
لندن- موقع كارون الثقافي- خاص -حامد الكناني- هذه هي افتتاحية جريدة العمران المصرية، لصاحبها عبدالمسيح الانطاكي وبقلمه، في العدد رقم 266 من هذه الصحيفة، الصادر نهاية عام 1911م. المقدمة هي بطاقة تبريك وتهنئة من قبل الجريدة لأمير الأحواز، الشيخ خزعل بن جابر بمناسبة حلول عام 1330 هجرية. يصف الكاتب، أمير الأحواز بـ “رجل العراق الأوحد وعميد العرب الأصيد من أكارم السياسيين وأعظم الأمراء”، الأمر الذي يدل على علوّ شأن ومكانة أمير الأحواز بين النخب العربية ، خاصة المصرية وفي القاهرة التي كانت تعد العاصمة الكبرى للوطن العربي أنذاك. كما يتطرق الكاتب للأوضاع المأساوية التي كانت تمر بها المنطقة العربية من حروب واحتلالات أجنبية، ويذكر حادثة كربلاء ومقتل الامام الحسين بن علي الذي يصفه بأمجد شهيد. تلك الحادثة التي تصادف مطلع السنة الهجرية من كل عام.
العام الجديد
“ومأتم امجًد شهيد”
مررنا بفاتحة عام الهجرة فكنا به بين الياس والرجاء والحزن والهناء وما حلّ بالعام الفارط ببلاد المسلمين تنفطر له القلوب ولا تنتظر من هذا العام ان يأتي بما تتلاشى معه الخطوب فكيف لا نيأس وهذه اليمن وحوران وقد عمتها الحروب الأهلية وهذه طرابلس الغرب قد سطت عليها الايدي الافرنجية وهذه ايران وهي في الشمال تعاني من الروس الاهوال وفي الجنوب تتوقع من الانكليز التأديب فصبراً جميلاً وبالله المستعان لاحكام الزمان.
على اننا قلنا وما زلنا نقول ان العرب قوة كبرى للاسلام والسور المنيع لخلافة آل عثمان فاذا رجع الاتراك عما ينوونه للعرب الكرام من العدوان كان لنا رجوى باستعادة الجاه المحمدي للخلافة العثمانية وسلطنة ايران.
ولما كان سمو معز السلطنة السردار ارفع رجل العراق الاوحد وعميد العرب الاصيد من اكارم السياسيين واعظم الامراء وطالما خدم الخدمات الطيبة للدولتين الايرانية والعثمانية في العراق كان لنا ان نذكر سموه في هذه الغمة ونعتمد عليه مع من نعتمد عليهم من امراء العرب في دفع كل جائحة وملمة اذا طلبنا الرجوع بعد الغواية الى الرشاد واردنا استبقاء ما في ايدينا من القفار والبلاد وقد عرف قراء العمران بعض مآتي سمو الشيخ في العراق العثمانية وجنوب ايران وخلافة آل عثمان وما هو عليه من سعة الجاه وعلوّ الشان واعترافأً بمزايا سمو الشيخ التي لا تحصى واقراراً بفضائله التي لا تستقصى نرفع لسموه وهو بين الاستبشار بالعام الجديد والاستغفار بمأتم امجد شهيد قصيدة التهنئة والتبريك ونحن نسأل الله أن يديم سموه فخراً للعرب الكرام على الدوام ولا زال سموه بيت كل قصيد وهان ما قلناه باطرب نشيد.
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.