لندن- موقع كارون الثقافي- حامد الكناني- تروي لنا الوثائق البريطانية حادثة ظريفة حدثت في فترة تزايد المد القومي العربي حيث ظهرت إذاعات في بغداد والقاهرة تتبنى خطاب قومي عروبي كان يصل صداها لمسامع ابناء الشعب الاحوازي الذين عزلوا عن امتدادهم الطبيعي وفرضت عليهم لغة فارسية وثقافة أجنبية مقيتة.
تشير الوثيقة البريطانية إلى ان أثر متابعة الاحوازيين للاذاعات العربية وخوفا من التأثير عليهم اقترحت القنصلية البريطانية العامة في البصرة وبالتنسيق مع السلطات الفارسية تدشين سينما متنقلة تعرض افلاما وثائقية وخطاب معادي للزعماء العرب بغرض التصدي للخطاب القومي العربي. وكانت هذه السينما المتنقلة تقلها مركبة خاصة تم استيرادها من بغداد إلى الأحواز لهذا الغرض فيما اوكلت مهمة صنع المحتوى للسلطات الفارسية. كانت السينما تذهب للقرى العربية وتعرض الافلام. كانت جموع العرب تجلس امام شاشة السينما المتنقلة لكنها لا تعير اهتماما للنص الصوتي الذي كانوا يسمعونه بل كانوا يتابغون المشهد الصوري فقط وهذا ازعج الجهات البريطانية والفارسية حيث كان العرب ياخذهم الحماس والهياج حين تظهر شخصية عربية مثل جمال عبدالناصر او غيره من الزعماء العرب، تغرد النساء حينها ويهزج الرجال الأهازيج (يزل) وهو الأمر الذي دفع السلطات الفارسية ومعها الانجليزية التخطيط لانشاء إذاعة عربية وبعدها تلفزيون ناطق باللغة العربية ليس حبا بالشعب العربي الأحوازي وانصاف ثقافته ولغته بل من باب مواجهة الاعلام القومي العربي والتصدي له.
ولهذا الغرض جاء للاحواز في عام 1958 اعلامي اردني وهو أحد أعمدة الإعلام في الأردن، حيث كلف بتدشين إذاعة عربية في الأحواز، وبقي هناك لأربع سنوات وكان متواصل مع الثوار العرب ضد النظام البهلوي في الستينيات، ففي لقاء لهً: “تعاطفت مع قضيتهم. ساعدت في تمرير معلومات لبرنامج إذاعي يقدمه عبد الهادي البكار من إذاعة صوت العرب في القاهرة وكان يتناول فيه أطماع إيران التوسعية”. وفي عام 1962 اضطر شاهزاده لمغادرة إيران بعد التحقيق معه من مكتب المخابرات في إيران (السافاك) إثر شكوكهم في مساعدته معارضي النظام البهلوي من العرب.
وفي عام 1975 كان هناك طلاب اردنيون في امعة طهران وكانوا زملاء لشقيقي رحمه الله ولاكثر من مرة زاروا الاحواز واتذكر كان معظم الحديث بينهم وبين الشباب العربي هو اوجه التشابه في العادات والتقاليد العربية بين الشعب الاحوازي والشعب الاردني الشقيق.

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.