الخفاجية.
لندن- موقع كارون الثقافي- خاص- حامد الكناني- وصلنا في اليوم التالي إلى الخفاجية الواقعة على ضفاف نهر الكرخة وهو نهر عريض يشبه نهر دجلة في العمارة ولكن مع تيار أقوى، ويمر في طريقه بجانب بعض المواقع الأثرية القديمة.
أظهرت لنا المشاهدة الأولى للخفاجية نقطة اختلافها مع البسيتين ، وهي الأشجار التي لا يوجد منها ذكر في البسيتين. تتكون أشجار الخفاجية ، باستثناء بستان كبير من حوالي 200 نخلة ، من عدد قليل من النخيل وأشجار الفاكهة الأخرى التي يقال إنها مزروعة ذاتيًا. ولكن باستثناء نقطة الاختلاف هذه ، كان كلا المكانين متشابهين للغاية. نفس الصرايف (بيوت القصب) الممتدة على طول ضفة النهر لنحو أربعة أميال ، وعدم وجود مسكن مبني من الطين أو الطوب وفيها سوق بائس – ربما أفضل من ما وجدت في البسيتين. حجم الخفاجية يزيد قليلاً عن حجم البسيتين.
في هذا المكان يسكن شيوخ بني طرف على الرغم من أنهم لم يكونوا حاضرين عند وصولي للخفاجية حيث كانوا في المحمرة، لزيارة فخامة الأمير خزعل بن جابر. (His Excellency the shaikh of Muhammerah)
يبدو ان الشيخ الأكثر نفوذاً في الخفاجية أنه ليس أكبر مالك للأرض، وهو الشيخ علي بن منيشد الذي يمكنه تجهيز حوالي 3000 جندي مشاة مسلحين في الميدان. يأتي بعد ذلك الشيخ مطلب بن الحاج سبهان الذي يستطيع تسليح 5000، ثم الشيخ جعفر بن مهاوي بألفي من أتباعه. لا يزال الأرز هو المادة الرئيسية للطعام هنا على الرغم من تقديم خبز القمح للضيوف.
كوت السيد علي.
ذهبنا من الخفاجية إلى كوت سيد علي. توفي السيد الذي سميت هذه القرية على اسمه وخلفه السيد حسن. في الطريق إلى كوت سيد علي، مررنا بحقول ممتازة من القمح ، وفي تعليقي على تميز هذه حقول ، علمت أن البذرة قد زرعت قبل عامين ولكن بسبب نقص المياه في العام الماضي ، لم تنبت.
حتى الآن ، كانت الأراضي جيدة ، باستثناء مجموعة منخفضة من التلال، ونسخة طبق الأصل من منطقتي – الأرز المسطح مع القليل من القمح والشعير في الأراضي المرتفعة وجميع البيوت مصنوعة من القصب و الحصير. كان كوت سيد علي هو المكان الأول الذي شاهدنا فيه نمط العمارة أي علامات على التغيير: هنا كانت الجدران مصنوعة من الطين وسقف العوارض خشبية مع غطاء من الحصير.
هؤلاء السادة محبوبون للغاية من قبل شيخ المحمرة الذي يمنحهم الأراضي مجانًا بالإضافة إلى أنه يسمح لهم بأربعة أو خمسة آلاف قران (Krans) في السنة. والسيد المفضل لديه هو السيد الذي لم يخذل شيخ المحمرة ولم يقاتل ضده ، كما فعل الساده الآخرون – هو سيد علي الذي يعيش مقابل قرية كوت سيد علي مباشرة في مجموعة من الأكواخ الفقيرة جدًا أو بيوت من الشعر (الخيام).
في هذا الميناء الخاص به ، يتم تنزيل جميع الحصائر (المفارش والبواري) بعد وصولها من البسيتين بواسطة المشاحيف لنقلها براً إلى الأحواز بواسطة الحمير. سيد علي يتقاضى قران واحدا مقابل كل حمولة حمار والتي تبلغ ثمانية مفارش. العلاقات القائمة بين سيد علي وسيد حسن متدهورة وسيئة.
لا يسمح بدخول الصابئة إلى قرية كوت سيد علي. لم تكن هذه القوانين معروفة بالنسبة لي على الرغم من أنها كانت معروفة على ما يبدو من قبل الصابئي الذي كان معي ، حيث أخفى لحيته من خلال لف الكوفية حولها. وحين اكتشفوا ان احد الصابئة كان في وسطهم ، بدأت عملية تكسير لفناجين القهوة حيث يعتقدون انها تلوثت جميعها بشربه منها. من الواضح انهم يعتقدون أن أحد المسيحيين العرب او الصابئة ينجس لكن البريطاني ليس نجساً. بدلاً من وجود نجار صابئي والذي يجده المرء عادة في كل قرية من قرى قضاء قلعة صالح والبسيتين، فإن كوت سيد علي لديه نجار مسلم يتقاضى أجره بالمقايضة حيث تدفع له الحنطة والشعير مقابل تأمين كل محراث قيد الاستخدام ويلزمه أيضًا توفير جميع الخدمات التي قد تكون مطلوبة من قبل الفلاح طيلة الموسم الزراعي.
كل من سيد حسن وسيد علي لديهما 200-300 رجل تحت قيادتهما على الرغم من أن نسبة معينة من هؤلاء هم من البدو ويذهبون للعمل خلال موسم النيسان أي جمع الأرز.
تنويه: لا يجوز اعادة نشر او اقتباس هذه الترجمة دون ذكر موقع كارون الثقافي- منشورات حامد الكناني.
مصدر الرحلة باللغة الانجليزية: أرشيف وزارة الخارجية البريطانية – مكتبة قطر الرقمية.
كارون الثقافي، موقع أحوازي حُر ومستقل- حامد الكناني 
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.