النفط الذي جعل مطالب الأحوازيين وحقوقهم الإنسانية تتعارض مع المصالح الدولية..تقرير خاص بمناسبة الذكرى الأليمة لمجزرة المحمرة عام ١٩٧٩

خاص موقع كارون الثقافي- احداث المجزرة- استفاق أهالي المحمرة عاصمة الشيخ خزعل بن جابر بعد نصف قرن من احتلالها على أصوات إطلاق النار المكَثف والانفجارات و مزامير سيارات الإسعاف والسيارات العسكرية وانتشار القوات البحرية و الميليشيات الفارسية والموالية لهم من العرب المرتزقة في شوارع المدينة. كان ذلك في الصباح الباكر من يوم الأربعاء الثلاثون من مايو 1979م ، طوقت هذه القوات المراكز الثقافية و السياسية وتم إطلاق النار بشكل عشوائي على المارة وأصحاب المحلات و استشهد المئات على اثر ذلك. كما أغرقت القوات البحرية قوارب كانت تحمل العمال و الموظفين الذاهبين من منطقة كوت الشيخ إلى أعمالهم في الجانب الثاني من النهر وشط العرب وتم مداهمة المئات من المنازل من قبل الميليشيات و اعتقل المئات من الشباب العربي و كانت السيارات العسكرية تقوم بنقلهم إلى الشمال الأحوازي حيث مدينتي تستر و دزفول على بعد أكثر من 120 كيلو متر عن المحمرة. بعد الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة المحمرة والمجزرة البشعة التي ارتكبتها القوات المسلحة الإيرانية والميليشيات المسلحة الفارسية والموالين للفرس من العرب حاول الأحوازيون تدويل قضيتهم رغم ضعف الامكانيات الاعلامية المتوفرة والحصار الاعلامي المفروض من الدول الغربية التي سلمت الأحواز للفرس وشاركت طهران في نهب ثروات الأحواز النفطية خلال عهد البهلوي الدموي والمظلم؛ نشرت بعض وكالات الأنباء الأجنبية والاذاعات، تفاصيل الأحداث الدموية التي تعرض لها أبناء الشعب العربي الأحوازي في ربيع الثورة الإيرانية وعلى يد من يدعي الثورية والتغيير وذلك نقلا عن المصادر الرسمية الفارسية التي لم تكن منصفة في الأرقام وتفاصيل الاحداث اطلاقا.

الحكومة الإيرانية تغدر بالشعب العربي الأعزل
وكان محافظ شمال الأحواز(خوزستان)،احمد مدني قد اجتمع مساء يوم الثلاثاء 28 مايو 1979 بالشيخ عيسى الخاقاني الذي عينه الخميني رسميا وكيلا عنه لحل الأزمة، في مبنى قائممقامية المحمرة وكان علوي قائم المقام وحقاني رئيس البلدية واثنان من المعممين الفرس، ديباجي والياسي ضمن المشاركين في هذا الاجتماع ، وأخبرهم مدني بصفته محافظ الأحواز بانتهاء الأزمة وأن الخميس سيشهد اليوم الأخير لهذه المشاكل إن شاء الله، وانتهت الجلسة في الساعة الثانية والنصف قبل الفجر.
” وفي الساعة الرابعة صباحاً أي بعد أقل من ساعتين، ومع اذان الفجر كانت كل مدينة المحمرة تحت مرمى نيران المدفعية من البحرية الإيرانية وإطلاق الرصاص الحي على كل من يتحرك فيها، بهجوم مكثف من قوات الجيش والحرس على المنظمات السياسية والثقافية العربية وقتل من فيها، مجزرة المحمرة هذه استمرت لثلاثة ايام انقطعت فيها المدينة عن العالم الخارجي وقد خلفت المجزرة أربع مئة قتيل أغلبهم لا يدرون لماذا قتلوا؟ وامتلأت المستشفيات بالجرحى، وقد عثر على أكثر من سبعين جثة طافية في شط العرب!!، كان يؤلمني جداً تذكر جثمان السيدة العجوز التي ادت صلاة الفجر وصعدت إلى سطح البيت حيث التنور لتخبز لأبنائها فاصطادها قناص فارسي أهوج، وكذلك الطفل عباس بن صبري الذي يخرج قبل طلوع الشمس لغسل السيارات لمعاونة والده المعاق، حيث اخترقت جبهته رصاصة طائشة، جعلت والده المعاق طائش الفكر يجوب الشوارع بحثاً عن عباس ثم يقف مطرقاً ليخبر المارة أن عباس قد مات!.” (الخاقاني، 2013)

تقارير الصحافة عن المجزرة
وأثناء تلك الحملة العسكرية الهمجية كان يتواجد مراسل صحفي لمجلة (طهران مصوّر) وكان يغطّي الأحداث حينها وقد كتب يقول عن هذا الطفل وهو يرافقه في الإسعاف حتى وصوله للمستشفى، وقد روى ما حدث هذا المراسل عن ما كان قد حدث للطفل وأمه التي كانت قد أرهقها البكاء ولطمها على وجهها جرّاء ما حصل لابنها حيث قالت: عزيزي يا بني، من أين أتاك هذا المصاب؟ وهي تبكي وترى ابنها والدم يغطّى وجهه وجسمه، وأبو الطفل يحاول أن يرفع من معنويات الطفل و- من خلاله للأم – فيقول له:سوف تشفى غدا إِنشاء الله يا بني، كي ترجع وتلعب مع الأطفال، ولكن الطفل البريء تمر عليه لحظات صعبه وكأنه يقول لهما : إلى اللقاء يا أمي ويا أبتي، وعلى غير موعد يفارق الحياة، وتذرف دموع المراسل ويخرج من المستشفى. (رنجبر, 1979 م).
أجرى مراسل وكالة أنباء رويترز مقابلة صحفية مع آية الله الخاقاني في المحمرة جاء فيها:” حذر الخاقاني من تدهور الأوضاع و قال أن الهجوم قد بدأ بعد أقل من نصف ساعة من المحادثات والتوافق مع جهات حكومية وأخرى مدعومة من الحكومة حيث هاجمت القوات الحكومية والميليشيات المسلحة بقيادة محافظ الأحواز سيد احمد مدني المنظمة السياسية للشعب العربي الأحوازي والمركز الثقافي العربي في المحمرة وأكد الخاقاني على استعداده لمتابعة الحوار والتفاوض مرة اخرى في حال أن رغبة الحكومة في طهران وأضاف علينا تحقيق السلم والوصول الى السلام غير ذلك من الممكن أن تخرج الأوضاع عن السيطرة وتزداد الأمور أكثر دمارا”.
(وكالة أنباء بارس، التقارير الخاصة، النشرة رقم: 1358/3/11 ،نقلا عن رويترز،ص10)
اما اذاعة لندن قالت: “حذر الخاقاني من اتساع الأزمة وانفجار الأوضاع في حال عدم إقالة محافظ الأحواز أحمد مدني.”
من جانب آخر نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريرا مطولا نقلا عن أحد المقربين للشيخ الخاقاني أن المنظمة السياسية للشعب العربي الأحوازي تنوي إرسال شكوى للأمين العام للأمم المتحدة كورت فالدهايم ولجنة القضاة الدولية ومقرها لندن تدعوهم للتحقيق في ملابسات المجازر التي ارتكبت ضد العرب العزل.
(وكالة أنباء بارس، المصدر السابق،ص 10)
الوثائق تثبت استعدادات حكومية لارتكاب المجزرة
في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة اطلاعات الإيرانية خبر مفاده ان الحكومة الإيرانية دعت ممثلي الشعب العربي الأحوازي للتفاوض حول مطالبهم القومية (اطلاعات, 1358) كان الادميرال احمد مدني وبدوافع عنصرية فارسية يعد العدة لقمع الشعب العربي ومنعه من تحقيق أي مطلب قومي، “ارسل الادميرال احمد مدني بتاريخ 19 مايو 1979 برقية الى وزير الداخلية الايراني اصغر حاج سيد جوادي طالب فيها مراجعة رئيس الوزراء وقائد الاركان وباقي الجهات المسئولة في الدولة الايرانية بشكل عاجل وذلك من أجل ما وصفه في برقيته بوضع المنطقة الخاص والتصدي الحازم لأعداء الثورة في المنطقة ومنحه قيادة القوات الأرضية والجوية الموجودة في الأحواز بالاضافة الى قيادة القوة البحرية التي كان يتمتع بها من قبل حتى يتمكن من توظيفها في قمع العرب في المدن والارياف وعلى الحدود الأحوازية مع العراق.
[وثيقة رقم :114611 مركز دراسات والبحوث الحربية رقم 2/65 بتاريخ 29-02-1358 برقية محافظ الأحواز إلى وزير الداخلية].

جانب من لقاء آية الله الخاقاني بقائد الثورة الإيرانية لخميني في قم.

مراجع الشيعة لا يدينون جرائم النظم الفارسية في الأحواز
انتقد المفاوض العربي الشيخ عيسى الخاقاني المكلف من قبل قائد الثورة الخميني والحكومة الإيرانية المؤقته، صمت مراجع الدين الشيعة من الجرائم البشعة التي ارتكبت ضد الشعب العربي الأحوازي الأعزل قائلاً:” في نهاية هذا الموضوع أنه مما يؤسف له أن جميع الآيات العظام لم يكلفوا خواطرهم ببعث برقية مواساة إلى المنطقة بسبب الأحداث الأخيرة، وبالطبع كان الناس يتوقعون منهم أكثر من ذلك”. ورفض الخاقاني اعتذار الخميني، حيث بعث الخميني الذي زعم براءته من المجازر التي ارتكبت ضد العرب في المحمرة، ابنه أحمد للاعتذار من الشيخ محمد طاهر الخاقاني وهو قيد الاقامة الجبرية بأوامر من الخميني نفسه بمدينة قم الإيرانية، لكن الخاقاني رفض الاعتذار مخاطباً أحمد الخميني: “أخبر أباك بأن موقفة سيطول معي أمام الله ورسوله يوم يعرض الناس عليه أجمعين”. وقد توفي آية الله العظمى الشيخ محمد طاهر الخاقاني في منفاه بمدينة قم.

الزعيم الروحي للشعب العربي الأحوازي والمرجع الشيعي العربي آية الله الشيخ محمد طاهر الخاقاني رحمه الله.

النظام يتهم احمد مدني بالعمالة لأمريكا!
بعد استحواذ رجال الدين على السلطة في إيران وتصفية التيارات الليبرالية واليسارية الإيرانية وتنظيمات الشعوب غير الفارسية التي ساهمت وشاركت بشكل كبير أحداث ثورة عام 1979 والاطاحة بالنظام الملكي واستبداله بنظام جمهوري اسلامي، اقدمت مجموعة من اتباع الخميني من الطلاب على اقتحام السفارة الأمريكية في طهران تمهيداً لاجتثاث القوى السياسية المنافسة من خلال نشر وثائق تخوين مستخرجة من آرشيف السفارة الامريكية، الأمر الذي ادى إلى تجميد عمل رئيس الحكومة المؤقته، مهدي بازركان وعزله عن العمل السياسي، وهروب الرئيس الإيراني المنتخب ابو الحسن بني صدر واعتقال مجموعة من اعضاء حكومته واتهام الجنرال احمد مدني بالخيانة، حيث هرب مدني من إيران عام 1980 وعاش في ولاية كولورادو الأمريكية حتى أصيب فيها بمرض عضال ومات عام 2003م.
وطالب الخاقاني بضرورة محاسبة كل من ارتكب جريمة ضد الشعب العربي الأحوازي وبقية الشعوب غير الفارسية بقضاء نزيه بعيد عن العنصرية، مخاطباً الخميني وجها لوجه، قائلاً:” إنه ليس بخفي عليكم الظلم الذي عاشته الناس على أيدي النظام السابق وبالأخص ما عاشته الشعوب غير الفارسية من الظلم والفقر والإضطهاد وعلى رأسهم الشعب العربي في بلادنا لما كان عليه النظام السابق من العنصرية التي دفعت به أن يظلم شعبنا العربي ظلماً مضاعفا ويستهين من كرامته فإذن أقول لابد من إعطاء جميع القوميات سواء العرب أو الأتراك أو الأكراد أو البلوش أو التركمان أو غيرهم جميع حقوقهم كما وأنه لابد من مراعات حقوق الأقليات المذهبية كاليهود والنصارى والصابئة وغيرهم كما وأنه لابد من النظر بعين الإعتبار للحريات التي كانت مكبوتة بكل قسوة وعنف على عهد النظام السابق وعليه فلابد أن تكون للصحافة والإعلام حرية بما تتماشى مع روح الإسلام ما لم تبلغ الحرية عدواناً على الآخرين”. (IHRDC, 2015)
وحول سياسة تصدير الثورة إلى الخارج التي ظهرت بعد انتصار الثورة الإيرانية في التاسع من فبراير سنة 1979 وأصبحت الشغل الشاغل لكافة وسائل الإعلام وكثير من الخطباء والمبلغين بعد الثورة، قال الخاقاني معترضاً على ذلك: “أن هذه الطريقة بالتعامل مع الآخرين المبنية على التحدي والإستفزاز لا أظنها تعود بخير ونفع على أحد ولو كنّا حقاً نريد تصدير معالم الرسالة المحمدية إلى الخارج فعلينا أن نحقق العدل وموجبات الإحسان والرفاه للمجتمع في الداخل حتى يعيش الناس جميعاً على اختلاف قومياتهم وطبقاتهم ومذاهبهم الإخاء ثم نفتح الأبواب لكل قادمٍ ليشاهد بنفسه آثار العدل والإحسان فإن بذلك سيصبح كل قادمٍ إلى ايران صحفياً وداعية في الخارج يحمل إلى أهله وبلده معالم الرسالة بعدلها وإحسانها وهذا هو ما سيكون دافعاً وباعثاً لتقتدي به بقية الشعوب الإسلامية وغيرها في العالم وأما ما يجري الآن من عنوان تصدير الثورة إلى الخارج فهو الإستفزاز بعينه لخلق الأعداء والوقوع في متاهاتٍ لا يستحسن عقباها”. ( الشيخ محمد كاظم الخاقاني، المصدر السابق)


تحركات إيران لقمع انتفاضة العرب عام 1979
المحمرة (خرمشهر بالفارسية) الخميس- سعت السلطات الإيرانية اليوم إلى قمع الاضطرابات العرقية العربية في الأحواز (محافظة خوزستان) في جنوب غرب البلاد، مركز صناعة النفط في البلاد.
مرت طوابير مدرعة من الجنود عبر هذا الميناء الواقع على الخليج العربي لإعادة تأكيد سلطة الحكومة بعد يومين من الاشتباكات بين السكان المحليين العرب وغير العرب. ولكن لا يزال من الممكن سماع صوت إطلاق نار كثيف بشكل متقطع في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 150 ألف نسمة.
وأكدت مصادر عربية أن القوات الحكومية سيطرت على نقاط رئيسية في المحمرة. وقالت مصادر دبلوماسية إن أكثر من 100 شخص قتلوا في الاشتباكات، لكن الرقم الرسمي (الحكومي) هو 21 قتيلا و76 جريحا.
وقال مساعدو الزعيم الروحي العربي المحلي آية الله محمد طاهر الشبير خاقاني، إن عدداً كبيراً من القتلى تجاوزوا صباح اليوم إلى 200 قتيل و600 جريح.
وقالت المصادر كان آية الله خاقاني قد أجرى اتصالات مع الزعماء الدينيين الإسلاميين في طهران ومدينة قم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وحتى الآن لم تتم أي مفاوضات”. كما أرسلت السلطات الثورية المزيد من القوات إلى الأحواز وتم نشر قوات وحراس إضافيين حول المنشآت النفطية. لمنع محاولات التخريب في مركز النفط الإيراني الرئيسي في الأحواز، على بعد 75 ميلاً شمال المحمرة، استولى المسلحون على مركز ثقافي عربي محلي في وقت سابق اليوم، وفقًا لمصادر غير عربية في عاصمة المحافظة. تم إطلاق بضع طلقات فقط. وأضافوا أن مجموعات صغيرة من العرب وغير العرب نظمت مظاهرات مؤيدة ومناهضة للحكومة في الأحواز (جماعة الكرمي)، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 330 ألف نسمة.
في وقت مبكر من صباح أمس هاجم مسلحون مركزين ثقافيين عربيين في المحمرة، مما أثار صراعا في الميناء التجاري الرئيسي في إيران وفي أكبر مصفاة للنفط في العالم في عبادان، على بعد ستة أميال من المحمرة، لم يبلغ المسؤولون عن وقوع أي حوادث.
ووفقا للمسؤولين، بدأت عطلة نهاية الأسبوع للمسلمين اليوم وكان العمال في يوم إجازتهم المعتاد. حتى لو أراد العرب أن يضربوا. إنهم يشكلون 5% فقط من القوى العاملة في المصافي ولا يؤثرون على الإنتاج.
وقال آية الله الخاقاني أمس، إذا لم تتوصل الحكومة إلى اتفاق ودي مع العرب المنتفضون، فقد يضطرون إلى دعوة الجماهير الى الإضراب العام.
قال دبلوماسي غربي هنا اليوم: “إذ اعلن الخاقاني الدعوة سوف يطاع بالتأكيد. فهو يتمتع بنفوذ كبير هنا ويشل إيران”.
نفي اعتقال زعيم عربي
قال مسلحون عرب إيرانيون أمس إن زعيمهم آية الله شبير خاقاني محتجز من قبل حراس الثورة. لكن متحدثا باسم الحكومة نفى مزاعمهم قائلا إن خاقاني نقل إلى “مكان آمن” بعد تهديدات بالقتل ضده وإطلاق النار على منزله في المحمرة (خرمشهربالفارسية) يوم الأحد واقتيد من منزله مع ستة من أفراد أسرته يوم الاثنين. مكان وجوده منذ ذلك الحين هو غير معلوم. وجاء اعتقاله في أعقاب هجمات على خطوط أنابيب نفط شنها مقاتلون عرب وتفجير المسجد يوم الأحد، مما أسفر عن مقتل سبعة وإصابة 155.
وقال رئيس صناعة النفط السيد حسن نزيه أمس إن الحكومة تخطط لتسليح عمال النفط الذين تطوعوا للدفاع عن المنشآت النفطية التي توفر أربعة ملايين برميل يوميا للتصدير.
أعدمت المحاكم الثورية أمس تسعة رجال آخرين.
وحلقت طائرات تابعة للقوات الجوية الإيرانية فوق طهران وخرج الآلاف إلى الشوارع أمس في مسيرة تدعو للوحدة، دعا إليها آية الله الخميني بعد أن حذر بأن الانقسامات تهدد الانتقال إلى الحكم الإسلامي.
The Birmingham Post, Wednesday, July 18, 1979
صحفي سويسري يؤكد التغيير الديموغرافي لصالح الفرس وممارسة التهميش العنصري ضد العرب
من: السفارة البريطانية في طهران
إلى: دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بوزارة الخارجية البريطانية
13 فبراير (شباط) 1980
الأحواز (خوزستان بالفارسية)
لقد تحدثت بالأمس مع صحفي سويسري كان قد عاد لتوه من الأحواز (خوزستان) قبل أربعة أيام. وبمقارنة الوضع بانطباعاته عن زيارة سابقة قبل نحو عشر سنوات، قال إن الشيء الرئيسي الذي لفت انتباهه هو تراجع المكون العربي من السكان. وأصبح الفرس الآن أكثر عدداً واحتلوا جميع مناصب السلطة، ونتيجة لذلك أصبح الفرق بين الحالة المادية للعرقين واضحاً للغاية، حيث أصبح العرب في أسفل السلم الاجتماعي.
وقال إنه على الرغم من وقوع أعمال تخريب، إلا أن انطباعه هو أنها كانت برعاية عراقية إلى حد كبير، مع مشاركة قليلة من السكان المحليين. ونشرت أخبار الأحداث عبر إذاعة طهران وليس من أي مصدر محلي أو تسريبات. لم تكن هناك قوات من الحرس الثوري يمكن رؤيتها، لكن الجيش كان مرئيا للغاية. ومرة أخرى، على سبيل الانطباع، رأى أن المدني كان قاسياً جداً في قمعه الاضطرابات في المحافظة، وهذا يتوافق مع انطباعنا في ذلك الوقت. وعندما سأل العرب (يجيد العربية) عن الخاقاني، كان الرد أنه لم يكن هناك خبر عنه وفي غيابه: “ليس لنا قائد”. ويبدو بالتأكيد أن الخاقاني قد اختفى تماماً عن الساحة، وأخشى أن يكون يسير على نفس خطى موسى الصدر.
توقيع
جي. أي. ان. غراهام
الوضع في الأحواز (خوزستان) – السفارة البريطانية في طهران،13 فبراير 1980، ص: 21، رقم الاستدعاء: FCO 8/3575

صحيفة ايرلندية: بلدة خليجية تتفجر في إيران
نقل مئة مظلي جوا إلى عبادان أمس لتعزيز القوات الحكومية التي تقاتل العرب الإيرانيين في مدينة المحمرة الساحلية القريبة من الخليج.
حيث بلغ العدد الرسمي للقتلى 21 بعد أكثر من 12 ساعة من القتال. وحذر الزعيم الديني العربي الشيخ محمد طاهر الشبير الخاقاني من أن الوضع قد يزداد سوءا.
وألقى باللوم في القتال على القوات الموالية للحكومة برئاسة حاكم مقاطعة الأحواز، الأدميرال أحمد مدني.
وقال إن قوات الأدميرال مدني هاجمت المركز الثقافي العربي في المدينة ومقر المنظمة السياسية العربية بعد 30 دقيقة فقط من موافقة المفاوضين العرب على إنهاء الاعتصامات في المبنيين.
عمليات قتل وعنف حكومي
وقال الشيخ الخاقاني: “إذا كانت الحكومة في طهران تنوي وقف القتل والعنف، فأنا مستعد لاستئناف المفاوضات. علينا أن نحقق السلام. خلاف ذلك ، قد نفقد السيطرة على الوضع برمته وقد تزداد الأمور سوءا.”
وقالت مصادر موثوقة في طهران إن 400 آخرين من القوات الحكومية تمركزت في وقت لاحق أمس في عبادان، ستة أميال تبعد عن المحمرة.
وقالت الإذاعة الرسمية إن 21 شخصا قتلوا في القتال في المحمرة وأصيب 76 آخرون. وقدرت مصادر عربية عدد القتلى ب 800 شخصا.
كان الطريق من عبادان إلى المحمرة محاطا ببقايا المتاجر والمنازل المحترقة وتناثرت فيه حواجز من الإطارات المحترقة. وكان المسلحون يحرسون زوايا الشوارع وأسطح المنازل وكان الجانبان مسلحين بمسدسات وبنادق وبنادق آلية. وضمت القوات الموالية للحكومة أعضاء فارسيين من الميليشيات الثورية المحلية.
وقالت مصادر عربية في المحمرة إن زوارق دورية تابعة للبحرية أطلقت النار على البلدة من نهر كارون خلال النهار.
وردا على سؤال عما إذا كان اندلاع العنف قد يؤدي إلى إضراب نفطي للعمال العرب في حقول الأحواز، قال الشيخ الخاقاني: “حتى الآن لم أطلب ذلك… ولكن إذا كانت الحكومة لا تريد حل المشكلة وفقا للمبادئ الإسلامية، فربما لن يكون لدى العرب أي بديل”.
ألقى العرب والفرس باللوم على بعضهم البعض في بدء أعمال الشغب. وقال السكان إن إطلاق النار لا يزال مستمرا في وقت متأخر من بعد ظهر أمس وإن ثلاث طائرات هليكوبتر تابعة للقوات الجوية كانت تحلق على ارتفاع منخفض فوق البلدة.
مواطنون يتحدثون
هاجم العرب منشأة الميناء بالقنابل الحارقة وبنادق الصيد. أضرموا النار فيها. ووردت أنباء عن وجود متاجر ومركز شرطة رئيسي ومصنع للتبغ يحترق.
وأعلنت السلطات المحلية حالة الطوارئ وقالت إن القوات الحكومية سيطرت على جميع النقاط الرئيسية في البلدة. شنت القوات دوريات إضافية في أكبر مصفاة نفط في العالم على بعد ستة أميال شرق المحمرة وكان قتال الأمس هو الأخطر منذ الثورة في إقليم الأحواز الغني بالنفط. وتصاعد التوتر بين الفرس والعرب الساعين للحكم الذاتي منذ الثورة وألقى حكام إيران المسلمون باللوم على قوى أجنبية في محاولة إثارة الاضطرابات.
حرائق
وخلال الاحتجاجات التي وقعت يوم أمس، أفادت التقارير أن الحرائق دمرت خطوط الكهرباء وأن البلدة كانت بدون كهرباء.
عرب ساحل الخليج العربي هم أول أقلية عرقية تدخل في صراع مع النظام الإسلامي الثوري الذي أطاح بالشاه.
ويضرب عمال ميناء المحمرة البالغ عددهم 1700 عامل منذ ما يقرب من شهر مطالبين الحكومة بتأميم الشركة الخاصة التي توظفهم. يبلغ عدد سكان المدينة 150,000 نسمة.
Belfast News-Letter – Thursday 31 May 1979
أمننة القضية الأحوازية على الصعيدين الداخلي والدولي
منذ استجلاب الجيش الفارسي لاحتلال الأحواز من قبل بريطانيا وتمكينه من فرض سيطرته على حقول النفط وخطوط النقل و مصفاة عبادان ومقدرات الشعب الأحوازي إلى يومنا هذا؛ ينظر المثقف والسياسي الغربي وعلى وجه التحديد البريطاني إلى أي حراك او انتفاضة أحوازية، حتى وان كانت سلمية وتطالب بالمساوات وبالعدالة والإنسانية، على أنها تهديدا خطيراً على أمن الطاقة وامتداداتها وسرعان ما يتم ربطها بجهات عربية واجنبية وذلك لتبرير قمعها.
كتب ديفيد تاترسال نائب رئيس التحرير الأجنبي في صحيفة ديلي ميرور في نشرتها الصادرة يوم، 1 يونيو 1979 في الصفحة 4 من الجريدة، ما نصه: “النفط – تشكل الانتفاضة في حقول النفط الأحوازية تهديدا آخر لإمدادات النفط الغربية. حمل العرب في إقليم الأحواز السلاح ويطالبون بالحكم الذاتي. وقتل ما يصل إلى 100 شخص بالفعل في اشتباكات بالقرب من أكبر مصفاة نفط في العالم في عبادان. هذا هو التحدي الأكثر خطورة حتى الآن لنظام آية الله الخميني وقد وصف بالفعل بأنه كنز إيران.
يسكن الأحواز إلى حد كبير العرب الذين يشيرون إلى المقاطعة باسم عربستان. إذا نجحت حركة الاستقلال الخاصة بهم ، فإن جمهورية الخميني الإسلامية سوف تفلس بين عشية وضحاها.
ويتلقى العرب تشجيعا من العراق المجاور الذي يقدم دعما سريا لجبهة التحرير الوطنية في الأحواز. لقد حدق العراق وحليفته القوية روسيا بعيون الحسد على حقول النفط الأحوازية لفترة طويلة.
يدعي العراق أن بريطانيا استولت عليهم ظلما بعد الحرب العالمية الأولى قبل تسليمهم لاحقا إلى والد الشاه المخلوع ، رضا شاه.
وقد تتسبب معركة طويلة للسيطرة على حقول النفط في جفاف المزيد من محطات البنزين في الدول الغربية.
DAILY MIRROR, day, June 1, 1979,P:4

النفط جعل مطالب العرب وحقوقهم تتعارض مع المصالح الدولية
تشارلز هولي يدرس تهديدا جديدا لإمدادات النفط الغربية من إيران
مشكلة في خط الأنابيب مع تمرد العرب كارتر والشيخ يماني قد يغضبان. لكن مستقبل إمدادات النفط وأسعاره على المدى القصير يعتمد على شيء واحد: هل ستتفكك الإمبراطورية الإيرانية؟ لأنه إذا حدث ذلك، فإن منطقة الخليج بأكملها ستشعر بموجات الصدمة، وستصبح موانئ النفط الإيرانية في الخارج ذكرى. الإطاحة بالشاه جعلت إيران لا تقل عن إمبراطورية لقرون عديدة ، كان الفرس يحكمون إمبراطورية يتكون حوالي نصف سكانها من أقليات قومية. كل هذه الأقليات تعيش في المناطق الحدودية، والثورة لم تغير الأمور. ومع ذلك، فقد هزت قبضة السلطة المركزية، وبدأت الأقليات في تأكيد هوياتها الوطنية. الأقلية الرئيسية في إيران هي الشعب العربي في الأحواز (خوزستان بالفارسية) في الجنوب الغربي. إنهم يمثلون 2 مليون فقط من سكان البلاد البالغ عددهم 36 مليون نسمة ، لكنهم يشكلون الأغلبية المحرومة في المنطقة التي يتم فيها إنتاج وإعادة تكرير كل النفط الإيراني تقريبا. إذا انفصلوا ، أو حتى شنوا حرب عصابات واسعة النطاق للانفصال. يمكن أن يخسر العالم 3.3 مليون برميل نفط يوميا من صادرات النفط إلى أجل غير مسمى. ويعتمد ما إذا كان عرب الأحواز (خوزستان) سيذهبون إلى هذا الحد جزئيا على رد طهران على قرارهم بالحكم الذاتي، وجزئيا على تصرفات الأقليات القومية الكبيرة الأخرى – الأتراك والأكراد والتركمان والبلوش الذين يشكلون مجتمعين نصف سكان البلاد. وفي كلتا الحالتين، فإن العلامات غير مواتية. لم يشهد السكان العرب في الأحواز (خوزستان) سوى القليل من الإيجابيات من النعمة التي تم اكتشافها تحت أرضهم: فقد ذهبت الأرباح إلى طهران ، وبدا أن ذوي الأجور المرتفعة حيث تكمن القوة حقا في الوظائف في صناعة النفط إلى إيران هم مهاجرون فرس عنصريين وشياطين. العرب لقد عبروا بوضوح لوزير الدفاع في منتصف يوليو، عن مطالبهم بالمزيد من المساهمة في الإدارة المحلية، واستخدام اللغة العربية في المدارس، والمزيد من فرص العمل للعرب في صناعة النفط، لم يسمع بها إلى حد كبير في مراكز القوة الثورية في طهران وقم . تعاني حكومة إيران ما بعد الثورة من الانقسامات الداخلية. أدت الصراعات بين مجلس الوزراء العلماني في طهران والقيادة الدينية حول آية الله الخميني في قم إلى شل عملية صنع القرار. ليس لدى أي من هؤلاء الثوار الفارسيين في النضال السياسي أي وقت يضيعونه في مطالب قوميات الأقليات في المحافظات.. وفي الوقت نفسه، يخطط بعض أعضاء الحكومة ومنسوبيها للالتفاف حول اليمين الفارسي القومي. الشخصية البارزة في هذه المناورة الكلاسيكية هي وزير العمل داريوش فروهر، وهو قومي متطرف طالب باحتلال منطقة الخليج العربي بأكملها ويتمتع بعلاقات ممتازة مع الخميني. حليفه الوثيق هو قائد الشرطة العسكرية القوي الجنرال عزيز الله أمير رحيمي ، الذي تمكن من إعادة جزء من القوات المسلحة الإيرانية (الموالية له شخصيا) إلى الكفاءة العسكرية. حاول الرياحي إقالة اللواء رحيمي بسبب العصيان. أجبر على إلغاء قراره بعد تدخل الخميني الشخصي. يبدو من الواضح بشكل متزايد أن القوميين الفرس المتطرفين الذين لا يقدمون تنازلات هم المسؤولون عن السياسة في كل من طهران وقم. ما يفعله الفرس بأنفسهم هو إلى حد كبير شأنهم الخاص ، لكن تعاملهم مع أقلياتهم القومية يهم العالم بأسره. الحقيقة المخيفة هي أن الفرس الذين هم حقا في خضم الثورة ليس لديهم أي نية على الإطلاق لتقديم أي تنازلات للأعراق الأخرى. وفيما يتعلق بالأقليات الكردية والتركية والبلوشية والتركمانية، فإن الحكومة الفارسية لا تثير المتاعب إلا لنفسها، لأن قواتها المسلحة ليست في وضع يسمح لها بالتعامل مع حركات التمرد الرئيسية في تلك المناطق. ولكن عندما يتعلق الأمر بعرب الأحواز (خوزستان)، فإن تعنت طهران في السعي إلى التحالف من خلال السياسات اللطيفة قد يؤثر علينا جميعا. منذ أن تم سحق المظاهرات السلمية المبكرة للعرب سعيا وراء المساواة في الحقوق من قبل الحرس الثوري الإسلامي يوم الأربعاء ، 30 مايو ، بتكلفة 80 قتيلا عربيا ، قامت حركة حرب العصابات العربية “الأربعاء الأسود” التي تشكلت حديثا بتفجير ثمانية خطوط أنابيب للنفط والغاز. وتدفقت الأسلحة إلى الأحواز (خوزستان) من العراق المجاور. وتكررت الاشتباكات بين المقاتلين العرب الشباب والقوات الفارسية. كان رد فعل طهران هو نقل المزيد من “الحرس الثوري” الفارسي وخطف الزعيم الروحي والسياسي للعرب، الشيخ شبير خاقاني.
أعلن الجنرال رحيمي أنه سيتولى قيادة “الجبهة الغربية” من أجل إخضاع كل من الأكراد والعرب. وفي انقلاب مفاجئ للحظ، أقيل الجنرال رحيمي بعد كل شيء، وأعلن أن الشيخ الخاقاني قد وصل إلى قم لإجراء محادثات مع آية الله الخميني. لكن من الواضح تماما أن الصراع على السلطة والسياسات داخل النظام لا يزال بعيدا عن نهايته. من المستحيل التنبؤ بما إذا كان الفرس سيسحقون هذه الثورات في النهاية، أو ما إذا كان الأكراد والعرب سيفوزون باستقلالهم، وبالتالي يخل بالتوازن الطائفي والسياسي الدقيق في بقية منطقة الخليج العربي أيضا. ولكن الفوز أو الخسارة، فإن حرب العصابات في الأحواز (خوزستان) لن توفر سلامة مئات الأميال من خطوط الأنابيب غير المحروسة التي تحمل النفط الخام الإيراني إلى البحر. كل ما نحتاجه هو بضع مئات من الجنيهات من المتفجرات في عبوات صغيرة ، يضعها العرب الذين يعيشون بجوار خطوط الأنابيب هذه في النقاط الصحيحة. ويمكن للعالم أن ينسى صادرات النفط الإيرانية لفترة طويلة قادمة.
The Scotsman – Friday 27 July 1979

محمد الکرمي المرجع الشیعي الذي خذل شعبه

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑