
مقدمة
تدخل الاحتجاجات في الأحواز أسبوعها الثالث، بعد تصاعد الغضب الشعبي، مع قيام النشطاء بإغلاق الطرق الرئيسية في المحافظة، واقتحام مكتب البلدية، جراء موجة جديدة من الجفاف بعد عمليات تحويل لمسار أنهار المنطقة إلى المدن الفارسية، لتشهد مدن الأحواز عطشاً تركها بدون ماء للشرب والاستخدامات الأساسية الأخرى.
كما عانى سكان الأحواز انقطاعاً مستمراً في التيار الكهربائي تحت حرارة حارقة تزيد على 50 درجة مئوية، أضف إلى ذلك ارتفاع معدلات البطالة وزيادة الأسعار وانتشار الفساد في جميع المؤسسات الحكومية.
وستحاول هذه الورقة البحثية إلقاء الضوء على تطورات الأوضاع في الأحواز وأبعادها السياسية، وتتبع ما يمكن أن تفضي إليه احتجاجات العطش وسياسات التهجير الإيرانية، التي تم اعتمادها على مدار العقود الثلاثة الماضية، وما سيؤول اليه مستقبل هذا الحراك.
الأحواز.. نبذة مختصرة
تشكل الأحواز القسم الشمالي الشرقي من الوطن العربي، وتطل على رأس الخليج العربي وشط العرب وشرقه، من خلال حدودها الجنوبية، وهو إقليم عربي، وشعبه الذي يربو على خمسة الملايين نسمة لايزال يحتفظ بكل الأواصر القومية والاجتماعية والثقافية التي تربطه مع البلدان والشعوب العربية الأخرى.
استمر في القراءة “هل سيتوقف القمع الإيراني؟ … الأحواز بين العطش والثورة/بقلم: د. هدى شاكر معروف”