
لندن- موقع كارون الثقافي- خاص حامد الكناني– وفق الوثائق البريطانية الموجودة على موقع الأرشيف الرقمي للخليج العربي (agda)، شهدت الكويت في نهاية شهر نوفمبر عام 1916 أول قمة للزعماء العرب وذلك بحضور المقيم البريطاني السير بيرسي كوكس ممثلاً عن السلطات البريطانية بهدف إزالة الخلافات بين الشريف الحسين والأمير ابن سعود، وتطوير الصداقة المتبادلة بين القوتين دعماً لقضية مشتركة هي الانتفاض ضد الأتراك وتحقيق الوحدة العربية. جاء في البرقية المرسلة بتاريخ 24 نوفمبر 1916 من قبل السير بيرسي كوكس الذي كان متواجدا في الكويت إلى ويلسون ما نصه:
“من كوكس في الكويت إلى ويلسون. تم الاستلام في 24.11.1916
وصل ابن سعود إلى الكويت في سفينة صاحبة الجلالة (جونو؟) مساء أمس في رحلة مريحة للغاية وعلى متن سفينة صاحبة الجلالة في مساء اليوم 20 نوفمبر، أقيمت مراسم احتفال تحت إشراف شيوخ الكويت والمحمرة (الأحواز) وابن سعود وكان هناك حوالي 200 من المحتفلين، وهم السكان الاصليون ؛ بعضهم من زعماء البدو من شمر الأسلم وظفير.
بعد تسليم الأوسمة وكلمة مني، تذاكر الشيوخ الثلاثة المذكورين أعلاه مع بعضهم البعض. “لقد أعربوا عن حماسهم لارتباطهم ببريطانيا العظمى في خطاب ألقاه شيخ المحمرة (الشيخ خزعل بن جابر) بخطاب شديد التأييد لبريطانيا، ثم تبعه ابن سعود الذي شرع تدريجياً في كلمته وألقى خطاباً حماسياً للغاية استشهد فيه بالظلم الذي يرتكبه العثمانيون ضد المسلمين الآخرين، وقال إنهم خارج دائرة الإسلام، واستمر في التأكيد على الفرق التام بين سياستنا وسياسة الأتراك، حيث قال إنه في حين حاول العثمانيون باستمرار تفكيك العرب وإثارة خلافاتهم، فإننا كنا نشجعهم على الاتحاد من أجل الصالح المشترك. وأشاد بعمل الشريف وحث على إلزام جميع العرب المخلصين بالمساعدة؛ وأخيراً أقسم الشيوخ الثلاثة على العمل معنا وتحقيق الغاية المشتركة معاً. كان هناك الكثير من الحماس وكان المشهد (بشكل ملحوظ) مفيدًا ولا يُنسى؛ الأخبار ستنتشر على نطاق واسع.
نظرًا لأن ابن سعود والسير (بيرسي كوكس) موجودان في الكويت، فستكون هذه فرصة ممتازة للشريف (حسين) لإرسال برقية باللغة العربية إلى السير بيرسي في الكويت مع رسالة ودية وتصالحية يتم نقلها عن طريق خطاب إلى ابن سعود. إذا وافق الشريف على هذا المسار، فيرجى إخباري. “

ورداً على برقية الكويت بعث الوكيل البريطاني في جدة، برقية تتضمن رسالتين من الشريف حسين، الأولى موجهة للسير بيرسي كوكس والثانية موجهة للمؤتمرون العرب وهم، الأمير عبدالعزيز ابن سعود، والشيخ خزعل بن جابر المرداو ، والشيخ جابر بن مبارك الصباح ومؤرخة بتاريخ 27 نوفمبر 1916. جاء في الوثيقة:
“عزيزي،- لقد تلقيت رسالتكم المؤرخة في 30 محرم 1335 (26 نوفمبر 1916) باحترام كبير وفهمت محتوياتها. وبكل سرور، أرجو أن أبلغ سعادتكم أنني لا أستحق ذرة من الثناء لأن نتيجة ما ذكرته تتحول إلى مصلحتنا ونحن نستحق أن نشكر بريطانيا العظمى على جهودها النبيلة التي يجب أن تقابل بالاعتراف من قبل كل رجل ضميري من العرب على خدماتها الممتازة.
أرجو أن أضيف إلى هذا أفضل شكري للسيد المحترم السير بيرسي كوكس على رعايته العظيمة التي لا يمكن لأي شخص أن يدركها، والتي تعود بالنفع على العرب ماديًا ومعنويًا. إذا كان هناك أي شيء يستحق الذكر في رسالتكم الصادقة فيما يتعلق بما أشرت إليه، فأنا آمل أن يكشف المستقبل عن حقائق نواياي.
ما فهمته من ولائنا لابن سعود هو نقطة صغيرة من مبادئه. نحن العرب “إن الناس لا يجهلون ضرورة تأكيد الاتفاق والميثاق والالتزام به. وستفهم فيما بعد إن شاء الله أن معظم التزامنا بأشياء كثيرة نعتبرها احتياطاً حتى يدرك كل إنسان ما في قلب صاحبه.
أما تلميحك إلى تعاونهم مع ابني عبد الله حتى يعرف العالم أننا نعمل معًا، فأنا أؤكد لفخامتكم أن العرب يدركون ذلك جيدًا ولن يشكوا في ذلك أبدًا وأن مساعدتهم لعبد الله ستكون صعبة للغاية بسبب بعد المكان والضرورة لأن العديد من القوات ستأتي إلى عبد الله وقد لا نتمكن من إطعامها، إلخ.
أتمنى لك طول العمر يا عزيزي المحترم الشريف، وأن تتوج كل مساعيك بالنجاح وحكمة العقل بمساعدة الله تعالى.
مع خالص التقدير، (توقيع) حسين.
مكة المكرمة، 1 صفر 1335.”
الرسالة الثانية:
“بكل سرور ورضا سارعت إلى التعبير عن شكري الصادق لكم على ما أبديتموه من تعابير الوحدة في اجتماعكم بالكويت.
كنت أتمنى أن أعرف ذلك في الوقت المناسب حتى أتمكن من إرسال شخص يمثلني في مثل هذا الاجتماع لإقناعكم بأن ما أبديتموه في ذلك الاجتماع هو صفة مجيدة لم يبدها أي عربي من قبل في خدمة القومية العربية. لذلك أهنئ نفسي أولاً وأهنئكم ثانياً على هذا الرخاء والنجاح.
ملك البلاد العربية وشريف وأمير مكة،
(توقيع) حسين.
مكة، 1 صفر 1335.
من ثلاث نسخ:
. 1. إلى سليل النسب الشريف: الأمير الأعظم عبد العزيز بن سعود في الكويت حالياً.
2. إلى سليل النسب الشريف: الأمير الأعظم للمحمرة الشيخ خزعل خان.
3. من نسل العائلة الكريمة: الأمير الأعظم للكويت جابر بن الصباح.
زيارة الملك عبدالعزيز ابن سعود برفقة أمير الأحواز الشيخ خزعل بن جابر إلى البصرة
وكتبت صحيفة البصرة السياسية في عددها الصادر يوم 29 نوفمبر 1966. تفاصيل زيارة الملك عبدالعزيز ابن سعود برفقة أمير الأحواز الشيخ خزعل بن جابر إلى البصرة يوم 27 نوفمبر 1916.
“وقد استقبله عند وصوله قائد القاعدة كبير الضباط السياسيين ونائب المفتش العام للاتصالات، وقدما له برقية ترحيب وسيف شرف نيابة عن قائد الجيش، وبعد ذلك توجهت المجموعة إلى ماجل وغادرت بقطار خاص إلى معبر المستوى حيث تم فحص بطاريات الهاوتزر ومدافع الطائرات – ثم تمت زيارة الشعيبة وعرض القوات في الحامية. العودة بالسيارة إلى البصرة. وعند عودة ابن سعود إلى الطائرة، أُطلقت التحية العسكرية بإطلاق مدفعين. وفي فترة ما بعد الظهر، تمت زيارة المطار وشهدنا رحلة جوية، وأخيراً تم نقل المجموعة إلى مستشفى القاعدة.
استمتع الشيخان بيومهما تمامًا وكانا معجبين ومهتمين للغاية بكل ما شاهداه وكانا ممتنين للمتاعب التي بذلاها واللباقة التي أظهراها لهما.”
لا يجوز نقل النص اعلاه دون ذكر المصدر- منشورات حامد الكناني
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.