
بسم الله الرحمن الرحيم
في ظل هذه الظروف الحرجة والدقيقة، يتحمّل أبناء الجاليات الأحوازية في الخارج، إلى جانب النشطاء والتنظيمات والشخصيات المستقلة، مسؤولية مضاعفة تجاه قضيتهم الوطنية. فقد آن الأوان لاتخاذ خطوات فعّالة ومؤثرة على الساحة الدولية.
إن من الضروري تشكيل لجان دبلوماسية أحوازية في البلدان التي تتواجد فيها الجاليات الأحوازية، تتولى التواصل الرسمي مع السفارات البريطانية والأمريكية وغيرها من الجهات السياسية الفاعلة، بهدف تنسيق لقاءات مع السفراء والمسؤولين، وتقديم عرض موجز ومؤثر عن القضية الأحوازية.
يُستحسن أن تتضمن هذه اللقاءات نبذة تاريخية موثقة عن منطقة الأحواز، مع التركيز على أن الإقليم كان يتمتع باستقلال فعلي حتى عام 1925، وأن علاقته بإيران كانت شكلية فقط. ويمكن الحصول على هذه الوثائق بسهولة عبر الإنترنت أو بالتواصل معنا لتزويدهم بالمصادر المعتمدة. ويجب التركيز خلال هذه اللقاءات على نقطتين جوهريتين:
الظلم التاريخي: شرح حقيقة الاضطهاد والاستعمار الفارسي الذي تعرّض له الشعب الأحوازي منذ أكثر من قرن، رغم كونه شعبًا مسالمًا، ذا حضارة وتاريخ عريق، يطمح للعيش بكرامة، ويحترم حقوق الشعوب الأخرى، وله امتداد بشري واسع حول العالم.
الحق في تقرير المصير: إذا كانت هناك خطط معلنة أو ضمنية لإعادة رسم خارطة المنطقة أو لتفكيك الكيان الإيراني، فإن الشعب الأحوازي أَولى بالاستقلال، نظرًا لما يملكه من مؤهلات الدولة، من موقع جغرافي استراتيجي، وثروات طبيعية، وقدرة على أن يكون صلة وصل حيوية بين الشرق والغرب.
وينبغي أن تدرك الدول الفاعلة في المجتمع الدولي أن التعامل مع الأحوازيين يجب أن يتغيّر. لقد أثبت النهج القائم على دعم وحدة إيران، على حساب حقوق الشعوب غير الفارسية، فشله وأدى إلى تهميشنا على المستويين السياسي والدولي.
أما في حال لم تكن هناك نية لتفكيك الدولة الإيرانية، فإننا نؤكد على حقنا المشروع في نيل الحكم الذاتي أو تأسيس إقليم مستقل، على غرار نموذج كردستان العراق. هذا المطلب لا يتنافى مع القانون الدولي، بل يتماشى معه، لاسيما أن غالبية السكان في جغرافيا إيران هم من شعوب غير فارسية، وأن إقليم الأحواز – عربستان – كان يتمتع بحكم ذاتي وسيادة داخلية عربية قبل ضمه القسري إلى إيران.
وبحسب المعاهدات الدولية، ومنها معاهدة عام 1847، فإن الأحواز كانت تتمتع بوضع قانوني قريب من الدول التابعة للكومنولث البريطاني، ككندا وأستراليا ونيوزيلندا، والتي نالت استقلالها لاحقًا. لكن السياسات الدولية آنذاك دفعت نحو إلحاق الأحواز بإيران، ما أدى إلى تجزئة أراضينا، وحرماننا من حقوقنا السياسية والاقتصادية والثقافية.
اليوم، نحن نمتلك مقومات النجاح: جيل شاب نشِط، وكثافة سكانية كبيرة، ونظام عشائري وقبلي متماسك قادر على حفظ الأمن والاستقرار. ولدينا كذلك شيوخ ووجهاء وتنظيمات يمكنها قيادة المرحلة الانتقالية بفعالية، إلى جانب وجود تواصل مستمر بين الداخل والخارج، يعزز فرص نجاح أي مشروع وطني جامع.
نحن نمدّ يدنا لكل دولة تؤمن بالعدالة وترغب في دعم قضيتنا المحقة، وندعو إلى شراكة تقوم على المصالح المتبادلة، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
الاتحاد الوطني الأحوازي
الثلاثاء، 17 حزيران، 2025
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.