
أكاد أجزم أنه قبل انطلاق شرارة (عاصفة الحزم) الحاسمة المباركة، كان كثير من العرب، فضلاً عن السواد الأعظم من بقية شعوب العالم الأخرى، يجهلون وجود دولة عربية اسمها (الأحواز) على الخارطة، ترزح تحت أغلال الاستعمار الإيراني منذ تسعة عقود؛ بل أحسب أنه حتى المثقفين والمشتغلين بالسياسة، الذين كانوا يدركون وجودها، يجهلون حقيقة ما ترزح تحته من نير استعمار صفوي بشع؛ تفنن في ممارسة ظلم أهلها، وأذاقهم الأمرين، وأبدع في طمس هويتها.
لقد تابعت حديث الأخ الفاضل المناضل المجاهد، الأستاذ محمود حسين بشاري الكعبي، أحد أبرز مؤسسي الجبهة العربية لتحرير الأحواز، التي تأسست عام 1401 ه، الموافق للعشرين من أبريل عام 1980 م، ورئيسها الأسبق، الذي استضافته قناة العربية في برنامج (الذاكرة السياسية) على مدى شهر تقريبا؛ أقول.. تابعت حديث الرجل بمشاعر مختلطة، متفقة حيناً ومتناقضة أحياناً أخرى، فيها كثير من الحزن والألم والحسرة والدموع، لكن في الوقت نفسه، مترعة بالأمل والتفاؤل واليقين. استمر في القراءة “الأحواز تستصرخنا ملء الفاه: وا… عرباه!/بقلم:اللواء الركن م. د. بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود”