
لندن- موقع كارون الثقافي- الدراسة منقولة من صفحة الأخ علي الطائي على الفيسبوك.
ملاحظة الكاتب:
“١- اشكركم شكرا دائما على حسن مروركم العطر.
٢- ما تفضل به بعض الاصدقاء الافاضل عن الوشائج الاخوية الوثيقة بين الاحواز والعراق وشعبيهما الكريمين، لا غبار عليه وهو من دواعي الاعتزاز. انما في النهاية تبقى الاحواز لها كيانها الذي يجب ان تتميز به عن اخواتها العربية. لاسيما ونحن في الاحواز نواجه تحديات خطيرة ان لم نقف دونها بكل ما لدينا من موروث عتيد وجديد سنلاقي مصيرا لا تحمد عقباه، وقد يأتي يوم لا الداخل يعترف بنا ولا العراق يتقبلنا .
رحم الله نزارا القباني اذ قال في قصيدته” اصبح الان عندي بندقية”:، ومنها يقول:
” عشرون عاما وانا ابحث عن ارض وعن هوية..
ونحن نقول: تسعون عاما وانا ابحث عن هوية.
ايها الافاضل ما تفضلتم به عن الوشائج الاخوية بيننا وبين العراق، هو من ضرب العواطف والاحاسيس ولايضمن لنا هوية، بل يضيع في طياتهما ما تبقى لنا من هوية.
٣- إن شعراءنا الاماجد، ولاسيما الشعبيون منهم كانوا منذ المنتصف الاول من القرن التاسع عشر، يقولون الشعر ويحتفلون به في المجالس والبلاطات. وكان حينها العراق يرزح تحت الحكم العثماني المتخلف، بينما كانت الاحواز في افضل احوالها من حيث الاستقرار و الازدهار الادبي. ارجو من حضراتكم ان تمعنوا النظر في الشعر الابوذية الاحوازي، ستجدونه عاريا من المفردات العراقية، ولن تجدوا فيه من الاماكن والاعلام العراقية شاهدا واحدا. اذًا، نحن نعتز بأخوتنا وعلاقتنا مع العراق، لكن هويتنا الخاصة بنا تبقى فوق الاعتبارت الاخرى.
٤- هذا المقال” الاصالة والإبداع والتحدي في الشعر الاحوازي” لم يأت ليفرق بيننا وبين اخوتنا العراقيين و الاخرين من العرب، انما جاء ليضع الخطوط الحمراء لادبنا، و التي لايُسمح لاحد ان يتجاوزها. كما ان اخوّتنا مع العراقيين عزيزة علينا، لكننا لا نسمح ان يقال: ” الشعر الاحوازي نسخة من الشعر العراقي”! فمثل هذا القول يسيء لشخصية الشعر الاحوازي وشعرائه الراحلين منهم والاحياء. وشكرا لكم. عباس الطائي”
المحتوی:
المقدمة ( أ – قولً باطلٌ یُرادُ به الإحسان ب -الشعر هُویة ج – المحاكاة في الآداب،د- الموروث العالمي والمزاودة الباطلة . هـ – المنشأ الأول للشعر العربي الفصیح والشعر الشعبي):
الجزء الأول – الشعر العربي الأحوازي الفصیح :
1- مسیرة الشعر الأحوازي الفصیح.
2- موازنة زمكانیة (زمانیة/مکانیة) بین عموم الشعرالعربي والشعر الأحوازي خلال 489عاما (1436- 1925م).
3- الإبداع في الشعر الأحوازي الفصیح.
4- اقترح علی الباحثین في هویة الشعر العربي الأصیل ، أن یدرسوا الشعر العربي الأحوازي وبیئته ، كنموذج لم تشبه الشوائب. و أنا أتحدّی أن یذكر لي أحدٌ،بقعة من العالم العربي ،كبیئة الأحواز ،لم تلوث لغتها تلك الرطانات الأجنبیة، من القرن السابع الی عام1925.م.
الجزء الثاني – الشعر الشعبي الأحوازي:
– الشعر الشعبي الأحوازي.
أولا- الشعر الشعبي الأحوازي في العصر المشعشعي(1436-1724.م)
1- الموال وتطوره.
2- شعر الأبوذیة الأحوازیة أقدم الأبوذیات الشعبیة العربیة.
3- شعر الهات والتجلیبة من ابتكارات الشعراء الأحوازیین.
ثانیا – الشعرالشعبي الأحوازي في القرن العشرین.
– إبداعات الشعر الشعبي الأحوازي في القرن العشرین.
1– تطور الأبوذیة وكثرة الشعراء.
2- ابداع شعر التجلیبة
3- إبداع شعر الهات
4-ابداع شعر الألفیات.
5- إبداع طور العلوانیة .
6- إبداع فن القلائد( الگلاید) في القصید الشعبي العربي.
7- إبداع فن المهداوي في الشعر المیمر.
– موازنة زمنیة بین الأبوذیة العراقیة والإبوذیة الأحوازیة.
– الأبوذیة الأحوازیة أقدم من الأبوذیة العراقیة،- حتی یثبت خلافه -.
– الشعر العربي الأحوازي ذو هویة ذاتیة غیر تابعة لشعر الآخرین
ثالثا – ما هي الأسباب التي جعلت الشعر العربي الأحوازي یعیش في محاق الكتمان ؟
– الخاتمة.
– ملحق الوثائق والجدول.
– المصادر.
————
ملاحظات یُرجی الإنتباه الیها:
1- المواد المتراكمة المقتضبة التي تأتي في هذا المقال، مهمتها التركیز علی إثبات أصالة ألشعر العربي الأحوازي وأقدمیته وابتكاره لبعض الفنون الشعریة الفصیحة مثل شعر البند العربي، وإبداعه لأهم الفنون الشعریة الشعبیة كــ الأبوذیة و التجلیبة والهات والالفیات والعلوانیة والمهداوي و… وفي النهایة أن الشعر العربي الأحوازي ؛ لیس نسخة من شعر الآخر، كما یزعم البعض . كما أرجو أن یكون في هذه المواد فوائد أخری.
2- بعد الموازانات والأدلَّة الدامغة والشواهد اللامعة علی أحوازیة الشعر العربي الأحوازي وذاتیة هویته واستقراره، و إبداعات الشعراء الأحوازیین، والبلاطات العربیة التي عاش فیها في رعایتها علی مدی 489 عاما منذ (1436- 1925م)، وما كان یلاقي من دعم للشعر والشعراء، هل من المنطق بمكان أن یقال – رغم اعتزازنا بالشعر العراقي- : ” إن الشعر الأحوازي نسخة من الشعر العراقي”؟! علما أن القطر العراقي العزیز قد عاش منذ الغزو المغولي لبغداد عام 1258.م حتی خروج الإنجلیز منه عام 1920.م ، طیلة 662عاما ،تحت حكم الأجانب من المغول والترك والإنجلیز؟!
3- في القرن العشرین، وهو قرن التطور والتدوین والنشر والصحافة،نحن في الأحواز كنا مممنوعین من التدوین والنشر والأنشطة الأدبیة والثقافیة باللغة العربیة ،بل وحتی في کثیر من المواضع ممنوعین من التکلم بلغة امنا العربیة ،لذلك، نحن الآن نواجه شحة في المصادر في هذه الحقبة، وما لدینا من المصادر، معظمه ما دَوَّنه مثقفونا – لهم الشكر والتقدیر – في المواقع والمدونات الإلكترونیة.
4- التراث الضائع و المغمور: لَمّا كانت الساحة الأحوازیة خالیة من التدوین والنشر، نُسب الكثیر من إبداعات الشعراء الأحوازیین الی غیرهم من البلدان الأخری، کما تجاهلت الناقدة العراقیة الدکتورة نازک الملائکة – تجاهلَ العارف – اختراعَ شعر البند للشاعر الأحوازي الکبیر شهاب الدین الموسوي الحویزي، ونَسَبَته الی ابن الخلفة العراقي الذي جاء بعد السید شهاب الدین الحویزي بأکثر من نصف قرن !. وستجدون في هذا المقال أغرب نماذج إنتحال إبداعات الشعراء الأحوازیین وإسنادها لغیرهم .
5- الشكر والتقدیر للباحث في شؤون العصر المشعشعي، المحامي الفاضل السید محمد الموالي المشعشعي ،الذي زودني بالكثیر من المعلومات والوثائق.
———–
المقدمة
أ – قولً باطلٌ یُرادُ به الإحسان ! : هناك قول باطل جُزافٌ یُقال – أحیانا – : “إنَّ الشعر العربي الأحوازي نسخة من الشعر العراقي “،وهذا كالمدح الذي یشبه الذم . وقد تكرر هذا القول ، ونحن لیس لدینا أدنی شك أن مَن تحدث بهذا القول ،لم یكن یقصد الإساءة للشعر الأحوازي، بل حسب ظني أنه كان یقصد الإخاء والتقارب والتوادَّ. كما أننا نعتز بالشعر العراقي ونُجِلّه، ولا ننكر ازدهاره بعد خروج السلطات الأجنبیة من العراق العزیز عام 1921.م ،كما لا ننكر تأثیر الشعر العراقي لا علی الشعر الأحوازي وحسب ،بل علی الشعر العربي عموما. إنما هذا لا یعني أن الشعر الأحوازي نسخة منه.
ومثل هذه المزاعم مهما كان ورائها من نوایا حسنة، لا تخدم مسیرة الشعر العربي الأحوازي الذي لاقی اهله وحملة ُرایته، الكثیرَ من العناء، ومنهم من قدموا التضحیات في هذا السبیل، فامثال هذه الأقوال تُسيءُ الی شخصیة الشعر الأحوازي وأعلامه قدیما وحدیثا، وهم الذین تركوا ویتركون بصمات في الأدب العربي بشكل عام. ولذلك جاء هذا المقال الذي لا أدعي أنه عار من الإشكالات والملاحظات ، – ذلك لما احتواه من فترات زمنیة متباعدة من آلاف السنین الی یومنا هذا، ولقلة المصادر -، لیوضح للعالم مكانة الشعر العربي الأحوازي وأصالة هویته ، وأثاره الإبداعیة في مساحة الشعر العربي بشكل عام.
ب – الشعر هُویة:
إن مكانة الشعر بین الشعوب علی مدِّ العصور، قد مكنته أن یُعتبر من أهم مقومات الهویة ، وقد أكد الأدیب التونسي “مبروك المناعي” هذا المعنی في حدیثه في ندوة “الشعر والهویة” في المركز العربي للأبحاث والدراسات السیاسیة في تونس: “أن الشعر من أهم مقومات الهویة في العموم،والهویة العربیة في الخصوص ، ذلك لأهمیة الشعر والفن اللفظي في الثقافة العربیة…وقد ساهمت عدة تجارب شعریة أخری في تكوین الوعي بالهویة ،مثل تجربة نزار قباني في قصیدته ” أحزان الأندلس” وتجربة محمود درویش في قصیدته “بطاقة هویة ” وتجربة مظفر النواب في مدونته ” وتریات لیلیة”.
– أما الشعر العربي الفصیح مهما اختلفت اشكاله وقوالبه،فهو كاللغة العربیة الفصحی موحَّد بین جمیع الناطقین باللغة العربیة حیثما كانوا، ذلك لأن بحوره الستة عشر وقوافية وقواعده معینة ومحددة.
– وأما الشعر الشعبي، فهو كاللهجات العامیة اوالدارجة ، یختلف بین قطر وآخر، أو حتی بین مدینة دون أخری، وقوالبه واوازانه متعددة تدور في فلك التفعیلات الخلیلیة.
وهذا الاختلاف في الأوزان والأَشكال هو الذي سبب التنوع والجمال في الشعر الشعبي ، و الشعر الشعبي اسم علی مسمی ، شعر الشعب یتذوقه علی اختلاف لهجاته.
وعلی هذا یكون اختلاف هذه اللجات یساعد علی تحدید انتماء الشعر الشعبي الی المكان الذي قیل فیه ، وقد ساهم الغناء العربي في هذ الفهم .
ج – المحاكاة في الآداب العالمیة:
إن عملیة الأخذ ( ألتأثـُّر) والعطاء ( ألتأثیر) ليست بالأمرالعجيب أو المعیب، وقد تكونُ بالإرادة،أو لا إرادیة،و في كلتا الحالتين يُقصد بها تغذية مقدورالأديب وطاقاته ليشحذَ بها مواهبة.و ليس هذا عيباً، بل العيب أن يبقی الأدیب مغلقاً علی نفسه قابعاً في بيته منشغلاً باجترار ما خلّفه السلف الصالح. كما فَعَلَ الإنجليز تعصباً علی لغتهم و أدبهم و تعاليمهم علی آداب الآخرين حتی دَخَل الأدب الأمريكي تلك الديارفاضطرّ الإنجليز إلی التفاعل مع الآداب الأخری.
كذلك : “إنَّ الآداب العالمية علی اختلاف أنواعها تتفاعل في ما بينها بشتی الطرق. فالشعوب كانت ولاتزال تتبادل الرَّوائع الأدبية كما تتبادل السلع والخيرات الماديّة،وهكذا تنتقل الآثار الخالدة من جهةٍ إلی جهةٍ و من شعبٍ إلی شعب كما تنتقل السحبُ و الرياح. ولم یكن استمداد الشعراء بعضهم من بعض بدعا ،بل أمرًا معروفا مألوفا أشار إلیه كثیر من أهل الأدب”. وهذا ابن رشیق القیرواني صاحب كتاب العمدة یحدثنا عن« التولید»: “وهو أن یستخرج الشاعر معنی من معنی شاعر آخرتقدمه ، أو یزید فیه زیادة ،ولیس هذا باختراع ولا سرقة” .
د – المنشأ الأول للشعر العربي الفصیح والشعر العامي( الشعبي):
1- كان الشعر العربي الفصیح قد نشأ في بوادي الجزیرة العربیة ، وقد نسبوا اولی قصیدة فیه للمهلهل وهو من ابناء الجزیرة العربیة ، ثم تطور علی ید شعراء الیمن الرّحل الی الجزیرة ، فكانت معلقاتهم ، وعلی رأسها معلقة امریء القیس النموذج الذي جری علیه سائر الشعراء في العالم العربي.
2- الشعر(العامي) الشعبي : تقول الدراسات إن الشعر الزجل( العامي) تعود نشأته الی الأندلس والمغرب، وقصائد بني هلال في هجرتهم عام 440 هـ ق.
النتیجة :
1- الموروث العالمي والمزاودة الباطلة:لیعلم من یرغب في المزوادة علی الآخرین، انّ كل ما یحمله الإنسان الیوم من المعارف والآداب والثقافات،هو موروث تركه لنا السلف الصالح مشتركا بین أبناء الأمة ،وقد یكون مشتركا مشاعا عالمیا. ونحن سنورثه للأجیال القادمة .
2- إذًا فلا عیب في الأخذ والعطاء من المورث العالمي ، بل العیب في أية مزاودة علی الآخرین في هذا المجال .
*

الجزء الأول
الشعر العربي الأحوازي الفصیح
1- مسیرة الشعر العربي الأحوازي:
كان الشعرولا یزال رفیق الإنسان العربي حیثما كان ، والعربي الأحوازي الذي عاش علی ارض الأحواز منذ آلاف السنین غیر مستثنی من هذه الظاهرة ،بل هذه القاعدة، لا سیما وأن الأحواز بحكم قربه والتصاقه بالأرض العربیة كان یعایش الأحداث العربیة مباشرة، فما كان ینتشر من الشعر في فترة ما قبل الإسلام من الطبیعي أنه كان یصل الی الأحواز مثلما كان یصل الی أي مكان من العالم العربي. ولذلك علینا أن نبحث عن البیئة التي ترعرعت لغة الشعر الأحوازي فیها خلال مسیرتها عبرَآلاف السنین،وأن نعرف الروافد التي رفدت هذه اللغة ، سواء عندما كانت القبائل العربیة في أماكنها الأولی في الیمن جنوبا، ثم تفرقت “ایدي سبأ”- كما قال المثل – بعد انهیارِ سد مأرب ونزوح بعض القبائل العربیة من الیمن الی الجزیرة العربیة، ومنها قبیلة طيء وسكناها سفوحَ جبَلَي سلمی وأجا ، ثم نزوحها منها الی ضواحي العراق فسكنت الحیرة ،و من ثم استقرارهذه القبائل العربیة في موطنها الأحواز. أوالقبائل التي كانت في الجزیرة العربیة شما لا،ثم نزحت من الجزیرةِ العربیة الی بلاد مابین النهرین فاختلطت بأهلها وتأثرت منها وأثرت بها .
– الأدب العربي الأحوازي وعملیة المحاكاة:
الأدب العربي الأحوازي بفصیحه وشعبیه لیس مستثنی من قاعدة المحاكاة التي تكلمنا عنها في مقدمة هذا المقال، و لا شك أن اللغة العربیة خلال مسیرتها الطویلة قد أخذت من لغات الشعوب الأخری ، وأن الدراسات الحدیثة، – وإن لم تنف نزوح القبائل من الجزیرة العربیة الی بلاد مابین النهرین – لكنها قد أثبتت أن هناك اقوامًا ،” ممن أقاموا حول المدن السومرية واختلطوا بسكانها وخصوصاً الساميين منهم، وذلك بسبب قرب منطقة سومر من بوادي الشام وبوادي شمال الجزيرة العربية،والتبادلات التجارية القائمة على الدوام بين المناطق الحضرية والمناطق الرعوية” .
و في اللغة العربیة الأحوازیة یوجد الكثیر من المفردات القدیمة من المفردات العیلامیة والأكدیة والآشوریة، امثال:
صِریم: مفردة عیلامیة تعني الرمح و؛الصریم في اللغة الأحوازیة نوع من شجرالشوك. و الحنطة: اكدیة وتعني القمح. وشَندي: اسم عیلامي ویطلق الیوم علی الأولاد في الأحواز. ونمد: نوع من السجاد. ومَنوة: عیلامیة اي مثمرة. ولوبیا: اكدیة أي الفاصولیا.و شلَع: عیلامیة اي استأصل. و شَلوه: اكدیة أي البیداء . وكاروب: اكدیة عیلامیة أي الفلاح. وآجر: عیلامیة أكدیة تعني في الأحوازیة الطابوگ( القرمید). و دِبِس: عصارة التمر. وكولبة: عیلامیة أكدیة تعني الضجة والجلبة. و بلابوش: عیلامیة آشوریة ، وهو اسم قائد آشوري، والأحوازي یقول ضربك بلا بوش. وشاغول: عیلامیة اكدیة أي العامل. وعگروگ: عیلامیة اكدیة، اي الضفادع .و گُرواط: الغضروف. ولَطِش: عیلامیة ادیة تعني اللصق. عاشورا أو كاشورا: الشيء المحرم. چول: اكدیة : الوادي. … وقد استمر هذا الأخذ والعطاء الی یومنا هذا.
ومما تجدر به الإشارة وكما یحدثنا التاریخ: إن القبائل العربیة الأحوازیة خلال نزوحها،لم تتغلغل في أي قطرعربي لتندمج بشعبه فتتحلل وتذوب فیه، فهي – مثلا – وإن سكنت في جنوب العراق فترة من الزمن ، لكنها كانت مجتمعة ومتماسكة ومحافظة علی تراثها،ومن أهم تراثها هو الشعر الذي تنقل معها حتی استقر في موطنه الأحواز .
إذن فالشعر الأحوازي ترعرع بین أحضان شعب عربي كان قد شارك في بناء الحضارة العربیة منذ قبل الإسلام ،ولا شك أنَّ لأجدادنا آنذاك حجرا في بناء سد مأرب ، فجاء شعرهم حاملا حضارة عیلام وسبأ وحضرموت وبابل وآشور وسومر وأكد و…. والتاریخ یذكر من الشعراء العرب الأحوازیین الذین تركوا بصمات في الشعر العربي العام لا یمكن انكارها ،ومن هؤلاء الشعراء : عُكاشة العمّي ( القرن الأول الهجري)،و یحیی بن یَعمر العدواني (توفي عام 129 هـ ق) ،وأبو نواس الأحوازي ( ولد عام 140 هـ ق في سوق الأحواز) ،و سهل الأحوازي،و ابو یوسف یعقوب بن اسحق السكیت ، (ولد عام 185 هـ ق في دورق الأحواز). و دعبل الخزاعي ( القرن الثاني الهجري ) ،و ابو العیناء الأحوازي (ولد عام 191 هـ ق الأحواز)،و الأمیر علي بن خلف بن عبد المطلب المشعشعي ( القرن السابع عشر .م) و …. وهكذا بقیت سلسة الشعراء الأحوازیة متصلة متواصلة الی یومنا هذا.
*
2- موازنة زمكانیة بین الشعر العربي،والشعرالأحوازي خلال (1436- 1925م):
– ما هي الموازنة؟
الموازنة من معالم النقد العربي القديم، وهي بأبسط تعريف لها ” المفاضلة بين شاعرين أو كاتبين، أوعملين أدبيين أوأكثر، للوصول الى حكم نقدي.فإذا درستَ -مثلا- عملين أدبيين مكتوبين بلغة واحدة، فهذه موازنة،كالموازنة بين أبي تمام والبحتري، أو الموازنة بين حافظ وشوقي، في الأدب العربي. أما إذا كانت الدراسة بین أجناس أدبیة من لغات مختلفة ، فتلك عملیة نقدیة مقارنة.
الشيء الذي لا یختلف علیه اثنان أن العراق رغم ما ابتُلِي به من حكومات غیرعربیة منذ القرن الثالث عشر من المیلاد حتی أوائل القرن العشرین من المیلاد ، كان وسیبقی ارض الشعر البدیع الجمیل . انما هذه الدراسة الموازنة توجب علینا أن نتطرق الی بعض الحقائق التاریخیة .
وبناءًا علی ما تقدم ،نرید أن نبني علی القول القائل : ” إن الشاعر ابنُ بیئته “، فالبیئة هي الأرضیة التي یقف علیها الشاعر، والمرآة التي تعكس الموروث برمته، لكي نصل الی دلالات تثبت أن الشعر الشعبي الأحوازي لیس مستنسخا من الشعر الأخر،بل یمكن القول – إن صح التعبیر- إنه كان رائدا أحیانا، في القرون الهجریة الوسطی . ولكي نبین للقارِیء الكریم مكانة الشعر العربي الأحوازي موازنة بالشعر العربي عامة،وبالشعر العراقي خاصة ،علینا أن نشیرالی أحوال البیئتین في الأحواز ،وفي العالم العربي في الحقب التالیة:
أولا- العالم العربي خلال (1258- 1925م):
كان العالم العربي ومنه العراق ، ومصر والشام ، والمغرب العربي ، یحكمه في هذه الحقب علی مدی 662عاما، أجانب كالمغول واحفادهم الجلائریون ،والتركمان ، .کذلک العثمانیون ،والأوروبیون . وقد قال الشاعر الفیلسوف العربي ابوالطیب المتنبي:
وإنما الناس بالملوك وما تفلح عُربٌ ملوكها عــجم
عصر الانحطاط:
في هذه الحقبة الطویلة قد انحط الأدب في العالم العربي ،حتی أطلق علی هذا العصر تسمیات كالعصر المغولي وعصر السقوط وعصر الإنحطاط.
ونستثني الأندلس في القرون الثلاثة الأخیرة(1258-1492.م) من الحکم العربي فیها والتي انقضت في الحروب الداخلیة التي قضت علی الحکم العربي فیها عام 1492.م .
ونحن لا ننكر ظهور شعراء في العالم العربي في هذه الفترات المظلمة،إنما شعرهم لم یكن بالمقدرة التي تمكنه من اجتیاز حدوود العراق لیؤثر علی آداب البلاد المجاورة . وقد یكون القول التالي مبینا لمستوی الشعر العراقي آنذاك:
و”كان الشعر في العراق قد أصیب بظاهرة التخمیس والتشطیر التي أساءت الیه وطغت علیه طغیانا … والتي افرغت الشعر من محتواه الفكري وقتلت ما بقي من معانیه…”
ثانیا- الأحواز بین ( 1436- 1925.م) ونقسمها الی خمس حقب:
1- الأحواز في القرون الأولی الإسلامیة(من القرن الأول الی هجوم المغول (1258.م): كان اقلیم الأحواز یحمكه الولاة العرب الذین كان یتم تعیینهم من دار الخلافة الإسلامیة .
2- الحویزة: خلال (1258-1436.م): والتي اصبحت فیما بعد مركزا للعلم والأدب العربي في الأحواز، كانت تسكنها القبائل العربیة، وآخرها قبیلة العبادي التي أسقطها القائد العربي السید محمد بن فلاح المعشعي عام 1436.م.
3- الأحواز في العصر المشعشعي ، الحقبة ( 1436- 1724.م) : في هذه الحقب الزمنیة كان إقلیم الأحواز مستقرا تحكمه السلالة العربیة المشعشعیة ، وكانت هذه السلالة ، تشجع علی نموالعلم والأدب، بل وكان معظم الحكام هم انفسهم علماء وأدباء. وقد ازدهرالأدب العربي في هذه الحقبة أي ازدهار.
4- الأحواز في العصر الکعبي الناصري، الحقبة ( 1724- 1839.م)، كانت السلالة الكعبیة الناصریة ( آل ناصر) تحكم الأحواز ، وقد كثر في هذه الحقبة الأدب، وكان أعظم رجاله فقهاء حتی سُمِّي ادبهم بأدب الفقهاء.
5- الأحواز في العصر الکعبي الکاسبي ،لحقبة (1839حتی 1925.م ) كان كعب آل بو كاسب ،وهم أحد فروع السلالة الكعبیة ،یحكمون الأحواز.
ففي هذه الحقبة الخامسة ،ولا سیما في عصر إمارة الشیخ خزعل بن جابر (1897- 1925.م) إذ كان بلاطه كعبة الوفاد، یفد الیها الشعراء والأدباء من شتی أنحاء الأقطار العربیة، كمصر ولبنان والعراق والبحرین و منطقة الأحساء من الجزیرة العربیة،وقدعبر عن هذا الفیلسوف اللبناني “امین الریحاني” في كتابه ملوك العرب: “…ويجيء الشعراء وفي جيوبهم قصائدُ المديح، فيعودون من المحمَّرة وفي جيوبهم أكياس من المال” .
أجل هكذا كانت الأحوال الأدبیة والشعریة في هذا العصر حتی أن أحد الشعراء الذین كانوا یفدون علی بلاط الشیخ خزعل، قال بعد سقوط هذا الحاكم العربي :
هذه الدار لنا كانت حمی یوم كانت تتجلی عِظَمــا
قد نعمنا زمنا في ظلــها نغرس الحمد ونجني نعما
غیر أن الدهر أفنی أهلها واللذاذات استحالت حُلما
وكان الی جانب ذلك ، دیوان ( مجلس) “السید جابر بن مشعل آل بوشوكة” یرتاده شعراء من هذه الأقطار العربیة التي ذكرناها اعلاه:
من العراق – من آل الجواهري: الشیخ عبد الرسول بن شریف الجواهري ، و الشیخ محسن بن شریف الجواهري،و الشیخ هادي بن شریف الجواهري، الشیخ علي بن الشیخ حمید الجواهري. ومن آل الجزائري : السید محمد جواد الجزائري ، ومن آل الصافي النجفي: السید محمد رضا آل صافي . ومن أسرة القفطان : الشیخ حمزة قفطان والشیخ محمد صالح القفطان . ومن اسرة الشببیي: الشیخ جواد الشبیبي ، والشیخ محمد الشبیبي ،و من لبنان: الشیخ عبد الغني الحر العاملي.
وفي الأحواز، إذا ما نظرنا بعین الاعتبار في هذه الحقب بالتحدید ، نری حكامه جمیعا كانوا عربا أقحاحا ، وكانت هذه الحقب عصور تطور وازدهار للأدب العربي في الأحواز .
النتیجة :
– هذا الحشد من الشعر والشعراء في الأحواز علی مدی 489عاما،إن دل علی شيء إنما یدل علی أن ریاضَ الشعر العربي الأحوازي كانت مزدهرة، و إلا لَما وفد الیها الشعراء من كل حدب وصوب.
– فلو قایسنا في نظرة خاطفة بین الظروف التي عاشها الأدب العربي في العراق تحت هیمنة الحكام الأجانب ، والظروف التي عاشها الأدب العربي الأحوازي في ظل الحكومات التي كانت تدعمه وترعاه، لا یمكن لأي منطق أن یحكم بمثل من قال ” إن الشعر الأحوازي نسخة من الشعر العراقي”، بل المفروض أن یحكم بعكس ذلك.
*
4- ابداعات الشعراء الأحوازیین في الشعر الفصیح:
إنَّ الحدیثَ عن دورعلماء وإدباء وشعراء اقلیم الأحواز في شتی المجالات العلمیة والأدبیة والثقافیة علی مدی القرون، وإسهاماتهم في بناء صرح الحضارة الإسلامیة والعربیة، خارجٌ عن حجم هذا المقال.
أما حول اختراعات الشعراء الأحوازیین وما قدموه من إبداعات،فإذا ما تجاهلنا – تجاهلَ العارف – ما قام به الشاعر الكبیر “ابونؤاس الأحوازي” من ثورة في التجدید في الشعر العربي ، فمن الظلم أن نغض الطرف عن إبداعات سائر الشعراء الأحوازیین في الشعر العربي، ومنها:
– إبداع شعرالبند في الشعر العربي:
حول تعریف البند کتب الکثیرون ومنهم: “یقول الاستاذ عباس العزاوي ان البند أشبه ما يكون بالنظم الا انه اقرب إلى النثر او هو حلقة وسطى بينهما إذ لا كلفة فيه من جراء انه لا يلتزم بقافية وربما ان نقول انه ( شعر حر ) كما يسمی هذه الأيام.” فالبند هو نمط شعري يكون فيه البيت ينظم عدة أبيات و”يعاد” وله قافية تختلف من قوافي سائر الأبیات و يقوم إيقاعه على أساس التفعيلة الواحدة المتكررة بحرية تامة , ولم يُستخدم فيه إلا بحران , بحر الرمل بتفعيلته فاعلاتن و بحر الهزج بتفعيلته مفاعيلن و يختلط احيانا البحران في بند واحد.
وقد “… نسب السيد جمال الدين في كتابه “الإيقاع في الشعر العربي” وسيد محسن الأمين في كتابه “معادن الجواهر ونزهة الخاطر” وعبدالكريم الدجيلي في كتابه “البند في الأدب العربي ” الابداعَ لهذا الجنس الأدبي الخاص للأديب الشهيرالسيد شهاب الدين أبي معتوق بن احمد بن ناصر بن حوزي الموسوي الحويزي (1676م/1087 هـ ).
ویقول الدکتور عادل الحیدري في مقال مسهب حول البند العربي: “… أن البند من إبداعات أبي معتوق الحویزي حیث یعد البنیة الأولی للشعر الحر وذلک باعتراف السیدة نازک الملائکة في کتابها ” قضایا الشعر المعاصر”
ویضیف الحیدري: “بما أن ابا معتوق الحویزي هو أول من أبدع هذا النوع في الشعر، نستطیع القول: بأن أول کتاب ورد فیه اسم البند [في الشعر] هو دیوانه… وکذلک جاءت مفردة البنود في أحدی موالیاته في مدح برکة بن منصور ” المشعشعي، یقول:
یا من به الجمع في یوم الوغا مشهود جوارحي في نوالک لک عليَّ شهود
وبعد یا طِبَّ سقم الممرض المجــهود ومن إلیه المـــعالي بالوری أنتسب
وماجدٍ بعد خـــلاقـــي علیه احتسب لما عشقت المدح وأنا عشقت الکسب
صیرت رمحي یراعي والمدیح اجنود واتیت غایر علی مالک بخمس بنود
ویقصد بـالــ (خمس بنود) ، هي بنود الشعر الفصیح التي جاءت في دیوانه .
وعلی هذا یمکن القول إن نواة الشعر العربي الحر، قد تم غرسها في أرض الأحواز لأول مرة.
ورغم هذا،” فمعظم النقاد والدارسین بما فیهم نازک الملائکة و عبد الکریم الدجیلي و مصطفی جمال الدین،رکزوا علی بنود الشاعر ابن الخلفة الحلي ( المتوفی سنة 1248ق)الذي جاء بعد شاعرنا أبي معتوق الحویزي ،ظنا منهم أنه هوالمبدع لهذا النوع من الشعر”.
المفارقات : ونحن هنا أمام عدة مفارقات، وهي:
1- بما أن الحدیث هنا عن باحثین عراقیین کبار، امثال نازک الملائکة و عبد الکریم الدجیلي و مصطفی جمال الدین ،لذلک نستغرب تجاهل هؤلاء الباحثین الإجهار بانتساب إبداع البند للشاعرالأحوازي الکبیر شهاب الدین الموسوي الحویزي.!
2- هؤلاء الباحثون ،یرون – من جهة – ،الشاعرالأحوازي شهاب الدین الحویزي،عراقیا، ویجهلون کنیته ” ابو معتوق” ، و یدعونه بالخطأ بـ (ابن معتوق )، ومعتوق هذا لیس أباه،بل هو ابنه!، وهذا یدل علی عدم معرفة المؤرخین بالرجل لبعده عنهم ،فضلا عن أن اسمه منسوب الی الحویزة الأحوازیة.
3 – ومن جهة – أخری لا ینکرون علیه انتساب ابداع شعرالبند جهرة، لکنهم یؤکدون علی بنود الشاعر العراقي ابن الخلفة الحلي المتوفی (1247 هـ ق) والذي جاء بعد السید شهاب الدین بما یقارب النصف قرن، فیدرسون بنوده ویحللونها، متجاهلین الشاعر الکبیر السید شهاب الدین الموسوي الحویزي ، والإشارة الی انتمائه الی الأحواز.
*
إقتراح وتَحَدٍّ : اقترح علی الباحثین في هویة الشعر العربي الأصیل أن یدرسوا الشعر العربي الأحوازي وبیئته خلال القرون الخمسة (1436- 1925م)، كنموذج من الشعر العربي الذي لم تَشِبْهُ الشوائب،وذلک كما أسلفت اعلاه ،انَّ هذا الشعر قد نما وترعرع في بیئة عربیة بعیدا عن تأثیر الحكومات الأجنبیة كـ البویهیین الدیالمة( القرن العاشر المیلادي) والسلاجقة الترك ،والممالیك الترك القبجاق ، والقبط والشركس والكرج ، والمغول وأحفادهم الجلایریین والتركمان،والترك
العثمانیین،وكذلك الاستعمارالغربي من البرتغالیین والأسبان والطلیان والهولندیین والفرنسیین والبریطانیین ، هذه القوی الأجنبیة التي هیمنت علی كل مساحة العالم العربي في جهاته الأربع منذ القرن الالحادي عشر المیلادي حتی بدایة القرن العشرین من المیلاد.
أجل هذا هو العالم العربي الذي كانت تعج في أجوائه مختلف الرطانات مما ذكرنا من الأقوام الأجنبیة الفاتحة.
أما في الأحواز، فكان الأدب العربي ینمو ویترعرع في بیئة كانت بعیدة عن كل تلك المغامرات والرطانات.أما الدولة الفارسیة فلم یكن لها أي نفوذ علی الأدب العربي الأحوازي منذ بدایته حتی عام 1925.م.
التحدي : و أنا أتحدی أن یذكر لي أحدٌ،بقعة من العالم العربي ،كبیئة الأحواز،لم تلوث لغتها تلك الرطانات الأجنبیة .
*

الجزء الثاني
الشعر الشعبي الأحوازي
أولا- الشعر الشعبي الأحوازي في العصر المشعشعي
اقدم الكتب التي دُوِّن فیها نماذج من الشعر الشعبی الأحوازي:
1- دیوان السیدشهاب الدین الحویزي والذی تم تدوینه عام ۱۰۸۸بامرمن حاكم الحویزه انذاك السید علي بن خلف المشعشعي.
2- كتاب “زهرالربیع” للسیدنعمة الله الجزائري تم تالیفه اواخرالقرن الحادي عشر الهجري.
3- كتاب “السرالمكنون للیوم المعلوم في الحوادث والنوادر” تالیف السیدمطلب بن السید حیدر المشعشعي ، انتهی تألیفه اوائل القرن الثاني عشر الهجري.
4- كتاب “الرحلة المكیة “للسیدعلي بن السیدعبدالله المشعشعي الذي انتهی من تالیفه عام ۱۱۲۸هـ وهو یحتوي علی نماذج عدیدة من الشعر الشعبة ومن شعراء كثر.
5- كتاب “كشكول” للشیخ نعمة بن عبدالله الحویزي آ والذي انتهی من تالیفه عام،۱۲۶۰ه تقریبا، وفیه شعر شعبي كثیر.
أولا- الشعر الشعبي الأحوازي في العصر المشعشعي
1- الموال وتطوره:
رجوعا الی الموازنة الزمكانیة بین العالم العربي والأحواز، كانت الحقبة الأولی في الحكم المشعشعي مرحلة ازدهار وإبداع وإشعاع، سواء علی مستوی الشعر الفیصیح أوالشعر العامي .
أما علی مستوی الشعر الشعبي ،فقد ظهرت في هذا العصر بوادر في المواویل الشعبیة منذ نهایة القرن العاشر الهجري، إذ لدینا قطعة شعریة شعبیة من نوع الموال اشطرها متحدة القوافي لا جناس بینها ، لشاعر من قبیلة طيء ، كان قد مدح بها السلطان مبارك بن عبد المطلب المشعشعي الذي كان قد بدأ حكمه من عام ( 1588الی 1616.م) وكان عصره عرف بالعصر الذهبي.
ملاحظة: نحن ننقل هذه النصوص كما وصلتنا ،دون أي تصرف، وقد یكون فیها أخطاء حصلت خلال عملیة النقول عبر التاریخ :
یا من لمصدوع حدثان الزمان حیار
وزاید الشبر عندما تقدّر الأشــــــبار
یا ماجدِن في المكارم والجمیل عیار
ماسقت الأقدار إلا حین ضاق الصدر
وبان في مركب بحر المحیط اغبــار
انشد ذكاة الرجل وحقـــــق الأخـــبار
عني وعن من تحیر واســتباح وبار
وان كان منا خیارك بالرجــال كــبار
ما ذا قالت الــــــــــعقال یا بـــو بدر
تمضي المیابربما لا تمضي الأطبار
وتلیها نصوص في القرن الحادي عشر الهجري. فهذا الأمیرالمشعشعي المولی بركات ابن المولی مبارك بن عبد المطلب قال في قصیدة بین الفصحی والعامیة في 52بیتا ،معاتبا والده الملك المشعشعي مبارك بن عبد المطلب :
عفا الله عن عیشن قضاها محاربه وقلبن دنیفن زاید الهم شاعبُهْ
وأسهر إذا نام المعافی ومدمــــعي إنهلَّ من بین النظیرین ساكبهْ
وقد قلت لما ضاق صدري ولجّ بي صدیقن شفیق جیداتن مذاهبهْ
الی ان یقول:
مبارك یا زین المنقبات بن مطلبن حمی الداروالعانین من كل نایبهْ
فیقول:
بیت لنا أبنیت بالـــــعز شامخن سل الله لا یهدم الضــــد جانبهْ
فهذه القصیدة تعتبر من الإرهاصات الأولیة للشعر الشعبي النبطي في المنتصف الأول من القرن الحادي عشر الهجري.
وهذا الشاعر المشعشعي الكبیر ابو معتوق شهاب الدین الموسوي الحویزي الذي ولد في الحویزة عام 1025هـ ق وتوفی فیها عام 1087هـ ق،والذي بلغ الذروة في الشعر الفصیح، وكان العراق یفخر بأن ینسبه لنفسه – كما جاء في بعض تواریخ الأدب – ویكنونه بالخطأ بابن معتوق ، ومعتوق ابنه ولیس أباه ، وهذا یدل علی عدم معرفة المؤرخین بالرجل لبعده عنهم ،رغم أن اسمه منسوب الی الحویزة الأحوازیة. وكان بعض المؤرخین العراقیین قد نسبوا قول اول شعر موال للشاعر ابي معتوق لشهرته الواسعة.
وهذا الباحث العراقي “خیر الله سعید” في مقاله ” الموال العراقي” قد ذكر اسم الشاعر الكبیر السید شهاب الدین الموسوي بكنیة ابن معتوق بالخطأ ایضا، لكنه یقول: ” ظهر ابن معتوق( ابو معتوق) الموسوي شهاب الدین بن احمد(1025- 1085 ق) وهو من اهل الحویزة لیلتزم في النظم الجناس في كل بیتین(شطرين) لیعلّم بتلك المحاولة علی ظهورتطور واضح في نظم الموال الرباعي اولا، و من ثم لیسري هذا التطور علی بقیة الألوان الشعریة للموال یقول ابن معتوق( ابو معتوق) في أحد موالاته الرباعیة
یا مصدر البیض محمرَّه وسمر الصعد
و من بعزمه الی سمك
الثـــریا صــــعد
كل وعـــــــــدته بوعدن یا سلالة مــعد
الا أنا بعـــــــــــد یا مورد قناة المـــــــعد
نری أن الشاعر ابا معتوق الحویزي كان قد عمل علی تطور الموال.
ولو لم یصل الموال الأحوازي الی مرحلة عالیة من النضوج آنذاك لما نسب الی الأحوازییین قول الموالیا ،إذ نری المؤرخ العراقي الأستاذ عبد الرزاق الحسني( 1321- 1417 ق) صاحب “تاریخ الوزارات العراقیة”…یری أن الموال( نوع من النظم اخترعه السید الموالي [كذا]من سادة الحویزة، والموالیا لم یكن علی قاعدة الموال الحاضر.”
وقال الشهاب في مدح المولی بركة بن السلطان مبارك یقول الموال السباعي التالي:
یابركة المجد یا لیث الوغی المفترس
ومن لنا عند لزبات الـنوی لي ترس
أقسم بمحمر سمرك والحسام الورس
لولاك رحنا سبایا بین أیدي الفـــُرس
واضحت رسوم الحویزه عافیات درس
لكن یا مـــــــــــن یعلم كل عـالم درس
قد خصنا الله من ذاتك بسبعن شرس …
وهذا شاعرً یُدعی ابن مقرب ،من نفس الفترة یمدح المولی بركة بموال سباعي وهو موال مستوفٍ لكل الشروط التي یتحلی بها الموال السباعي الیوم:
مطیة الشوق جدي بالسری وامــضي
وسابقي في مسیرك لمــــعة الومــض
ثم اقصدي من جبینه كالـــمرآة مْضي
كساب الأنفال حرزه سورة الأنفـــــال
لهو منا فال من للجمع أعظـــم فــــال
یا سعد ذا الفال زرع المرتجي ما فال
حق القواصد علی المقصود حقٍّ ضي
*
– الشعر النسوي الأحوازي في حقبة المشعشعیین:
جاء في مقال ” الشعر النسائي في الأحواز” ، المستل من كتاب ” مولی احمید المشعشعي ، حیاته وشعر” بقلم الباحث السید محمد مولا :
“اما الشعر النسوي في تلك الحقبة الزمنیة فكان ضمن النهضة الثقافیة التي شاركت بها المرأة الأحوازیة،و نكتفي منه یذكرنموذجین بارزین هما:
1- الشاعرة “میثاء ” بنت المولی بدر: للعلویة “میثاء ” بنت المولی بدر بن الملك مبارك المشعشعي قصیدة نبطیة ذكرها السید علي بن السید عبد الله المشعشعي في كتابه ” الرحلة المكیة”، وهي ترثي بها والدها المولی بدر وعمها المولی بركة ابني الملك مبارك المشعشعي ،اللذین كانا من اشجع الشباب المشعشعیین المعروفین بالشجاعة والبسالة والفتوة، وكانا قد قتلا في عام واحد في معارك المشعشعیین ضد العثمانیین . والقصیدة نبطیة باللهجة الأحوازیة الدارجة آنذاك منها:
یاعین صبي للّهامــــین الألافي
اهل السخا والنخا منیة اللافي
كرام كل من یجي للمــــال تلافي
بدر وبركه غدو وخلیفه امتافي
یاجد راح الخلیفة ان نشتــــا في
لو زعزع الطـــبل واحر شافي
وتصادمت سرة الجیشین كشافي
كانوا یقـــولون بدرن لها كافي
یا ضیعة ام العلا یا كثرة اوسافي
علی الذي كان للفرسان نســافي
وفي مقطع آخر ترثي اباها بدرا وعمها بركة الذي كان قتل قبل أبیها بشهرین:
الله یا كــــــربلا یا نیس یا ساده
ابكوا لمن بالـــترب غطاه ووساده
بدر الكریم الذي ما خاب قـصــاده
وابوعلي اخوه بركه مهجة افواده
قبله بشهرین سهم الغادره صاده
وسفي علی بدر تابوته اب طراده
عقب السلایل وركب الخیل وطراده
عنكم غـــــدا للمشاهد قاصد اجداده
الله یا شیخ صالـــــح احسن اولاده
اذكر مبارك وكون لطــــیف باولاده
یا ما حماكم وبتم رغــــــد بوسادة
انزل الی القبر وافرش فـــیه سجاده
وحط راعي السخا والجودوامجاده
وسط الصخرللضریح فراش ولحافي
وكون فیهم یاشیخ مشفق و حافي
واحكي لمــــــطلب تری بدركم لافي
خلا مبــــارك بغیر نصیر واولافي
یبكي مبارك فالدمــــــــــع صافي

2- الشاعرة ” فِدعة” بنت علي الصویح:
والدها علي الصویح كان من الشخصيات الشهيرة في اقلیم الأحواز، وكان قد شق نهرا من الأهوار سُمّي باسمه ” شط علي” علی الضفة الشرقیة لهور الحویزة والی جانبه قریة كبیرة باسم قریة ” شط علي” .
كانت فدعة قد رثت أخاها الذي قتل في احدی النزاعات القبلیة – وما أكثرها لسوء الحظ -:
شفت الضعن طر الحویزة
وامچفنینة ابثوب ریزة
یاشوفة الوالي عزیزة
و لها:
اناشد الیرحون ویجون
تجون لو تعمه العیون…
*
ثانیا – الشعرالشعبي الأحوازي في القرن العشرین
اقدم الكتب التي دُون فیها نماذج من الشعر الشعبي الأحوازي:
1- مخطوطه للشاعر طاهراسحاق القیم وهوكان معا صرا للشیخ خزعل الكعبی(1897- 1925.م)
2- مخطوطه للشاعر طعان النبهان وكان معاصرا للشیخ خزعل الكعبي
3- مخطوطه للشاعر عبود الحجی سلطان وهو معاصرا للشیخ خزعل الكعبي.
كان الشعر الشعبي الأحوازي بكل اشكاله المتعارف علیها الیوم، قد وصل الی مرحلة الإزدهار في القرن العشرین. وقد جاء هذا المقال مبینا لمسیرة الشعر العربي الأحوازي،حاملا ردًّا ضمنیا علی من یزعم: أن الشعر الشعبي الأحوازي مستنسخا من الشعر الشعبي العراقي. ان الحدیث عن تبعیة الشعر العربي الأحوازي للشعر العراقي یخص الشعر الشعبي المعاصر، لكننا نقول بجزم، لدینا شواهد تثبت عكس ذلك.
نماذج تدل علی
أقدمیة بعض الشعر الشعبي الأحوازي:
1- شعر الأبوذیة الأحوازیة، أقدم الأبوذیات العربیة
كان الشعر الأبوذیة في الأحواز قد نما منذ ستینات القرن التاسع عشر، و في القرن العشرین راح یتكاثر في مجالس الأحوازیین ویدور بینهم بعیدا عن عیون النظام البهلوي الجائر المقبور، ومن الشعراء من كان یخاطر بحیاته فیقول الشعر السیاسي الثائر المطالب بالحقوق وعودة الهویة العربیة، كـ الشهید شایع الهلالي ، فمن المستبعد أن یكون مثل هذا الشعر الثائر تابعا، وفیه شعراء كبار كمولا احمید المشعشعي ( 1829.م) ، واوداعة البریهي وایفیر بن ابحیر،وعبود الحاي سلطان ، والملا محمد المایود ، والبطل محیي الزئبق، والشهید شایع الهلالي و طاهر اسحاق القیم وطعّان بن علوان بن حسن الكعبي وميراچويد الاميري وازغيرون بن اجهير الزرگاني والحاي سبهان بن عباس الطرفي و الشیخ زائرعلي بن عباس الطرفي وحمد بن اعطيوي الحميداوي و الشيخ حنش بن يابربن سلطان المجدّم و زامل بن ایباره أبوفاخر العبوداوي وسید بن محمد بن مشعل الطرفي وطهران بن چوّاك بن فضل آلبوغبيش وعبدالواحد الزرگاني وعصمان بن زائر علي الطرفي الطائي وعلوان بن شايع الگطعاوي ومله عیدان بن سید بن محمد المشعل ويابر بن سالم الوهبي والملا فاضل بن يعقوب السكرانی الطائي ومزبان بن مير حميدان الاميري، و ناصر الحجی بن یبر الزرگاني و…
2- شعر الهات والتجلیبة من ابتكارات الشعراء الأحوازیین.
3- الشعر النبطي:
” الشعر النبطي ، ویسمی القصید هو الشعر العربي المنظوم بلهجات شبه الجزیرة العربیة ودول الخلیج والیمن والأردن وبادیة العراق وبین البادیة في فلسطین وسوریا والسودان ودول المغرب العربي بما فیها موریتانیا”
نری أن هذ النوع من الشعر وان كان له ظهور في بادیة العراق ،لكنه لم ینتشرحتی في أنحاء العراق، فما بالك بالأحواز البعیدة عنها.
و نحن لدینا نماذج شعریة نبطیة أهوازیة تعود الی عام 1905.م ، نذكر علی سبیل المثال شيئا من قصیدة نبطیة مع الإشارة الی قصتها، وهي قصیدة ” یا دار في ضرب الهنادي…” للشیخ زائرعلي بن عباس الطـُرُفي الطائي، ومن قصتها أن قبیلة بني طـُرف بعد صراع طویل في داخلها، ومع الشیخ خزعل ،قد انضوت تحت حكم الشیخ خزعل وذلك في زمان تصدي الشیخ زائرعلي رئاسة قبیلة بني طـُرُف بمساعدة الشیخ خزعل،عام 1905.م ومن ثم بطلب من الشیخ خزعل توجه الشیخ زائرعلی الی منطقة دسبول ومعه 300فارس لإخضاع اهلها علی دفع الضرائب مخیرا ایاهم الحرب أو الدفع ،فقبلوا دفع الضرائب، فقال الشیخ زائرعلي قصیدته المعروفة ، ومنها:
یا دار في ضرب الهنادي ذرینـــاك + یوم الوغی والطوب محكي الطوابير
بدمومنا وادمـــوم ضدنا سقیـــناك + بجموع ضخمه امضــیعین النواعیــر
یا ما أخذنا احدود غیرك او زدناك + ضفنــــاك عِزّن فوق عِــزّ و تــفاخیر
تأمن خیاف القوم یا دار بحمـــاك + للفــــار عِــــزّ والــمآسر تیــــــاسیر
بسیوفنا وحــربن و كرن سكنّــاك + زدناك شـــــرف فـــــوق راي وتدبیر
لومات قرمن قام قرمن وعــــدّاك + وضخـــام وعیون الحراب ومشاهیر
یا دار كم نوبن بنــوبن حمیـــناك + من اسلاف خصمانن محمره البواتیر
واحتار مدحن لا محیـــط بمعنــاك + والفـــــــم قاصر لا لفضلك تقاصیر
بنیات صدقن لا بخـــدعن بنــیناك + علاك رب البیت ملــــــجا المعاسیر
عِد خالقن رحمــان حنا دخلنــاك + من واهـــــــیات افكار اهل المناكیر
*
– إبداعات الشعراء الشعبيین الأحوازیین
1- تطورالأبوذیة وكثرة الشعراء في الأحواز
الأبوذیة فن من فنون الشعر الشعبي متطور من شعر العتابا . “فن العتابا الذي له صلة بالریف ” فن العتابا من أعرق الفنون الغنائیة الشعبیة في بلاد الشام و[ الأحواز] والعراق وخاصة في الریف … والجناس هو الركیزة في العتابا… ویدهشك الشاعر ثلاث مرات بدلا من مرتین. یتكون من اربعة اشطر والشطر الر ابع في العتابا ینتهي بألف وباء ككلمة عتاب…تراب… او ینتهي بألف مقصورة ك دجی ،او الف ممدودة ك علاء، كما في بلاد الشام .
بینما العتابا الأبوذیة في [ الأحواز] والعراق ینتهي بیاء مشددة ..و(هاء سكت/ یّه) اشهر شاعر في الشام لمع نجمه في القرن الثامن عشر هو عبد الله الفاضل وله بیت العتابا المشهور :
هلي ما لبسوا خادم سملهم / وبگلوب العدا ثابت سم الهم
الناس النجم واهلی سما الهم / كواكب سهرن لیل الدجی”
عرفنا أن الأبوذیة أصله العتابة ، ولكن من الذي غیر لأول مرة قافیة الشطر الأخیر من ( فعولن ) الی ( فَعو) ، أو ( (فعال) وجعلها تنتهي بـ ( یّه)؟ ، لا نعرف بالتحدید ، ولكن إذا ما أمعنا النظر نری أن الشعراء الأحوازیین لهم السبق في قول الشعر الأبوذیه، منذ العصر المشعشعي.
یقول الباحث في شؤون العصر المشعشعي السید محمد المولی المشعشعي:
“یبدو ان اقدم ابیات ابوذیه وصلت الینا هي
للشاعر مولی احمید المشعشعي وهو اقدم شاعر قال الابوذیة حیث ولد حوالي عام،۱۲۵۵ه وبهذا ربما نستطیع القول ان الابوذیه ظهرت اول مرة في منطقة الحویزة ومن ثم انتشرت في باقي المناطق والاقطار” .
وقد برز شعراء شعبیون أهوازیون في أوئل القرن التاسع عشر، وابرزهم الشاعر الشعبي الكبیر مولا احمید (حُمَید) المشعشعي الذي ولد قبل حوالي 190عاما في الحویزة ،عام۱۲۵۵ق( 1829.م) ، وتجاوز عمره ال۸۰عاما ،وصدیقه المعاصر له عباس الأسد، و الشاعر الكبیر ایفیر بن ابحیّر ( 1845-1935.م) ، والشاعر الكبیر الملا محمد الماجود( توفي عام 1370هـ ق)، والشاعر الكبیر عبود الحاي ( الحاج) سلطان.وأعداد كثیرة من شعراء الأبوذیة الذین لا مجال لذكرهم هنا.
2- ابداع شعر التجلیبة : أیضا لدی المولا احمید نماذج من شعر التجلیبة منها:
اجلبنك یلیلي اثنعش تجلیبــــــه / علی الــــــــــماراد ولفه وراد تـــعذیبه
اجلبنك یلیلي مثل ســـوچ الماي / عله اللي رافگیته وما اجه اعله اهواي
اگله هاي ماترهم بلـــــیه هـــاي / یگلي الخاطري ســوهاي تجریـــــبه
جربتـــــــــــه ثلث مرات ماینـدم / اشبصرك بالصـحیب الما یعرف النم
وخلاني بهـــــــــواه النوب اتألم / وعذبنی بهواه اشلون تــــــــعذیبه
عذبنی بهواه ومــــــدرچ افراگه / سلب عگلي وصـــندگ الگلب باگه
مره ایغیب عني ومره نتـــــلاگه / هله بگرة اعیوني الجاي مـن غیــبه
2- ابداع شعر” الهات ” في الشعر الشعبي الأحوازي: “الهات هو نموذج من قصار الشعر الشعبي الأحوازي( هات یا گلبي من الحسرات هات/ فاعلاتن فاعلاتن فاعلات) یقال إنه من ابداع الشعرء الأحوازیین في العصر المشعشعي. واقدم شعر باسلوب الهات للمولی احمید الذي ولد عام(۱۲۵۵ق/1829.م) وصدیقه الشیخ عباس الاسد.
3- ابداع شعر الألفیات: لا أظن أحدا من الشعراء تناول هذ النوع من الشعر قبل الشعراء الأحوازیین، والفیة الشاعر طاهر بن اسحاق القیم (1886-1961.م)
الألف آه امن الدهریا طاها / اقصور شمه اویه الأرض واطاها
5- ابداع طور العلوانیة: مقام العلواني مقام وطور موسيقي من فصيلة مقام الحجاز أسسهُ المطرب علوان الشويع في أقليم عربستان الأحواز وهو غناء منفرد يعزف المطرب على آلة الربابة ويتغنى بأبيات الأبوذية وهي نوع خاص من الشعر الشعبي الرائج في الأحواز ويذكر المطرب أسماء الشعراء وأصحاب أبيات الأبوذية وهكذا يُخلّد ذكراهم.من أشهر مطربي العلوانية أضافة إلى هذين العلمين البارزين أيّ علوان الشويع وحسون معشوري، هناك عمالقة لهذا الطرب الاصيل في الأحواز كـــ حسّان كزار و وداعة البريهي وعلي الرشداوي وثامر الزرقاني.غنّى هذا الطور أغلب فناني ومطربي الأحواز في الآونة الأخيرة.
6- ابداع قلائد الشعر (گلاید شعر): من ابداع الشاعر الأحوازي الكبیر ” الشیخ ابراهیم الدیراوي”، وهي أن تقطع القصیدة الشعبیة الی مقاطع ، وكل مقطع یتكون من عدة اشطر متساویة التفعیلات متحدة القافة تختلف اعدادأشطرها من قصیدة الی اخری، لكنها عادة لا تقل عن ثمانیة أشطر في المقطع الواحد. علی أن یكون لكل مقطع قافیة مختلفة عن المقاطع الأخری.
7- ابداع فن المهداوي: ابدع الشاعر الشعبي الأحوازي مهدي بن الملا فاضل السكراني فنا متطورا من المیمر ، بإضافة تفعیلة ( مستفعلن) الی تفعیلات فن المیمر الثلاث( مستفعلن) ، رباعی الأشطر ینتهي ربطه بـ (اوي) وهذ نموذج منه:
بوسام كل شاعر فطن هذا الشعر وسمیتـــــــه
وبخیر كل وسمي النزل یسگي الأرض وسمیته
خلدته باسمي ودونت اسمه بثقه وسمـــــــیته
والیسئلك عنه بعجل جاوب یخي ” مـــهداوي”
انتساب بعض شعر الأحوازیین الی غیرهم: وفي غیاب المصادر التي حُرمنا من تدوینها طیلة القرن العشرین ، قد نُسب بعض أقوی الشعر الأحوازي،امثال بعض اشعار التجلیبة للشاعر المشعشعي الأحوازي مولا حمید ، و بعض ابوذیات الشاعر الأحوازي عبود الحاي سلطان الزرگاني وغیرهما الی شعراء من الأقطار المجاورة ،ولا سیما العراق.
*
– موازنة زمنیة بین الأبوذیة العراقیة والأبوذیة الأحواز:
1- الأبوذیة في العراق: جاء في بعض الدراسات العراقیة: “ليس من الواضح من هو أول من نظّم الأبوذية العراقیة، وهناك عدد من الشعراء ظهروا أواخر القرن التاسع عشرو أوائل القرن العشرين ممن نظموا الأبوذية، منهم حسين العبادي، وجعفر الحلي، وزاير الدويج، وحسين الكربلائي. ويقال إن العبادي هو الذي اخترع الأبوذية”
“ویذكر صاحب كتاب الأبوذیة الحاج هاشم محمد رجب:”ان الأبوذیة[العراقية] لا ترتقي الی اكثر من (150) عاما”
ویقول نضیر الخزرجي في مقال له: “اختلف الباحثون والنقاد على نشأة الأبوذية فمنهم من أرجعها إلى الشاعر حسين العبادي…. فيما يرى الشيخ جلال الدين الحنفي أن الأبوذية من الشعر الطارئ على بغداد، ولم يكن من إنتاج شعراء بغداد… فيما يعتبر الكرباسي أن هرم شعر الأبوذية قائم على ثلاثة أضلاع وهم
أمراؤه: الملا حسين بن علي الكربلائي (توفي عام 1328 هـ) من كربلاء المقدسة، والملا زاير بن علي الدويچي (توفي عام 1329 هـ) من النجف الأشرف، وفي القاعدة شاعر الحلة جعفر بن مهدي الحلي (توفي عام 1298 هـ)، ويتربع على قمة الهرم شاعر الكوت حسين العبادي”.
2 – الأبوذیة في الأحواز: برز شعراء شعبیون أهوازیون في أوئل القرن التاسع عشر، وابرزهم الشاعر الشعبي الكبیر مولا احمید (حُمَید) المشعشعي الذي ولد قبل حوالي 190عاما في الحویزة ،عام۱۲۵۵ق( 1829.م) ، وتجاوز عمره ال۸۰عاما ،وصدیقه المعاصر له عباس الأسد، و الشاعر الكبیر ایفیر بن ابحیّر ( 1845-1935.م) ، والشاعر الكبیر الملا محمد الماجود( توفي عام 1370هـ ق)، والشاعر الكبیر عبود الحاي ( الحاج) سلطان.وأعداد كثیرة من شعراء الأبوذیة الذین لا مجال لذكرهم هنا.
3- فروق الزمان والمكان واللغة والخط، بین الشعر الشعبي الأحوازي والشعر الشعبي العراقي:
رغم مجاورة الأحواز لجنوب العراق والتأثیر والتأثر المتبادلین بینهما، تبقی الفروق التي تمیز اللغتین الفارق الذي یمیزهما من بعضهما البعض ،وهي:
أ- الزمان: لقد اشرنا اعلاه إن الشعر الشعبي الأبوذیة الأحوازي كان متقدما علی الشعر الأبوذیة العراقي بما یقارب العشرین عاما( البند ب من الموازنة في الأبوذیة) .
ب- المكان: عندما ندرس الشعر الشعبي الأحوازي لا نجد فیه اسما واحدا من الأسماء من الأمكنة او الأعلام العراقیة.
ج- المعجم الشعري ( اللغة الشعریة) : اللهجة العراقیة تتمیز بمفردات ومصطلحات خاصة ، نأتي بأمثلة وما یعادلها باللهجة الأحوازیة بین قوسین،امثال : شنو( شنهو) ، همّینه ( هم) ، دا آگول ( اگول) ، شِعلیَّه ( اش علیه) ، صوچك ( ذنبك)، باوع ( عاین ) ، الویش( علیش) اصمَخ ( اصبر) ، آني ( أنا ، آنه) و….
د- الخط : الخط العراقي في المطابع لا توجد فیه احرف امثال: ( گ) الذي یُكتَب (ك) ویقرأ گاف مثل گِتلگ أو گلتلك – وحرف (چ) الذي یكتب ( ك) ویقرأ (چ) مثل گتلچ ، و…
ولا یوجد مثل هذا الخط في الشعر الأحوازي،لا سیما في الشعر الذي قیل في القرن التاسع عشر وبدایات القرن العشرین.
النتیجة: هذه الموازنة المختصرة تقول بالأرقام:
1 – إن الشعر الأبوذیة العراقي لا یرتقي الی أكثر من 150 عاما(اوائل الفرن لتاسع عشر)
2- إن الشعر الأبوذیة الأحوازكان قد انتشر قبل أكثر من 170 عاما.
3- الفروق في الزمان والمكان واللغة والخط ، تدل علی أن الشعر الشعبي الأحوازي قائم بذاته ولیس مستنسخا من الشعر الشعبي العراقي.
4- اقدمیة الشعر الشعبي الأحوازي في بعض الفنون كالأبوذیة والهات والتجلیبة والقلائد والعلوانیة والمهداوي ، تدل علی إبدعات هذا الشعر وتأثیره علی غیره.
5- عرفنا أن الأبوذیة الأحوازیة أقدم من الأبوذیة العراقیة. وبهذا تكون الأبوذیة الأحوازیة قد سبقت الأبوذیة العراقیة بما یقارب خمسة عشر عاما أو عشرین عاما. و بالطبع ، السابق لا یأخذ من اللاحق.
6- لا شك أن الشعر الشعبي العراقي له مكانة مرموقة في العالم العربي ،لا سیما بعد خروج الحكام الأجانب من العراق في اول العقد الثالت من القرن العشرین .وقد أبدع الشعراء الشعبیون العراقیون في بعض الفنون كالدارمي والهجري والشبگها والموشح و الطردي و …
ولا سیما من خلال انتشار الشعر عبر حناجر المطربین العراقیین. لكن المصادر التي لدینا تقول بأقدمیة الشعر الأبوذیة الأحوازیة علی الأبوذیة العراقیة،( ظهور الشعراء العراقیین في اواخر القرن التاسع عشر / ظهور الشعراء الأحوازیین في أوائل القرن التایع عشر) حتی یثبت غیر ما استخلصناه من المصادر المتاحة لدینا.
– الشعر العربي الأحوازي ذو هویة ذاتیة غیر تابعة لشعر الآخرین:
بعد هذه الموازانات والأدلَّة الدامغة والشواهد اللامعة علی أهوازیة الشعر العربي الأحوازي وذاتیة هویته واستقراره، وعروبة حكامه،و إبداعات الشعراء الأحوازیین، والبلاطات التي عاش فیها، علی مدی 489 عاما منذ (1436- 1925م)، وما كان یلاقي من دعم للشعر والشعراء،هل من المنطق بمكان أن یقال – رغم اعتزازنا بالشعر العراقي- : ” إن الشعر الأحوازي نسخة من الشعر العراقي”؟! علما أن القطر العراقي العزیزقدعاش منذ الغزوالمغولي لبغداد عام 1258.م حتی خروج الإنجلیز منه عام 1920.م ، طیلة 662عاما تحت حكم الأجانب من المغول والترك والإنجلیز؟!
فإذا ما سلمنا بمقولة: “الشاعر ابن بیئته”، فلا بد أن نسلم أن الشعر الأحوازي ،إن لم یكن رائدا للشعر في المنطقة، فلا یعقل أن یكون تابعا او مستنسخاً من الشعر العراقي – حسب زعم بعضهم -.
وهكذا یمكن للقاریء الكریم أن یستخلص من الظروف التي عاشها الأدبان العراقي والأحوازي ، مدی التأثیر والتأثر بینهما.
*
ثالثا- الأسباب التي جعلت الشعر العربي الأحوازي یعیش في محاق الكتمان.
1- إن أهم هذه الأسباب ،هیمنة الحكم الدكتاوري العنصري البهلوي (1925-1979.م) والهجوم الوحشي الذي قام به الدكتاتور
“رضا شاه البهلوي”،علی الأحواز والإطاحة بحاكمها المقتدر الأمیر خزعل بن جابر الكعبي عام1925. م. والنكبة التي مُني بها الأدب العربي الأحوازي ،وما تركه ذلك الإجتیاح من آثار سلبیة علی الأدب الأحوازي والقمع الذي مارسه ضد الشعب العربي الأحوازي وحرمانه من لغته العربیة وأدبه وثقافته العربیة، وكل مظاهر الحریة، ناهیك عن التدوین والنشروم الی غیر ذلك…
2- الحرب العراقیة الإیرانیة التي هجرّت العرب عن مواطنهم وسببت تفرقهم وانشغالهم لكسب لقمة العیش. إنما رغم كل محاولات الحكام لطمس الهویة العربیة الأحوازیة بجمیع مظاهرها ومنها الشعر والأدب طیلة قرن بكامله، لم یفلحوا، إذ كل المحاولات والعقبات التي وضعوها امام حركة اللغة العربیة وآدابها قد باءت بالفشل. فا العربیة لغة القرآن الكریم التي تعهد الله سبحانه و تعالی بحفظها ، وقد قال سبحانه « إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»(الحجر / 9).
*
الخاتمة :
– عرفنا بالأدلة، أن القول الباطل الجُزاف القائل: بأن الشعر الأحوازي نسخة من الشعر العراقي،لم یُرَد به سوء بل قیل عن حسن نیة، وقد أثبتنا بالأدلة والموازنات أن الشعر الأحوازي ذوهویة قائمة بذاتها ،ولیس نسخة من الشعر الآخر.
– عرفنا بالأرقام: أن الأبوذیة الأحوازیة ، أقدم من الأبوذیة العراقیة ، – حتی یثبت خلاف ذلك -.
– عرفنا أن الشعر والأدب مورثان تركهما السلف الصالح لنا، و أنهما مشاعان،وكل شاعر یستطیع أن یستخدمهما في دعم نتاجه تحت شروط المحاكاة التي یؤكد علیها الأدب المقارَن.
– عرفنا أن للشعراء الأحوازیين إبداعاتٍ عرفوا بها و قدموها للشعر العربي.
– عرفنا أن الأوزان الشعریة في الفصیح (البحور الخلیلیة) والفنون الشعریة في الشعبي ( النبطي، والموال، والأبوذیة،والمیمر، والهات و ….) كلها مجرد قوالب مشتركة، یصب فیها من مادتَه الشعریة ما یشاء مَن یشاء.
– عرفنا أن هیمنة الحكم البهلوي الجائر علی اقلیم الأحواز، هي السبب في بقاء الشعر الأحوازي في محاق الكتمان.
-عرفنا أن الشعر الشعبي الأحوازي حافظ منذ القرون الماضية و حتى الوقت الراهن إلى جانب باقي روافد ثقافتنا العربية ، على بقاء اللغة العربية و ديمومتها و استمرارها حية نابضة بالحياة رغم الظروف الصعبة التي كانت و ما تزال تمر بها لغتنا العربية”.
– وعرفنا أن اللغة العربیة في العالم العربی قد لوثتها رطانات الأجانب منذ القرن العاشر. م ، ما عدا اللغة العربیة في الأحواز.
– سؤال و حكمة:
بعد أن علمنا ان كل ما یحمله الإنسان من المعارف والآداب والثقافات،هو موروث عالمي مشترك ورثه الخلف من السلف الصالح ، فهل من المعقول أن نقول مثلا :
– إن الشعر العراقي الفصیح نسخة من شعر الجزیرة العربیة لأن الشعر العربي نشأ في الجزیرة العربیة؟!
– اونقول: إن الشعر الشعبي العراقي نسخة من الشعر الموشح الأندلسي أو الشعرالعامي والأزجال المغربیة؟
هكذا الحال بالنسبة للشعر الأحوازي، فقد وَجَد موروثا شعریا فصیحا وشعبیا فدرج علی نهجه،هذا فضلا عما أبدعه الشعراء في الأقطار العربیة من اوزان وقوالب حدیثة.
سؤال: هل يعرف الشارع العربي في الأقطار العربیة معنى كلام شعرنا الشعبي ،أم يصعب عليه ما يحتويه هذا النوع من الشعر من احساس مرهف، كونه ليس فصيحاً؟
بما أن لغة الشعر الشعبي حیثما كان ،هي اللهجة الدارجة لكل شعب ، وفي العالم العربي تختلف اللهجات باختلاف الأقطار والمدن والمناطق وحتی القری أیضا،فمن الطبیعي أن یصعب فهم الشعر الشعبي علی اهل البلدان العربیة المتباعدة.
إنما للمجاورة والإحتكاك بین البلدان العربیة، تأثیر مباشر في فهم لهجة الآخر، ومنها المجاورة والعلاقات النسبیة والسببیة بین الشعب العربي الأحوازي وما جاوره من البلدان العربیة الأخری.
_
المصادر
. موقع المركز العربي للأبحاث والدراسات السیاسیة،تونس.
2. العباسي الطائي،عباس،الأدب المقارن ،الدارالعربیة للموسوعات، بیروت ط 4 ،2013
3. طحان ريمون ، الأدب المقارن و الأدب العام ، ص 7. و ابن رشیق: العمدة،ج1،ص176(القاهرة1925)
4. الموقع الكتروني الناس نیوز استرالیا، الهجرة السامیة
5. مجلة آداب المستنصری،العدد 76(2017) ،هجرة القبائل العربیة…
6. الموقع الكتروني الناس نیوز استرالیا، الهجرة السامیة.
7. كلمات عیلامیة ما زالت متداولة في اللهجة الأحوازیة. hhttps:// hamedkenani.com
8.راجع. تاریخ الأدب العربی ، عمر فروخ ج 2 ص 285 – 289،و وفیات الأَ عیان ج2 ص 42 ، و الفهرست ص 125 ، ومعجم الشعراء 402 وتاریخ بغداد ج 3 ص 170. وتاریخ المشعشعیین ،جاسم شبر، .133
9.موقع: .hps//www.uoanbar.edu.iq . .
10.. جاسم حسن شبر ، تاریخ المشعشعیین ، مطبعة الأدب النجف الأشرف ،1965.م ،ص 27.11. ر. موقع اشراف الحجاز
12.الریحاني ، أمین ، ملوك العرب، الجزء الثاني، الشیخ خزعل.
13. العباسي الطائي،عباس،الشعر الشعبي الأحوازي واوزانه،الدار العربیة
للموسوعات،بیروت، ط 4، 2014،ص 68
.14. العباسي الطائي ، عباس، دیوان السید جابر بن مشعل، دار الشویكي، الدورق، 2021 ص46
15. 3yeiran.blogfa.com ادب البند أدب حویزي ،مقال قیس غِزي (احمد امین)، وراجع قلائد الغید للسید علي ابا لیل الموسوي الدورقي، تحقیق السید هادي ابالیل الموسوي.
16.نقل من كتاب «مولی احمید المشعشعی. حیاته وشعره» ،تألیف : السید محمد المولی
17. المصدر نفسه.
18.عباسیان الطائي،حسن ،الشعرالنبطي في الأحواز،دارالشویكي للنشر2023،الدورق، صص99-101.
19.سعد خیر الله ،موقع الثقافة الشعبیة العدد 17- ادب شعبي
20.المصدر نفسه.
21.العباسي الطائي ،عباس ،الشعر الشعبي الأحوازي واوزانه ،الدار العربیة للموسوعات،بیروت، ط 4، 2014، ص 52
22.المصدر نفسه، ص 54.
23. اللهامین: اللهْم ،الرجل الكثیر الخیر.
24.. كربلا : اسم قبیلة
25. نقل من كتاب «مولی احمید المشعشعی. حیاته وشعره» بقلم :محمد المولا
26.ریزة: الزهرة الحمراء، وهو اسم نوع قماش،ویطلق علی البنات.
27. نقل من كتاب «مولی احمید المشعشعی. حیاته وشعره» بقلم :محمد المولا
28. ر. موقع اشراف الحجاز.
29. ویكیپیدیا – شعر نبطي النبطي
30. عباسیان الطائي حسن ،الشعر النبطيفي الأحواز، ،صص102- 103
31.موقع ثقافة شعبیة ،مقال الموایل في بلاد الشام والعراق في الأدب الشعبي العدد 13 ادب شعبي.
32. مستله من كتاب «مولی احمید المشعشعی. حیاته وشعره» للسیدمحمد المولی.
33. المصدر نفسه.
34. مدونة الشاعر حكیم عیداني. الشعر الهات.
35.. نقل من كتاب «مولی احمید المشعشعی. حیاته وشعره» بقلم :محمد المولا
36. ویكیپیدیا، الموسوعة الحرة، الأبوذیة العراقیة.
37.موقع دررالعراق ،منتدی الشعر الشعبي، تاریخ نشأة الابوذیه.
38.موقع ” منبر حرللثقافة والفكر والادب” مقال كیف اصبح الابوذیة شاقول الشعر الشعبي(نضیر الخزرجي)
39. دراسة في شعر الشاعر كریم البگعاني ،د.عیسی دمني.( مخطوطة)./
ملحق الوثائق والجدول
2 1ص 4 3
صورة من كتاب الملا نعمه بن عبد الله الحویزي
تحتوي علی اشعار شعبیة .تم انتهاء تألیف الكتاب
عام1255ق(1876.م)
الصور 2و3و4 صفحات من مخطوط كتاب الرحلة المكیة تألیف علي بن عبد الله بن علي بن خلف المشعشعي(1669-1723.م) تحتوي علی أشعار شعبیة.
وهذا جدول في الموازنة الزمانیة والمكانیة بین العالم العربي ،والأحواز
العالــــــــم العـــــــربي اقلیـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم الأحواز
(من القرن العاشر.م إلی 1925م) (من1436 الی 1724.م) (من1724 الی 1839.م) (من1839الی 1925.م )
الحكومات الأجنبیة كـ البویهیین الدیالمة( القرن العاشر المیلادي) والسلاجقة الترك الممالیك الترك القبجاق والقبط والشركس والكرج ، والمغول وأحفادهم الجلایریین والتركمان،والترك العثمانیین،وكذلك الاستعمارالغربي من البرتغالیین والأسبان والطلیان والهولندیین والفرنسیین والبریطانیین ، السلالة العربیة المشعشعیة، كانت تشجع علی نموالعلم والأدب، بل وكان معظم الحكام هم انفسهم علماء وأدباء. وقد ازدهرالأدب العربي في هذه الحقبة أي ازدهار.
كانت السلالة العربیة الكعبیة الناصریة، تحكم الأحواز ، وقد كثر في هذه الحقبة الأدب، وكان أعظم رجاله فقهاء حتی سُمِّي ادبهم بأدب الفقهاء. كان كعب آل بو كاسب، یحكمون الأحواز.ولا سیما في عصر إمارة الشیخ خزعل بن جابر (1897- 1925.م) إذ كان بلاطه كعبة الوفاد، یفد الیها الشعراء والأدباء من شتی أنحاء الأقطار العربیة، وقدعبر عن هذا الفیلسوف اللبناني “امین الریحاني” في كتابه ملوك العرب: “..
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.