كنتُ منتظرًا في البنك حتى يحين دوري، دخل شيخ طاعن في السن يرافقه ابنه؛ ويبدو أنه جاء يبدل بطاقته المصرفية.
الشيخ جلس على أحد الكراسي والابن راح يملأ استمارة تخص البطاقة، وكان البنك مملوءًا بالمراجعين، فصاح الشيخ بصوت عال يسمعه الجميع:
البطاقة ما زالت جديدة، فلماذا نبدلها؟
دنى الولد من أبيه ووضح له بهدوء: صحيح أنها ما زالت جديدة لكن تأريخها قد انتهى.
عجبني الابن لسعة صدره وفهم أبيه.
لا شك أنه كان قد وضح من قبل سبب مجيئهما للبنك لأبيه، لكنه شيخ كبير قد ينسى أو لا يقتنع بالدلائل التقنية التي نراها واضحة ومقنعة.
فهو ليس من هذا الجيل الإلكتروني ولا يعرف معنى انتهاء التأريخ لبطاقته. هو يراها لم تزل جديدة ولا حاجة لتبديلها.
فيا صديقي، إن كان أبوك شيخًا كبيرًا طاعنًا في السن كشيخنا هذا، فافهمه؛ إن طلب منك أن ترافقه إلى مكان ما – للبنك وما شابهه – اهبب معه ولا تتثاقل؛ فإن رفضتَ تُعدُ من ناكري الجميل، من أولئك الذين يوصفون بالعاقين. استمر في القراءة “قصة قصيرة”افهم أباك”/ بقلم: سعيد مقدم (أبو شروق) “
الموقع لا يتحمل أي مسؤولية عن المواد المنشورة ويتحمل الكّتاب كامل المسؤولية عن الكتابات التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكية أو حقوق الاخرين