من دفاتر بريطانيا السرّية: كيف وثّقت المحمّرة سياسة طمس العرب في الأحواز عام 1945

مركز دراسات عربستان الأحواز- حامد الكناني – هذه مادة وثائقية من التقارير السرّية البريطانية في المحمرة عام 1945، وتكشف بدقة عن التوترات الاجتماعية والإجراءات القمعية ضد العرب الأحوازيين، فضلًا عن الممارسات الإدارية التي حاولت سلب أراضيهم أو تقييد حركتهم.

التقرير السرّي الصادر عن القنصلية البريطانية في المحمرة

اليومية رقم 15 لعام 1945 – بتاريخ 16 أغسطس 1945

ورد في الفقرة رقم 291:
مع اقتراب موسم جني التمور، اعتاد عدد كبير من العرب القادمين من وادي كارون القيام برحلتهم السنوية إلى المحمّرة للعمل في بساتين النخيل. غير أن القائم بأعمال حاكم المحمرة الفارسي، بالاشتراك مع مفوض الحدود، ورئيس الشرطة، وقائد الدرك (الجندرمة)، قرروا هذا العام – بعد التشاور فيما بينهم – منع هذه الهجرة الموسمية.
وقد أُبلغت السلطات الفارسية في مدينة الأحواز بالقرار، لكنها ردّت بالتأكيد على ضرورة السماح باستمرار الهجرة شريطة أن يتحمل زعيم كل مجموعة عربية مسؤولية سلوك رجاله أمنيًا.
ولأن العرب رفضوا الالتزام بهذه الشروط المهينة، صدرت أوامر بإجبارهم على مغادرة المحمرة فورًا.
عقب ذلك، خرجت قوة مشتركة من الدرك والشرطة والجيش الفارسي بقيادة كل من رئيس الدرك، ورئيس الشرطة، ومفوض الحدود، وقائد الحامية في المحمرة، لتطبيق القرار على القرى العربية، إلا أن أحدًا من الأهالي لم يغادر.

وفي الفقرة ذاتها، أشير إلى أن دائرة تسجيل عبادان أصدرت إعلانًا بفتح باب تسجيل ملكيات بساتين النخيل في مناطق الرميلة، وجزيرة حجي حسين، ونوامر، ومعاويض، وساهيه، الواقعة جميعها على الضفة اليسرى من شط العرب ضمن الجناح الثاني من منطقة عبادان، محددة مهلة ستين يومًا لتقديم طلبات التسجيل.
ويُعتقد أن هذا الإجراء كان جزءًا من سياسة لتثبيت الملكيات باسم عناصر فارسية على حساب الملاك العرب الأصليين.

وفي الفقرة رقم 293، ذُكر أن مفوض الحدود في المحمرة قد خاطب السلطات العراقية في البصرة قبل مدة، مطالبًا بتسليم لاجئي قبيلة بني طُروف الموجودين في العراق، وعددهم نحو ستة عشر شخصًا، بينهم الشيخ سدخان بن سعدون والشيخ يونس من الحويزة. وتشير التقارير إلى أن السلطات العراقية رفضت الطلب رسميًا، مع أن أماكن إقامة هؤلاء اللاجئين كانت معروفة للحكومة العراقية. أما الفقرة رقم 294، فقد ورد فيها:“أفادت التقارير أن مستوطنا فارسيًا أوقفه عدد من الغاضبين في وسط المدينة مساء الثالث عشر من الشهر أثناء عودته إلى منزله، وطُعن عدة مرات وسُلبت أمواله ومقتنياته الثمينة.”

يكشف هذا التقرير بوضوح أن السلطات الفارسية في الأحواز كانت تمارس تمييزًا واستفزازًا منظمًا ضد السكان العرب، سواء عبر محاولات طردهم من مناطق العمل الموسمية أو تجريدهم من أراضيهم تحت ذريعة التسجيل.

كما يوضح مدى توتر العلاقة بين الأهالي العرب والسلطة المركزية، في مقابل موقف بريطاني مراقب يسجّل الأحداث دون تدخل مباشر، لكنه يحتفظ بها ضمن تقاريره الدبلوماسية. كما يوضح مدى توتر العلاقة بين الأهالي العرب والسلطة المركزية، في مقابل موقف بريطاني مراقب يسجّل الأحداث دون تدخل مباشر، لكنه يحتفظ بها ضمن تقاريره الدبلوماسية.”

تشرفنا بزيارتكم ونتمنى دائما أن ننول رضاكم.

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑