
في خريف عام 1958، وبعد أن اجتاحت ثورات العراق وسوريا ومصر أرجاء الوطن العربي، ارتفعت موجة القومية العربية لتصل إلى قلب الأحواز. كانت هذه التغيرات السياسية تُثير القلق في أروقة القنصليات البريطانية، التي كانت تراقب عن كثب كل تحرك يمكن أن يهدد مصالحها وحلفاءها في المنطقة. رسالة سرية من القنصلية البريطانية في البصرة تعكس هذه المخاوف بوضوح.
فقد ناقشت الوثيقة إمكانية إقراض المحمرة “عربة سينما” وملحقاتها، بهدف نشر أفلام عربية، لكن مع الحرص على وضع شروط صارمة تحمي مصالح بريطانيا، وتضمن ألا يتحول هذا النشاط الثقافي إلى أداة للقومية العربية المستعرة.
استمر في القراءة “الأحواز بين المد القومي العربي والهيمنة الإستعمارية عام 1958”