
لندن- موقع كارون الثقافي-مادة منقولة- اشتهر الشاعر فؤاد جرداق بشعره الوطني. ولعل أشهر قصائده قصيدة مطلعها «وطن سراحين الذئاب تسوسة». وكان ذلك في الثلاثينات وفي احدى المناسبات، فتناقلت السنة الرواة ابيات القصيدة وتناسختها اقلام الوشاة حتى نقلها احدهم اخيرا الى المستشار الفرنسي في مرجعيون والذي احالها بدوره الى ضابط الدرك للتحقيق واجراء المقتضى.
فطلب الجرداق الاطلاع على الابيات ليستطيع الاجابة بشأنها. وبعد ان اطلع عليها واستطاع التكهن بهوية صاحب الوشاية بدأ يقرأ بصوت جهوري وكأنه في احد مواقفه الخطابية:
وطن سراحين الذئاب تسوسة ماذا يفيد لشعبه تقديسة صمت الأولى أهل الحصافة والنهي وتفردت بالرأي فيه تيوسة وطن بلا طول ولا عرض ولا شكل ولا حجم، فكيف أقيسة
فقاطعه الضابط مداعبا : قل لي كيف كنت ستقيس مساحة لبنان لو أتيح لك ذلك ؟ اجاب الجرداق: سامحك الله كيف ظننت أنني أعني لبنان في ابياتي هذه عن بلاد عربستان؟ فانفرجت اسارير الضابط وقال: وإذا اردت ان تختم هذه الابيات التي نظمتها عن بلاد عربستان ببيت عن لبنان، فماذا تقول فيه: قال الجرداق:
يا حبذا وطني على علاته مهما تمادى بالخني جاسوسة (سلام الراسي – «الحبل على الجرار»
المصدر: الإتحاد, 24 كانون الأوّل 1999
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.