حتى دفعوا مبالغ كبيرة من المال..وفي وقت قصير ، مارسوا ضغوطًا شديدة على الناس لدرجة أن الناس جميعًا ندموا على الفرحة التي عبروا عنها عند مجيئهم..ندم الناس بعد مشاهدة السلوك القبيح لهؤلاء الضباط..انهم وحوش وهمج، كانوا يركلون أي شخص يقع في طريقهم.”
– احمد كسروى، افسران ما، ص 10.
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.