دور الشيخان زامل بن ضمد وشايع بن عصاد في تاريخ سهل كنانة في شمال الأحواز

مركز دراسات عربستان الأحواز- مع نهاية الحرب العالمية الأولى وبداية الاحتلال البريطاني للعراق، دخلت إمارة بني لام مرحلة حساسة من تاريخها السياسي والاجتماعي، إذ انقسمت أراضيها بين عربستان التابعة للتاج القاجاري والعراق تحت النفوذ البريطاني. تولى الشيخ زامل بن ضمد زعامة قبيلته في هذا الجزء من إمارة بني لام بعد عزل عبد الكريم بن غضبان بسبب سوء الإدارة، بتدخل من القنصل البريطاني في القنيطرة، في حين بقيت زعامة كنانة في الجانب العراقي عند بيت الشيخ محسن الدنبوس وهي زعامة تقليدية.

وتذكر الوثائق البريطانية أن الشيخ زامل أبدى نشاطًا وحكمة في معالجة القضايا والنزاعات القبلية، وسوّى عددًا منها بنفسه، ووعد بإعادة الحقوق لأصحابها أو اقتطاع قيمتها من مرتبه بعد حلف اليمين عند قبر النبي دانيال بمدينة السوس. وقد وصف المقيم البريطاني الشيخ زامل بأنه يتصرف بحكمة واعتدال ويملك من الحصافة ما يؤهله لقيادة المنطقة دون اضطرابات، ومنحه خلعة من شال كشميري تقديرًا له.
عندما زار الشيخ زامل برفقة الشيخ شايع بن عصاد نائب القنصل البريطاني في القنيطرة في أبريل 1921، طُلب منهما القنصل قبول الخضوع الإداري لسلطات عربستان التي كانت تحت نفوذ الشيخ خزعل بن جابر، أمير المحمرة، إلا أن الشيخ زامل أبدى تحفظًا واضحًا، مؤكدًا أنه لا يرغب في ربط مصير زعامة كنانة بمصير المحمرة خشية فقدان استقلاله السياسي، فأجاب نائب القنصل بأنه لا يستطيع تقديم ضمان رسمي، لكنه وعد باستخدام نفوذ الحكومة البريطانية لضمان حسن معاملتهما وحماية مصالحهما، ووصف اللقاء بأنه نقاش دبلوماسي راقٍ يعكس حنكة الشيخ زامل ووعيه السياسي بموازين القوى الإقليمية.
وفي منتصف مايو 1922، أصدر نائب القنصل البريطاني في القنيطرة (ديزفول) مذكرة سرية إلى القنصل البريطاني في الأحواز، أوضح فيها أنه بعد انفصال قبيلتي كنانة وخسرج عن بني لام في يونيو من العام السابق، طُلب من شيخ المحمرة اتخاذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على النظام في الأراضي التي تحتلها هاتان القبيلتان. ونتيجة لذلك، سلّم شيخ المحمرة مبلغ 24,000 روبية إلى نائب القنصل ليتم صرفه شهريًا كإعانة لشيوخ قبيلة كنانة، شايع بن عصاد وزامل، بمعدل 1,000 روبية لكل منهما شهريًا، مع توجيه نسخة من المذكرة إلى سكرتير المقيم السياسي في الخليج العربي في بوشهر للعلم والمتابعة.
((الصورة منشورة على صفحات النت وفيها الرئيس العراقي صدام حسين وبجانبه الشيخ علي بن زامل الكناني في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي.))

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑