تتعدّد معاناة الأسرى في سجون الإحتلال الفارسي ولكنّي أريد الحديث هنا عن الوحوش التي كانت تبثّ الرعب في ليالي سجون كارون وتسلب النوم والراحة النسبيّة من السجناء. النوم الذي كان السبيل الوحيد للتخفيف عن الهموم وتحرير الروح من الأسر وخروجها من السجن ولو لثوان أو لدقائق أو لساعات، وذلك رغم أنه وبعد مرور سنوات من السجن، فحتّى الأحلام تكون حبيسة السجن هي الأخرى ونادراً ما نحلم بذكريات حدثت خارج السجن.
//خاص المدارنت//… مرّت فترة عامين، قبل أن
يقرّر الملك شارلمان الخامس الردّ على رسالة شاه اسماعيل الأول، ليس فقط بسبب سيطرة
العثمانيين على الطرق الى أوروبا، وإنما أيضاً، بسبب الوقت الذي استغرقته التحقيقات
للتأكد من صحة الرسالة، والمشاورات بين حكام أوروبا، من أجل اتخاذ القرار بالردّ عليها.
وفي ما يلي ننقل نصّ جواب شارلمان (أهم حكام اوروبا) مترجماً من الألمانية:
“الى الأمير الأعلى نسباً والمقتدر شاه اسماعيل
الصوفي شاهنشاه ايران، الأخ وأحسن صديق لنا. أنا الأمير شارلمان عالي النسب الذي بقوة
رَبِّه المسيح، أصبح إمبراطوراً لروما والعالم المسيحي، ملك ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا
وغرناطة وغيرها، أرسل هذا الخطاب الى الملك الزاهد والسعيد شاه اسماعيل الصفوي شاه
ايران، أخينا وصديقنا.
كَبُرَ الداء والدواءُ قليلُ
و قلبي اليوم مُتيَّمٌ و عَليلُ[1]
لم یمر عام واحد علی رحیل العالم الاجتماعي ” البروفيسور علي الطائي ” حتى فجعت الساحة الآكاديمية الأحوازية بنبأ وفاة الدكتور جاسم مشعشعيان، الطبيب ألذي حاول و طيلة عقود من الزمن أن يداوي جراحات مجتمعه و آلامه بكل إخلاص و صفاء.
و إن كان أغلبية أطباء اليوم لم يدخلوا ساحة و لا نشاطا غير عملهم المهني إلا أن الدكتور جاسم مشعشعيان كان في طليعة الناشطين و من رواد إنتفاضة الوعي في الساحتين الفكرية و الثقافية حيث حضر عشرات الندوات و قدم الكثير من المحاضرات حتى أصبح يشار إليه بالبنان و كأنه علم في رأسه نار مثلما قالت الخنساء .
لندن- موقع كارون الثقافي– تداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر اليوم الأربعاء (24 يوليو 2019)، خبر وفاة أحد أبرز أبناء الأحواز الغيارى، الدكتور جاسم المشعشعي، بعد معاناة طويلة مع مرض عضال. وجاء في البيان الذي تم نشره من قبل الأسرة المشعشعية في الأحواز: ” بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الأسى والحزن نعلن وفاة المغفور له السيد الدكتور جاسم المولى المشعشعي، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون”.
وسيقام مجلس
تأبين على روح الفقيد غداً الخميس 25 يوليو 2019 في مسجد الامام الحسين الكائن في
حي “فرهنك شهر” بمدينة الأحواز.
وبهذه المناسبة الأليمة اتقدم بأحر التعازي إلى شعبنا العربي الأحوازي، وإلى الأسرة المشعشعية الكريمة في وفاة فقيد الوطن المرحوم باذن الله السيد جاسم المشعشعي، ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبله بالمغفرة والرحمة، وان يلهم اهله وذويه الصبر والسلوان. وانا لله وانا اليه راجعون.
حامد الكناني
الموقع لا يتحمل أي مسؤولية عن المواد المنشورة ويتحمل الكّتاب كامل المسؤولية عن الكتابات التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكية أو حقوق الاخرين
موقع كارون الثقافي– مرت معظم الجاليات العربية خلال السنوات الأخيرة بحالة من التشتت والتباغض والتنافر والضعف، فالصراعات السياسية والطائفية والقومية التي شهدتها عواصم شرق أوسطية تركت بصماتها السلبية على معظم أفراد الجاليات العربية في بريطانيا وجعلتها أن تفقد الثقة بنفسها وبقدراتها الذاتية، ولم تكن الجالية الأحوازية في بريطانيا مستثناءة من هذا الوضع، كما ساهمت صراعات التنظيمات السياسية الأحوازية والمصالح الشخصية والفئوية والرسوبات القبلية والمناطقية في خلق هذه الأجواء السلبية.
ورغم مرارة الوضع وتراجع العلاقات الاجتماعية بين أفراد الجالية؛ لم يفقد الفرد الأحوازي أمله في الحياة وثقته بأخيه الأحوازي، فالشعب العربي الأحوازي سبق وأن مر بظروف صعبة للغاية، ظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية فرضتها سلطات غازية وحاقدة، لكنه تمكن من مقاومتها والفوز عليها بفخر واعتزاز، مسترجعاً ثقته بنفسه، متحدياً جبروت الغزاة وقوتهم المادية، فالأحواز كانت وستبقى دائماً حبلى بالرجال الشرفاء الأوفياء لوطنهم و لثقافتهم و أخلاقهم ومجتمعهم.
قلت لصاحبي شِم النخيل، شِم المياه،شِم السماء، شِم الوجوه، هل تستشم رائحة اجدادنا؟ انا أستشمها بكل جوارحي واذوقها بفؤادي، طعم العروبة هنا في ملقة المدينة الأندلسية المستلقية على اجنحة البحر والنخيل وسادس اكبر مدينة إسبانية حاليا.وصلنا الى مطارها والشمس في كبد السماء، كلمتني بلغة النور قائلة ” يا عزيزي انت في ارضك، في وطنك الضائع، شاهد واعتبر، انتم اقدم من عرب الأندلس في دياركم، فلايمكن لعدوكم ان يستأصل وجودكم الا اذا تهاونتم وأذعنتم للذل والتمييز، كما تهاون ابوعبدالله محمد الصغير في القرن الخامس عشر مع الملك فرناندو إيزابيلا – ملك غشتاله واراغون- مسلما مفاتيح غرناطة، عاصمة الأندلس للملك الإسباني، بل والأحقر من ذلك رفض فرناندو ان يقبل محمد الصغير يده واضطر ان يهاجر الأخير الى المغرب ويموت هناك. أينما حلينا خلال الايام التي قضيناها هنا ( من ٥-١٠ تموز ٢٠١٩) شاهدنا الملامح العربية في المباني والقصور والبشر ولم يستطع الإسبان ان يمحو المعالم العربية الباقية من ثماني قرون حكم العرب هنا بل وأحيانا لم يريدوا ذلك.
تكتسب هذه القراءة أهمية كبيرة بل هي ضرورية وملحة،
بسبب الظروف المعقدة التي تعيشها البلاد العربية، حيث يواصل المشروع الإيراني مدّ نفوذه
بأشكال مختلفة، أخطرها تغلغله في النسيج الاجتماعي والعقلي والروحي.
تمتد جذور السياسية الخارجية الإيرانية لقرون طويلة
عبر التاريخ، قبل الاسلام وبعده، لكن لا مجال هنا للتعمّق في أغوار التاريخ. لذا ستنطلق
هذه الدراسة من العهد الصفوي، الذي استلم السلطة في ايران منذ ١٥٠١م. وحتى ١٧٢٢م. لأنه
يلعب دورا هاما في تأسيس السياسة الخارجية الحالية، المبنية على عدة أفكار فلسفية واجتماعية.
قبل أي شيء، إن السياسة الإيرانية هي سياسة وطنية مبنية
على أسس مصلحية، وليس دينية او مذهبية. وهذا يعود الى الدولة الصفوية، التي استطاعت
ان تربط العامل المذهبي وتضعه في خدمة العامل الفارسي، المستند الى اللغة الفارسية،
ومصلحة وهيمنة الدولة الإيرانية ـ الفارسية على الشعوب، التي تعيش حاليا تحت سلطتها
وتحت سلطة الدول المجاورة.
كثير منا شاهد او سمع عن أفلام الرعب الزومبي – الأموات المتحركون أو القتلى الاحياء- شكل لأشخاص توقفت قلوبهم وأجهزتهم واعضاءهم الحيوية عن العمل، حيث تبقى حركة أجسادهم الشيء الوحيد الباقي لهم من عالم الأحياء، فهم يسيرون بشكل بطيء جداً وكأنهم نائمون. المراد من ذلك في هذه المذكرات هنا سرد رواية أناس أشبه بالزومبي شاهدتهم بأم عيني.