ماتت المهندسة العراقية زها حديد ولم تقدّم تصميمًا واحدًا لمشروع عصري يقام في بلدها الأصلي العراق، مثيلًا للتصميم الذي اقترحته لتطوير أرض المعارض المصرية (كايرو أكسبو سيتي)، أو لمحطات المترو والجسور والمتاحف في مواقع مختلفة من العالم. يتساءل الحضريّون العراقيون عن المسافة الشائكة التي فصلت زها عن الأرض العراقية، فلم تحتضن ضفاف دجلة أو شط العرب واحدًا من تلك الأجنحة الطائرة لتصميمات المهندسة العالمية بلمسات رافدينية على بيئة نائخة بثقلها المعماري الصحراوي.
لا أعرف كيف ضاعت هذه الفرصة الحضارية، لكنني لا أزال أتخيل المنظر الفضائي لزاوية التقاء الأنهر الثلاثة في القرنة (دجلة والفرات وشط العرب)، والمنبسطات السهلية التي ستضيف زها لمساتها على هذا الموقع، وما ستزيده مهندستنا من امتداد قد يفوق تصميم ذلك القرص الدائري المائل لمكتبة الإسكندرية، شاهدًا على اضطجاع الروح المصرية الحكيمة بين أذرع النور استمر في القراءة “البصرة – الإسكندرية/ بقلم: محمد خضير-كاتب عراقي”
الموقع لا يتحمل أي مسؤولية عن المواد المنشورة ويتحمل الكّتاب كامل المسؤولية عن الكتابات التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكية أو حقوق الاخرين