
لندن- حامد الكناني- نشرت صحيفة ديلي نيوز الإنجليزية في عددها الصادر يوم الجمعة 12 ديسمبر (كانون الأول) 1924 هذا الخبر القصير الذي عنونته بـ “السلام النفطي”.
“السلام النفطي”
“بحسب برقية وردت في لندن من البصرة (علمت وكالة رويترز). تم عقد اجتماع في الأحواز (مقر شركة النفط الأنجلو-فارسية) بين رئيس الوزراء الفارسي ووزير الحربية وشيخ المحمرة، حيث تمت تسوية جميع المسائل العالقة بين الأخير والحكومة المركزية بشكل مرضي. وتضيف البرقية أن هذه المصالحة تضمن الأمن المستقبلي لعربستان والتطور الأسرع للموارد الغنية في هذا الجزء من بلاد فارس.”
كان امير عربستان قد استغل موقف بلاد فارس الحيادي حين اشتعلت نيران الحرب العالمية الاولى عام 1914 حيث دخلت القوات العثمانية اراضي عربستان الأحواز تحت ذريعة فتوى الجهاد الصادرة عن مراجع الشيعة آنذاك. وكانت بلاد فارس وفقا لمعاهدة ارضروم الثانية 1847 ملزمة بالدفاع عن عربستان وسيادتها العربية في حال ان حصل لها عدوان اجنبي، ففي عام ١٨٥٧ اي بعد عشر سنين من عقد معاهدة أرضروم الثانية ارسلت بلاد فارس قوات عسكرية لعربستان حين غزت بريطانيا الأحواز لكنها لزمت الحياد في الحرب العالمية الثانية ولهذا اوقف الشيخ دفع الخراج السنوي الذي كانت تدفعه المحمرة لبلاد الشاه القاجاري لمدة عشر سنين معتمدا على الضمانات والعهود البريطانية التي تعهدت هي الاخرى بحماية السيادة العربية في عربستان. لكن السياسة البريطانية تغيرت في تلك الفترة وتحججت الحكومة الفارسية بقيادة رضا خان بموضوع الخراج السنوي المتاخر. علما انه خراج ديواني وليس ضرائب (ماليات) كما يروج له.
في اكتوبر ١٩٢٤ حصل الهجوم العسكري للقوات الفارسية على حدود عربستان الشرقية عند منطقة زيدون ولكنها فشلت بعد ما تصدت لها القوات العربية. وبعدها لجأ رضاخان بالتنسيق مع السفير البريطاني للحيلة وايهام امير الاحواز بالمصالحة وحل المشاكل العالقة بين الطرفين والتي وصفوها بالسلام النفطي. وبعد قسم رضاخان بكلام الله وتعهد الحكومة الفارسية التي كان يرأسها وكفالة الانجليز لمخرجات الحوار بلع الشيخ الطعم وصدق كذبة السلام النفطي الذي تحول الى كارثة على الشعب والوطن الأحوازي خلال مائة عام مضت.


تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.