
لندن- موقع كارون الثقافي- تتحدث الصفحة الأولى من صحيفة “اسطنبول” في عددها الصادر في 17 ديسمبر 1913 عن المصالحة بين الحكام العرب وسعيهم عقد مؤتمر قمة عربية من أجل العمل على تشكيل اتحاد عربي يضم جميع الأوطان العربية وهو الحلم الذي لم يتحقق وذلك بسبب اندلاع أحداث الحرب العالمية الأولى وتغيير خريطة المصالح الغربية في المنطقة العربية حيث اعادت تشكيل موازين القوى وظهرت دول وامارات جديدة واختفت عربستان الأحواز من الخريطة السياسية العربية. كما تتحدث الصحيفة عن تزايد الوعي القومي العربي ومعارضة السياسة التوركية في الصحف التي كانت تنشر في البصرة وبيروت وهو الأمر الذي دفع السلطات العثمانية اصدار احكام أدت لسجن الصحفيين و اغلاق هذه الصحف وتغريم أصحابها. جاء في هذه الصحيفة ما نصه:
المؤتمر العربي
تستعرض الصحف المصرية تفاصيل جديدة عن الوضع في الجزيرة العربية وعن المؤتمر المزمع عقده في البصرة. تنقل المعلومات التالية من جريدة المؤيد:
تم حل النزاع القائم بين أمير مكة حسين باشا وشيخ نجد والأحساء الأمير عبد العزيز آل سعود باشا. وتم التوصل إلى اتفاق بين هذين الزعيمين. وتم إرسال وفود إلى الجانبين لتبادل الهدايا وتعزيز هذا التفاهم. ومن المرجح أن يعقد المؤتمر المزمع عقده في بداية يناير المقبل.
وتتبادل في هذا الموضوع مراسلات بين عبد العزيز آل سعود باشا والشيخ مبارك الصباح باشا. واضطر وفد إلى المغادرة في أول شهر محرم من الكويت إلى الرياض مقر السعوديين لإقناع عبد العزيز باشا بفرصة عقد هذا المؤتمر في الكويت. وكان من المقرر أن يغادر وفد آخر إلى حائل، موطن الأمير بن رشيد، لنقل تحيات مبارك الصباح باشا ودعوته إلى الكويت. ويعمل (طالب) النقيب بك من جانبه على إقناع عشائر البصرة والمنتفج بإرسال ممثلين لذلك المؤتمر. والقادة العرب الذين أبدوا موافقتهم حتى الآن على انعقاد هذا المؤتمر هم:
الأمير سعود ، شقيق عبد العزيز آل سعود باشا؛
جابر بك بن مبارك صباح باشا.
جاسب بن خزعل خان شيخ المحمرة؛
حمد بك السعدون شقيق عجمي بك السعدون؛
السيد طالب النقيب .
وتطالب الصحف العراقية بألا يقتصر هذا المؤتمر على العرب فقط تحت قيادة مستقلة، بل على الأمة العربية برمتها.
إيقاف الصحف العربية

علاوة على ذلك، وبأمر من والي بيروت، رفع المدعي العام الإمبراطوري دعوى قضائية ضد المدير المسؤول عن صحيفة المفيد. وحكم على الأخير بالحبس شهرين وغرامة ثلاثين جنيها.
ووفقاً لمعلومات من الراعي الأمون، فإن صحف البصرة انخرطت في منشورات تتعارض مع مصالح الإمبراطورية (العثمانية)، وقد تلقت الولاية أمراً من وزارة الداخلية بوقف نشر جميع هذه الصحف. وتم إيقاف صحيفة “النهضة” التي تصدر في بغداد، والحكم غيابيا على صاحبها.
المصدر:
المكتبة الوطنية الفرنسية، مجلة اسطنبول اليومية والسياسية والأدبية، القسطنطينية، 17 ديسمبر 1913، ص:1
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.