أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عن إصدار حظر جديد على دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة، في خطوة وصفها بأنها تهدف إلى حماية البلاد من “الإرهابيين الأجانب” والتهديدات الأمنية الأخرى. يدخل القانون حيز التنفيذ بعد منتصف ليل 9 يونيو/حزيران 2025 بالتوقيت المحلي، ويشمل دولًا تخضع لحظر سفر كامل وأخرى لحظر جزئي، مع إمكانية تعديل القائمة لاحقًا.
ويأتي هذا الإعلان ليعيد إلى الأذهان حظرًا سابقًا أصدره ترامب في عام 2017، حين منع مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة، بينها إيران، من السفر إلى الولايات المتحدة. لكن الجديد في الحظر الحالي هو استثناء بعض الشعوب والطوائف المضطهدة في إيران، من بينهم الشعب العربي الأحوازي.
وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية برقية مؤرخة في 18 يوليو/تموز 2025، تضمنت توجيهات صريحة باستثناء الأقليات العرقية والدينية التي تواجه الاضطهاد داخل إيران. وقد وُجِّهت تعليمات للمحكمين بمواصلة معالجة طلبات التأشيرات لأفراد جماعات تشمل عرب الأحواز، والبهائيين، والأكراد، واليهود، والمسيحيين، والصوفيين، والمسلمين السنة، والزرادشتيين، دون اشتراط إثبات التعرض الفردي للاضطهاد، مع الاعتماد على تقارير وزارة الخارجية الأمريكية الخاصة بحقوق الإنسان.
ويواجه الشعب العربي الأحوازي معاناة مستمرة منذ عقود تحت سيطرة الحكومة المركزية في طهران، حيث يُمارس ضده التهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتُفرض قيود على اللغة والثقافة والهوية العربية. كما يتعرض سكان الأحواز لانتهاكات حقوقية واسعة النطاق، تشمل الاعتقالات التعسفية، ومصادرة الأراضي، والتهجير القسري، في إطار سياسة استعمار داخلي تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة وتقليص وجود العرب الأصليين.
ويشكل استثناء الأحوازيين في الحظر الأمريكي الجديد خطوة رمزية مهمة للاعتراف بمعاناتهم المستمرة، وفتح نافذة أمام فرص حماية حقوقهم عبر الحصول على تأشيرات سفر لأغراض الدراسة أو اللجوء، بعيدًا عن قمع الحكومة الإيرانية.
مركز دراسات عربستان الأحواز- حامد الكناني 
تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.