
في أوائل القرن العشرين، لم تكن المحمّرة (التي تُعرف اليوم بـ”خرمشهر”) مجرد إمارة مزدهرة في أطراف الخليج العربي، بل كانت عاصمة فعلية لإقليم عربستان، الحاضنة لهوية عربية مستقلة سياسيًا وثقافيًا. حكمها الشيخ خزعل بن جابر آل مرداو، بحنكة سياسية جمعت بين الولاء الرمزي لإيران، والتحالف الاستراتيجي مع بريطانيا وأمراء الخليج العربي.
كانت علاقاته مع الإمبراطورية البريطانية مميزة، إلى الحد الذي كانت فيه سفن الهند البريطانية تطلق التحية المدفعية حين تمرّ بقصره المطل على نهر شط العرب، وهو ما أكدته دوروثي فان آيس، وهي من أبرز الشهود الأجانب على تلك المرحلة الذهبية، إذ قالت في مذكراتها:
استمر في القراءة “المحمّرة… حين كانت عاصمة عربية قبل أن تطمسها طهران|بحث وتدوين: حامد الكناني”